روبوت جديد يشبه الثعبان يحل محل الغواصين في المهام البحرية المعقدة!

4 نوفمبر 2025
30 مشاهدة
0 اعجاب

روبوت جديد يشبه الثعبان يحل محل الغواصين في المهام البحرية المعقدة!


 

روبوت جديد تحت الماء مُصمَّم بذراع ناعمة تشبه المجسات، قد يُحدث نقلة نوعية في طريقة فحص وصيانة البنية التحتية البحرية.


طوَّر المركز الوطني للروبوتات في المملكة المتحدة هذا الروبوت الذي يبلغ طوله مترًا واحدًا، بالتعاون مع شركة سيناي سيماتيك في البرازيل.


 يسمح تصميمه المرن بالانحناء والتكيف مع الهياكل البحرية، ما يجعله أكثر أمانًا وكفاءة من الأذرع الروبوتية الصلبة التقليدية. قد يُسهم هذا الاكتشاف في تقليل المخاطر، وخفض التكاليف، وإطالة عمر المعدات البحرية حول العالم.


مواجهة التحديات البحرية


تمتد البنية التحتية للطاقة البحرية ملايين الأميال تحت سطح المحيط، ويجب فحص خطوط الأنابيب والمعدات البحرية على أعماق تقارب 9843 قدمًا بانتظام لضمان السلامة. قد تُكلّف الأعطال مليارات الدولارات، ومع توقعات تجاوز تكاليف إيقاف التشغيل 100 مليار دولار بحلول عام 2030، أصبح إطالة عمر الأصول القائمة أمرًا بالغ الأهمية.


يُقدّم روبوت المجسات حلًا مبتكرًا، فيمكن للنظام التحرك بدقة بالجمع بين هيكل مرن وكابلات تشبه الأوتار. تتتبع أجهزة الاستشعار المُدمجة في الروبوت شكله وموقعه حتى في المياه المضطربة، ما يُمكّنه من أداء مهام تفتيش دقيقة بالقرب من مزارع الرياح وخطوط الأنابيب وغيرها من المنشآت البحرية.


الاختبارات في الظروف القاسية


اختُبر الروبوت في منشأة خزان الأمواج التابعة للمتحف الوطني للروبوتات. أظهرت النتائج قدرته على الحفاظ على استقراره عند تعرضه لقوى خارجية تصل إلى 300 غرام. صحح الروبوت موقعه بسرعة في حالة اضطرابه وعاد إلى حالته المستهدفة في غضون ثوانٍ. إن هذه القدرة على التكيف في ظروف غير متوقعة تجعله مناسبًا تمامًا للاستخدام من المركبات تحت الماء.


أوضحت روان ميلر، مديرة المشروع في المتحف الوطني للروبوتات: «يعد ذلك إنجازًا مهمًا للمتحف الوطني للروبوتات، إذ يُبرز قدراتنا الشاملة على إنجاز المشاريع من البداية إلى النهاية. لقد نقل فريقنا هذا الروبوت المبتكر تحت الماء من المفهوم الأولي مرورًا بالتصميم والتطوير وصولًا إلى الاختبار الناجح في ظروف واقعية. ما يجعل هذا الأمر مثيرًا للاهتمام خصوصًا هو أننا ابتكرنا حلًا لا يُحسّن التكنولوجيا الحالية تدريجيًا فحسب، بل يُغير جذريًا كيفية تعاملنا مع مهام التفتيش تحت الماء. إن هذا يفتح إمكانيات جديدة للتفاعل بشكل أكثر أمانًا ودقة مع البنية التحتية الحيوية تحت سطح البحر، وقد يغير كيفية صيانتنا وحماية أصولنا البحرية لعقود قادمة».


تعاون عالمي


يُسلّط المشروع الضوء على قيمة التعاون الدولي في مجال الروبوتات، وصرح لوكاس سيلفا، الباحث الرئيسي في شركة سيناي سيماتيك، بأن الشراكة كانت مفتاح هذا الإنجاز. قال سيلفا: «لقد عملنا مع المركز الوطني للروبوتات لوضع تصور مبتكر للتعامل مع الروبوتات تحت الماء، ما يفتح آفاقًا جديدة لاستخدامات هذه الصناعة. يمثل هذا الفرع الجديد من التطوير نقلة نوعية وهامة في خارطة طريق تطوير الروبوتات لدينا، وقد أدى التعاون السلس مع المركز الوطني للروبوتات دورًا رئيسيًا في هذا الإنجاز الجديد، إذ وضع معايير جديدة للشراكات الدولية المستقبلية»


تستهدف هذه التقنية شركات الطاقة البحرية، ومشغلي الغواصات، ومقدمي خدمات التفتيش. تعتمد أساليب التفتيش الحالية على السفن الكبيرة والغواصين، ما يزيد من مخاطر السلامة والآثار البيئية. يستطيع النظام الجديد تخفيض التكاليف، وتحسين السلامة، وتقليل انبعاثات الكربون بالسماح للمركبات الصغيرة تحت الماء بالتعامل مع مهام التفتيش المعقدة.


توسيع نطاق الروبوتات اللينة


تُستخدم الروبوتات اللينة غالبًا في المهام صغيرة الحجم، مثل التعامل مع الأشياء الدقيقة. يُظهر هذا المشروع إمكانية توسيع نطاق هذه التقنية لحل مشكلات هندسية واقعية كبيرة. سيُعرَض روبوت المجسات في معرض الروبوتات البريطاني الافتتاحي، الذي يُقام في المتحف الوطني للروبوتات في 18 سبتمبر.


إذا اعتُمد هذا النظام على نطاق واسع، فقد يُمثل نقطة تحول في العمليات البحرية، فهو يُتيح وسيلة لتحسين السلامة، وخفض التكاليف، وحماية البنية التحتية الحيوية التي تدعم صناعة الطاقة العالمية.

 


      



المصادر:


الكاتب

محمد الشرقاوي

محمد الشرقاوي
ترجمة

محمد الشرقاوي

محمد الشرقاوي
تدقيق

نور حمود

نور حمود



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة