لماذا نأكل عندما نحزن؟ كل ما يجب معرفته عن الأكل العاطفي!

15 ديسمبر 2025
27 مشاهدة
0 اعجاب

    لماذا نأكل عندما نحزن؟ كل ما يجب معرفته عن الأكل العاطفي!



عندما نأكل استجابةً لمشاعر لا لحاجة جسدية، يُعرف ذلك بالأكل العاطفي. وهو سلوك شائع يمرّ به معظم الناس من حين إلى آخر.


يحتاج الجسم إلى الطعام للبقاء، ومن الطبيعي أن يثير الأكل نظام المكافأة في الدماغ فيجعلنا نشعر بالتحسّن. لكن عندما يصبح تناول الطعام وسيلة متكرّرة للتعامل مع التوتر أو الحزن أو الملل أو الوحدة، يتحوّل الأكل العاطفي إلى عادة يصعب كسرها.


فمع إن الأكل في تلك اللحظات قد يمنح راحة مؤقتة، فهو لا يعالج السبب الحقيقي للمشاعر، فالغذاء لا يبدّد القلق أو التعب أو الفراغ الداخلي، بل قد يخلّف شعورًا بالذنب أو الخجل لدى بعض الناس ما يزيد الأمر سوءًا.


من الطبيعي أن يكون للطعام جانب عاطفي في حياتنا، فهو جزء من احتفالاتنا ومناسباتنا، وطريقة للتعبير عن الحب والاهتمام. لكن الهدف هو أن نأكل بوعي، فنختار متى نأكل وماذا وكيف، بدلًا من أن تكون مشاعرنا هي التي تختار عنا.


الفرق بين الجوع الجسدي والجوع العاطفي


قد يكون من الصعب أحيانًا التمييز بين الجوع الحقيقي الناتج عن حاجة الجسم للطاقة، والجوع العاطفي الناتج عن المشاعر، لكن توجد علامات تساعد على التفريق بينهما:


-       الجوع الجسدي:


-       يتطور تدريجيًا ويمكن تأجيله قليلًا دون انزعاج كبير.


-       يزول بعد تناول كمية مناسبة من الطعام.


-       يمكن إشباعه بمجموعة متنوعة من الأطعمة.


-       لا يتبعه شعور بالذنب أو الندم.


-       الجوع العاطفي:


-       يظهر فجأة وبشدة.


-       يرتبط غالبًا برغبة في نوع محدد من الطعام (مثل الحلويات أو الأطعمة الدهنية).


-       لا يزول حتى بعد امتلاء المعدة.


-       يعقبه شعور بالذنب أو الخجل أو الندم.


تساعدنا ملاحظة هذه العلامات على الوعي بمتى تكون الدوافع للأكل عاطفية أكثر من كونها جسدية. ومع فهم الأنماط التي تحفّز الأكل العاطفي، بالوسع البدء بتطوير طرق صحية للتعامل مع المشاعر.


علامات الأكل العاطفي


-       فقدان السيطرة أمام أطعمة معيّنة.


-       الرغبة في الأكل عند مواجهة مشاعر قوية.


-       تناول الطعام رغم غياب الجوع الجسدي.


-       الإحساس بأن الطعام يهدئ أو يُكافئ.


كيف يمكن التعامل مع الأكل العاطفي؟


-       تدوين مفكرة للمشاعر


كلّما زاد فهمنا للعادات، كان التغيير أسهل. وهنا يُنصح بتدوين أوقات الأكل دون جوع جسدي، والظروف والمشاعر التي رافقت تلك اللحظة. المفتاح هنا هو الفضول لا القسوة، ففهم الذات يحتاج إلى صبر ولطف لا النقد.


-       البحث عن طرق بديلة للتأقلم


إذا كان الأكل وسيلة لتخفيف التوتر، فالمشكلة في التوتر وليس في الجوع. يُنصح هنا بتمارين الاسترخاء أو المشي، أو الحديث مع صديق.


أما إن كان السبب الملل، فالحل بملء الوقت بأنشطة تبعث على الشعور بالإنجاز أو المتعة.


-       الحركة


يقلّل النشاط البدني هرمونات التوتر ويحفّز إفراز الإندورفين، ما يحسّن المزاج.


لا حاجة إلى تمارين شاقة؛ فالمشي لخمس دقائق أو تمارين التمدد كافية أحيانًا لتصفية الذهن.


-       ممارسة اليقظة الذهنية (Mindfulness):


وهي التركيز على اللحظة الحاضرة دون حكم أو تشتّت، وبالوسع البدء بالتنفس العميق، أو التأمل الموجّه، أو ملاحظة ما نراه وما نسمعه وما نشعر به الآن.


ومن تطبيقاتها الأكل الواعي (Mindful Eating)، أي الأكل ببطء والانتباه لكل تفصيلة في الطعام، شكله ورائحته وطعمه وملمسه، ما يساعد على الشعور بالشبع والرضا.


-       تناول كمية كافية من الطعام


يزيد الجوع الجسدي الشديد احتمال الأكل العاطفي لاحقًا. لذلك يجب تناول وجبات متوازنة تحتوي على مصادر بروتين مثل اللحوم، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان، والبقوليات، والتوفو، والمكسرات.


-       ملاحظة إشارات الجوع والشبع:


قد يصعب تمييز هذه الإشارات عند من يتبع حميات صارمة منذ سنوات. ومن إشارات الجوع الجسدي: قرقرة المعدة، أو التعب، أو ضعف التركيز، أو تقلب المزاج.


-       طلب الدعم


تُفاقم العزلة من صعوبة مواجهة المشاعر، لذلك يُنصح بالتحدث مع صديق أو قريب محط ثقة، أو مجموعات دعم ممن يشاركون التجارب المشابهة وقصص التعافي.


-       وضع جدول منتظم للوجبات


يساعد الالتزام بأوقات محددة للأكل على ضبط الجوع الجسدي وتقليل الأكل الانفعالي.


-       تجنّب المشتتات في أثناء الأكل


تناول الطعام أمام الشاشة أو في أثناء العمل يجعل الدماغ لا يدرك إشارات الشبع. أما تناوله بتركيز فيبعث على المتعة والشعور بالرضا.


-       ممارسة الحديث الإيجابي مع الذات


بدلًا من جلد الذات بعد نوبات الأكل، يُنصح بالتحدّث معها بلطف: «أنا أخطأت اليوم، لكن بوسعي أن أتعلم مما حدث … مررت بيوم صعب، ومن الطبيعي أن أبحث عن الراحة، سأحاول غدًا طريقة أخرى».


متى تُطلب المساعدة؟


التغيير ليس سهلًا، لكنه ممكن. وعندما تخرج العلاقة بالطعام عن السيطرة أو تسبّب ضيقًا، يُنصح بطلب دعم مختصين، فالأكل العاطفي قد يكون جزءًا من اضطراب أكل، أو مؤشرًا على حاجة إلى دعم نفسي أعمق.


بالوسع اللجوء إلى الطبيب الشخصي أو مختص تغذية أو معالج نفسي لفهم الجوانب الجسدية والعاطفية للسلوك الغذائي.


قد يبدو الطعام وسيلة سهلة لتهدئة المشاعر، لكنه لا يعالج جذور المشكلة. ويبدأ الشفاء من الوعي بما نشعر به، وأخذ الوقت لاختيار ما نحتاج إليه فعلًا، لا ما يقدّمه طبق الطعام أمامنا.




المصادر:


الكاتب

أريج حسن اسماعيل

أريج حسن اسماعيل
مراجعة

محمد حسان عجك

محمد حسان عجك
ترجمة

أريج حسن اسماعيل

أريج حسن اسماعيل
تدقيق

مؤمن محمد حلمي

مؤمن محمد حلمي



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة