خمس حقائق يجب أن تعرفها قبل شراء المكملات الغذائية

27 أكتوبر 2025
13 مشاهدة
0 اعجاب

خمس حقائق يجب أن تعرفها قبل شراء المكملات الغذائية



 

من مساحيق الكولاجين إلى علكات تعزيز المناعة، أصبحت المكملات الغذائية في كل مكان: على رفوف السوبرماركت، في خزائن الحمام، وعلى صفحات إنستغرام.


تسوق هذه المنتجات بوصفها حلولًا سريعة لمشكلات الصحة الحديثة: نوم أفضل، بشرة أكثر إشراقًا، تركيز أعلى، أو حتى حياة أطول.


بصفتي خبيرة تغذية، يطرح علي هذا السؤال كثيرًا: هل تستحق المكملات هذه الأموال؟ والإجابة هي: الأمر يختلف بحسب الحالة. إذا صدقنا الادعاءات المنتشرة على الإنترنت، قد نعتقد أن هذه المنتجات قادرة على علاج كل شيء تقريبًا.


صحيح أن بعض المكملات تؤدي دورًا مهمًا في ظروف محددة، لكن غالبًا ما يساء فهمها ويبالغ في تسويقها. وما لا يعرفه كثيرون هو أن لهذه المنتجات مخاطر وحدودًا وحيلًا تسويقية تختبئ خلف ملصقاتها.


فيما يلي خمس حقائق أتمنى لو كان الناس يعرفونها قبل شراء المكملات الغذائية:


1. الغذاء أولًا، لا المكملات


إذا كان بالإمكان الحصول على المغذيات من الطعام، فهذا الخيار هو الأفضل دائمًا. تعرف وكالة معايير الغذاء البريطانية المكملات الغذائية بأنها منتجات تهدف إلى تصحيح نقص غذائي، أو الحفاظ على مستوى كافٍ من مغذيات معينة، أو دعم وظائف فسيولوجية محددة.

بمعنى آخر: المكملات موجودة لدعم النظام الغذائي، لا لتحل محل الطعام الحقيقي.


الأطعمة الكاملة تقدم أكثر بكثير من مجرد عناصر غذائية معزولة. مثلًا، سمك السلمون الزيتي يحتوي على أحماض أوميغا-3 الدهنية، ويحتوي أيضًا على البروتين، وفيتامين (د)، والسيلينيوم، ومركبات أخرى نافعة. هذه العناصر تتفاعل بطرق معقدة لا نفهمها كليًا، ويصعب أو ربما يستحيل إعادة إنتاجها في كبسولة أو مسحوق.


حاول العلماء استخراج المكونات الفعالة من الفاكهة والخضراوات لصنع أقراص تحمل فوائدها، لكنهم لم ينجحوا. يبدو أن الفوائد تأتي من الطعام المتكامل، لا من مركب واحد معزول.


مع ذلك، توجد حالات تستدعي اللجوء للمكملات:


●     ينصح بتناول حمض الفوليك قبل الحمل وفي أثنائه لتقليل خطر عيوب الأنبوب العصبي لدى الجنين.


●     ينصح بفيتامين (د) في أشهر الشتاء حين يقل التعرض لأشعة الشمس.


●     يتطلب النظام الغذائي النباتي تعويض فيتامين (ب12)، لأنه يوجد أساسًا في المنتجات الحيوانية.


2. ربما لا تدرك أنك تتناول جرعة زائدة


من السهل جدًا الإفراط في تناول المكملات مقارنةً بالطعام. على المدى القصير يسبب ذلك الغثيان أو الإسهال، كما أن الاستخدام الطويل بجرعات عالية قد يخلف عواقب خطيرة.


كثيرون يتناولون المكملات سنوات طويلة دون معرفة ما إذا كانوا يحتاجونها أصلًا أو يتجاوزون الحد الآمن. الفيتامينات الذائبة في الدهون (A، D، E، K) تخزن في الجسم بدلًا من طرحها، ما يرفع خطر تراكمها.


فيتامين (د) بجرعات مفرطة يؤدي إلى تراكم الكالسيوم مسببًا ضررًا في الكلى والقلب وضعفًا في العظام.


فيتامين (أ) بجرعات عالية يسبب تلف الكبد، وتشوهات خلقية في أثناء الحمل، وانخفاض كثافة العظام.


حتى الفيتامينات الذائبة في الماء أحيانًا تكون مؤذية، الاستعمال المزمن لجرعات عالية من فيتامين (ب6) يرتبط بتلف الأعصاب.


ولأن معظم الناس لا يجرون فحوص دم منتظمة لمستويات المغذيات، لا يكتشفون المشكلة إلا بعد ظهور الأعراض.


3. لا تثق بنصائح وسائل التواصل الاجتماعي


بضع دقائق على الإنترنت كافية لتجد مكملات تسوق على أنها معززة للمناعة، طبيعية، أو منقية للجسم. تبدو هذه الكلمات مقنعة لكنها بلا تعريف علمي. هي مجرد مصطلحات تسويقية.


توضح وكالة معايير الغذاء أن المكملات ليست منتجات طبية ولا يمكنها إحداث تأثير دوائي أو مناعي أو استقلابي. كثير من الإعلانات يوحي بالعكس.


هذا النوع من التسويق، المعروف أحيانًا بالغسل الصحي (healthwashing)، يمنح المكملات قدرات لا تمتلكها أصلًا.


المكملات لا تخضع لنفس معايير الاختبار والرقابة التي تفرض على الأدوية. وقد تُباع منتجات سيئة التصنيع أو خاطئة الجرعة أو مضللة الملصق.


صحيح أن هيئة معايير الإعلان تضع قواعد لاستخدام الادعاءات الصحية في الدعاية متضمنةً وسائل التواصل الاجتماعي، لكن تطبيق هذه القواعد صعب، خصوصًا مع انتشار التسويق عبر المؤثرين وأنظمة البيع الهرمي.


يروج كثير من البائعين، وغالبًا بلا خلفية طبية أو علمية، منتجاتهم عبر قصص شخصية بدلًا من الأدلة. وفي حين توفر الهيئة إرشادات حول كيفية تسويق هذه المنتجات، إلا أن القوانين كثيرًا ما تُتجاهل، ونادرًا ما تطبق، ما يترك المجال مفتوحًا لادعاءات مذهلة وغير واقعية.


4. صناعة المكملات تهتم بالمبيعات أكثر من العلم


تبلغ قيمة سوق المكملات الغذائية العالمي أكثر من 100 مليار جنيه إسترليني. وكأي صناعة ضخمة، هدفها الأساسي هو النمو والربح، وهذا ينعكس على طريقة تطوير المنتجات وتسويقها.


إن كان المكمل فعالًا حقًا، لكان الأطباء هم من يوصون به، لا المؤثرون على إنستغرام.


بعض المكملات تستند إلى أدلة علمية راسخة، مثل الحديد أو فيتامين (د). إلا أن الكثير منها يسوق بادعاءات تتجاوز بكثير ما أثبته البحث العلمي، وغالبًا ما يروج لها أشخاص بلا تدريب أكاديمي في التغذية أو الرعاية الصحية.


5. ليست كل المكملات آمنة للجميع


توافرها من دون وصفة طبية لا يعني أنها آمنة. وفي بعض الأحيان تتفاعل المنتجات الطبيعية مع الأدوية أو تسبب ضررًا.


●     عشبة القديس يوحنا (St. John’s Wort)، المستعملة لعلاج الاكتئاب الخفيف، قد تحدث آثارًا جانبية خطيرة إذا استخدمت مع بعض مضادات الاكتئاب، أو موانع الحمل، أو أدوية ارتفاع ضغط الدم.


●     فيتامين (ك) يتداخل مع مميعات الدم مثل الوارفارين.


●     الحديد بجرعات عالية يسبب اضطرابات هضمية ويؤثر في امتصاص بعض المضادات الحيوية.


●     كثير من المكملات لم يختبر أمانها لدى الحوامل، في حين أن أخرى مثل فيتامين (أ) بجرعات عالية معروفة بضررها أثناء الحمل وقد تنتقل عبر حليب الأم.


إذا كنتِ حاملًا، أو مرضعة، أو تتناول دواءً معينًا، أو تعاني حالة صحية مزمنة، فمن الضروري استشارة الطبيب أو الصيدلاني أو اختصاصي التغذية قبل البدء بأي مكمل جديد.


الخلاصة


المكملات الغذائية تفيد الصحة في ظروف معينة، لكنها ليست حلًا شاملًا. قبل إنفاق المال على منتج يعدك بوعود كبيرة، اسأل نفسك: هل أحتاج فعلًا إلى هذا المكمل؟ أم أن من الأفضل استثمار هذا المال في طعام مغذٍ؟

 



المصادر:


الكاتب

أريج حسن اسماعيل

أريج حسن اسماعيل
ترجمة

أريج حسن اسماعيل

أريج حسن اسماعيل
تدقيق

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة