ماذا يحدث عند تناول كميات مفرطة من البروتين؟

23 أكتوبر 2025
14 مشاهدة
0 اعجاب

ماذا يحدث عند تناول كميات مفرطة من البروتين؟

 

لا يبدو أن الجدل حول تناول البروتين سيتراجع في أي وقت قريب.


فوسائل التواصل الاجتماعي تعج بأشخاص يحثون الآخرين على زيادة استهلاك البروتين، سواء عبر النظام الغذائي أو عبر المكملات مثل مخفوقات البروتين. حتى شركات الأغذية بدأت تبرز كمية البروتين على ملصقات منتجاتها لزيادة المبيعات.


لكن، هل يمنحنا هذا البروتين الإضافي فوائد حقيقية؟ وهل يمكن أن يؤدي الإفراط في تناوله إلى أضرار؟


البروتين أساسي، لكن معظم الناس يتناولون أكثر مما يحتاجون


الحصول على كميات كافية من البروتين أمر مهم، إذ يساهم في بناء أنسجة العضلات، وإنتاج الإنزيمات والهرمونات، وله دور رئيسي في دعم جهاز المناعة. إضافةً إلى ذلك، قد يكون مصدرًا للطاقة.


توصي الإرشادات الغذائية الأسترالية، التي وضعها خبراء بدعم من الحكومة، بأن يشكل البروتين نحو 15–25% من احتياجاتنا اليومية من الطاقة.


أما الكمية اليومية الموصى بها فهي:


0.84 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم للرجال.


0.75 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم للنساء.


ما يعادل نحو 76 غرامًا يوميًا لرجل وزنه 90 كلغ، و53 غرامًا يوميًا لامرأة وزنها 70 كلغ. (الكمية قد تكون أكبر قليلًا عند الأطفال وكبار السن فوق السبعين).


تشير البيانات إلى أن معظم البالغين الأستراليين يتناولون بالفعل كميات كافية من البروتين، ومع ذلك يسعى كثير منهم لزيادة مدخولهم أكثر.


بالنسبة إلى من يهدفون إلى بناء الكتلة العضلية عبر تمارين المقاومة مثل رفع الأثقال، فإن تناول ما يصل إلى 1.6 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا (أي نحو 144 غرامًا لشخص وزنه 90 كلغ) يساعد فعلًا على زيادة قوة العضلات وحجمها.


لكن الأبحاث أوضحت أنه لا توجد أي فائدة إضافية في زيادة العضلات إذا تجاوز الاستهلاك هذا الحد.


بمعنى آخر: معظم الناس لا يحصلون على أي منفعة من تناول البروتين بما يفوق الكمية الموصى بها، بل قد يسبب ذلك مشكلات صحية.


ماذا يحدث إذا تناولت الكثير من البروتين؟


البروتين الزائد لا يطرح ببساطة عبر البول أو البراز. بل يبقى في الجسم ويؤثر بطرق مختلفة.


ولما كان مصدرًا للطاقة، فإن الإفراط في تناوله يعني استهلاك سعرات حرارية إضافية. إذا تجاوزت هذه السعرات ما يحتاج إليه الجسم، تتحول الكمية الفائضة إلى دهون مخزنة.


توجد حالات صحية تتطلب الحذر من البروتين الزائد، مثل المرضى المصابين بمرض الكلى المزمن، إذ ينبغي لهم متابعة استهلاكهم للبروتين بعناية تحت إشراف اختصاصي تغذية لتجنب إلحاق الضرر بالكليتين.


توجد أيضًا حالة نادرة تعرف باسم تسمم البروتين أو (تجويع الأرنب)، وتحدث عند الاعتماد على البروتين بشكل شبه كامل دون كفاية من الدهون والكربوهيدرات والعناصر الغذائية الأخرى.


ارتبط هذا المصطلح بالمستكشف أوائل القرن العشرين فيلهجالمور ستيفانسون، الذي أشار إلى أن من اعتمدوا على لحوم الأرانب (الفقيرة بالدهون) أصيبوا سريعًا بوعكات خطيرة.


مصدر البروتين لا يقل أهمية عن كميته


يحصل الإنسان على البروتين من مصادر نباتية (مثل البقوليات والحبوب الكاملة) أو حيوانية (البيض، ومنتجات الألبان، واللحوم، والأسماك).


لاختلاف مصدر البروتين أثر مختلف في الصحة:


ارتبط تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني بزيادة خطر الوفاة المبكرة، خصوصًا بسبب السرطان، لدى كبار السن الأستراليين.


وارتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.


في المقابل، يرتبط استهلاك البروتين النباتي بـ:


·      انخفاض خطر الوفاة بسبب السرطان.


·      تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.


·      تحسين مستويات الكوليسترول في الدم.


المصادر الحيوانية للبروتين تحتوي غالبًا على نسبة عالية من الدهون، خاصة الدهون المشبعة، التي تعد عاملًا رئيسيًا في ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب. تشير التقديرات إلى أن معظم الأستراليين يستهلكون بالفعل أكثر مما ينبغي من هذه الدهون.


أما المصادر النباتية للبروتين فهي غالبًا غنية بالألياف الغذائية، وهي عنصر يعاني معظم الأستراليين من نقص فيه.


يسهم تناول الألياف في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة -مثل أمراض القلب- ودعم صحة الجهاز الهضمي.


أهمية التوازن


خلاصة القول: نوع البروتين ومصدره، إضافةً إلى التوازن بين المصادر الحيوانية والنباتية، أهم بكثير من مجرد زيادة الكمية المستهلكة.


فجسم الإنسان يحتاج إلى جميع المغذيات الكبرى -البروتينات، الدهون، الكربوهيدرات- لتعمل وظائفه بسلاسة، وإلى الفيتامينات والمعادن بالنسب الصحيحة للحفاظ على الصحة.

 



المصادر:


الكاتب

أريج حسن اسماعيل

أريج حسن اسماعيل
ترجمة

أريج حسن اسماعيل

أريج حسن اسماعيل
تدقيق

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة