دراسة صادمة عن فائدة حاصرات بيتا في علاج مرضى النوبات القلبية!

5 نوفمبر 2025
14 مشاهدة
0 اعجاب

دراسة صادمة عن فائدة حاصرات بيتا في علاج مرضى النوبات القلبية!

 

على مدى أكثر من 40 عامًا، عُدّت حاصرات بيتا إحدى الركائز الأساسية في علاج المرضى بعد الإصابة بالنوبات القلبية. لكن دراسة حديثة ضخمة، تعد الأكبر من نوعها حتى الآن، تقلب هذا المفهوم رأسًا على عقب.


ماذا تقول الدراسة؟


أظهرت نتائج تجربة REBOOT -التي قادها الدكتور فالنتين فوستر، الحاصل على الدكتوراه، ومدير مستشفى ماونت سيناي للقلب، ومدير المركز الوطني الإسباني لأبحاث القلب والأوعية الدموية- أن حاصرات بيتا لا توفر أي فائدة سريرية للمرضى الذين تعرضوا لنوبة قلبية غير معقدة، وكانت لديهم وظيفة قلبية محفوظة، أي أن قوة ضخ القلب لديهم طبيعية.


تفاصيل الدراسة


عرضت نتائج الدراسة يوم السبت 30 أغسطس، خلال جلسة في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد، ونشرت في مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن.


أظهرت دراسة فرعية من REBOOT، نشرت أيضًا في مجلة المجلة الأوروبية للقلب، أن النساء اللائي عولجن بحاصرات بيتا كن أكثر عرضة للوفاة، أو الإصابة بنوبة قلبية، أو الدخول إلى المستشفى بسبب فشل القلب، مقارنةً بالنساء اللاتي لم يتلقين هذا الدواء. لم يلاحظ هذا الخطر الزائد لدى الرجال.


يقول الدكتور فوستر: «تعيد هذه التجربة تشكيل جميع الإرشادات السريرية الدولية. إذ تنضم إلى تجارب سابقة رائدة قادها CNIC ومستشفى ماونت سيناي، مثل تجربة SECURE التي استخدمت الحبة متعددة المكونات، وتجربة DapaTAVI التي ربطت بين مثبطات SGLT2 وزرع الصمام الأبهري عبر القسطرة، التي غيرت بالفعل بعض النهج العالمية في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية».


تجارب سابقة مؤثرة


تجربة SECURE: أظهرت أن الحبة المركبة -حبة واحدة تجمع بين ثلاثة أدوية: الأسبرين، والراميبريل، والأتورفاستاتين- تقلل من الأحداث القلبية الوعائية بنسبة 33% لدى المرضى بعد النوبة القلبية.


تجربة DapaTAVI: أظهرت أن دواء الداباجليفلوزين، إلى جانب دواء إمباجليفلوزين -المستخدمين عادة في علاج السكري- يحسنان من توقعات المرضى الذين يعانون تضيق الصمام الأبهري، الذين عولجوا بزرع الصمام عبر القسطرة.


نتائج REBOOT: تغيير جذري في الممارسة السريرية


«REBOOT ستغير الممارسة السريرية على مستوى العالم. حاليًا، يصرف هذا الدواء لأكثر من 80% من المرضى الذين يعانون احتشاء عضلة القلب غير المعقد عند خروجهم من المستشفى. نتائج REBOOT تُعد من أهم التطورات في علاج النوبات القلبية خلال العقود الماضية».


مع أن حاصرات بيتا تعد آمنة عمومًا، فإنها قد تسبب آثارًا جانبية مثل التعب، وبطء ضربات القلب، والضعف الجنسي. وعلى مدى أكثر من 40 عامًا، وُصفت علاجًا قياسيًا بعد النوبة القلبية، مع أن فائدتها في ظل العلاجات الحديثة لم تكن مدعومة بأدلة قوية.


هنا يأتي دور تجربة REBOOT التي جاءت لسد هذه الفجوة.


شملت الدراسة 8505 مريضًا من 109 مستشفيات في إسبانيا وإيطاليا.


قُسم المرضى عشوائيًا إلى مجموعتين: إحداهما تلقت حاصرات بيتا بعد الخروج من المستشفى، والأخرى لم تتلقاها.


توبع المرضى مدة 3.7 إلى 4 سنوات.


جميع المرضى تلقوا العلاجات الحديثة القياسية الأخرى بعد النوبة القلبية.


النتائج


لم يظهر أي فرق يذكر بين المجموعتين من حيث:


-معدلات الوفاة.


-النوبات القلبية المتكررة.


-الدخول إلى المستشفى بسبب فشل القلب.


الجانب الصادم: النساء أكثر تضررًا!


في تحليل فرعي للدراسة، وجد أن النساء اللائي تلقين حاصرات بيتا كن أكثر عرضة للوفاة أو الإصابة بنوبة قلبية أو فشل القلب، مقارنة بنظيراتهن اللاتي لم يتلقين هذه الأدوية.


خلال فترة متابعة امتدت 3.7 سنوات، ارتفع خطر الوفاة بنسبة 2.7% لدى النساء ذوات وظيفة قلبية طبيعية (الكسر القذفي للبطين الأيسر ≥ 50%).


لم يلاحظ هذا الخطر لدى:


-الرجال.


-النساء اللائي عانين تدهورًا بسيطًا في وظيفة القلب.


يوضح الدكتور إيبانيز: «بعد النوبة القلبية، يوصف للمريض عدد كبير من الأدوية، ما قد يصعب الالتزام بالعلاج. أضيفت حاصرات بيتا إلى العلاج القياسي في وقت مبكر، وكانت فوائدها مرتبطة بتقليل استهلاك الأكسجين ومنع اضطراب نظم القلب، وقللت الوفيات بوضوح. أما اليوم، فتفتح الشرايين التاجية بشكل سريع ومنهجي، ما يقلل من خطر المضاعفات مثل اضطرابات النظم. على هذا فإن الحاجة إلى حاصرات بيتا في هذه الظروف الحديثة أصبحت موضع شك».


«نادرًا ما نشكك علميًا في جدوى استمرار استخدام الأدوية القديمة، لأن التركيز غالبًا يكون على اختبار أدوية جديدة. لكن هذا ما حاولنا تغييره من خلال تجربة REBOOT. إذ صُممت لتحسين رعاية مرضى النوبات القلبية استنادًا إلى أدلة علمية قوية دون مصالح تجارية. ستساعد هذه النتائج في تبسيط العلاج، وتقليل الآثار الجانبية، وتحسين جودة حياة الآلاف من المرضى كل عام».

 



المصادر:


الكاتب

أريج حسن اسماعيل

أريج حسن اسماعيل
ترجمة

أريج حسن اسماعيل

أريج حسن اسماعيل
تدقيق

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة