تشير السلع البديلة في الاقتصاد ونظرية المستهلك إلى السلع والخدمات المشابهة نوعًا ما -بالنسبة للمستهلكين- لسلع وخدمات أخرى، باختصار هي السلع التي يمكن استخدامها عوضًا عن سلع أخرى.

تلعب السلع البديلة دورًا مهمًا في السوق وتعود بالمنفعة على المستهلكين، إذ تتيح لهم المزيد من الخيارات، ما يمكنهم من تلبية احتياجاتهم بنحو أفضل.

تحتوي فاتورة المواد – BOM (قائمة تتضمن المواد المستخدمة في تصنيع منتج ما وطريقة التصنيع) على جزء خاص بالمواد البديلة في حال عدم توفر المواد الأساسية.

مفهوم السلع البديلة:

تزود السلع البديلة المستهلكين عند اتخاذهم قرار الشراء بالبدائل، التي يمكن استخدامها للغرض نفسه، مثل هاتف أيفون وبديله هاتف أندرويد، ولا بد أن تشترك السلعتان بعلاقة معينة كي تكون إحداهما بديلة للأخرى. قد تكون العلاقة قوية مثل نوع من القهوة مقابل نوع آخر، أو علاقة بعيدة نوعًا ما مثل الشاي والقهوة.

إن منح المستهلكين المزيد من الخيارات يساعد على توليد المنافسة في السوق، ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار، وبالتالي يفيد المستهلكين، ولكنها قد تكون ذات تأثير سلبي في الأرباح الصافية للشركات، إذ تقلل السلع البديلة من ربحية الشركات، وقد ينتهي الأمر بالمستهلكين إلى تفضيل منتج على آخر، ما يؤدي إلى انخفاض الحصة السوقية لبعض الشركات.

يتبين لنا عند دراسة منحنى الطلب (يستخدم لقياس الطلب على سلعة ما عند مستويات أسعار مختلفة) على السلع البديلة أن ارتفاع سعر سلعة ما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على بدائلها، إذ سيفضل الناس البدائل الرخيصة على مرتفعة الثمن، مثلًا، ارتفاع سعر القهوة سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على الشاي، لأن المستهلكين سيستبدلون القهوة بالشاي للحفاظ على ميزانيتهم.

في المقابل، إن انخفاض سعر سلعة ما يقلل الطلب على بدائلها. بلغة اقتصادية بحتة، يزداد الطلب على سلعة ما في حال ارتفاع أسعار السلع البديلة، أو في حال كانت مرونة الطلب السعرية المتقاطعة موجبة (تقيس مرونة الطلب السعرية المتقاطعة مدى تغير الكمية المطلوبة من سلعة ما عندما يتغير سعر السلعة الأخرى).

معلومة هامة: تعد السلع البديلة أحد عناصر نموذج بورتر، وهو نموذج يعمل على تحليل خمس قوى تنافسية، وهي السلع البديلة وقوة العملاء وقوة الموردين وإمكانيات الصانعين الجدد والمنافسة الصناعية.

أمثلة عن السلع البديلة:

تستخدم السلع البديلة -كما ذكرنا سابقًا- للغرض نفسه، وتلبي احتياجات مماثلة للمستهلكين.

فيما يلي بعض الأمثلة عن السلع البديلة:

  •  العملات (مثل أن تحمل ورقة من فئة 100$ بدلًا من ورقتين من فئة 50$).
  •  كوكاكولا وبيبسي.
  •  الوقود العادي والممتاز.
  •  الزبد والسمن.
  •  القهوة والشاي.
  •  التفاح والبرتقال.
  •  قيادة السيارة وركوب الدراجة.
  •  الكتب الإلكترونية والكتب الورقية.

وعندما يتعلق الأمر بالسلع البديلة، عليك مراعاة أن درجة تبادلية السلع تختلف من منتج إلى آخر.

السلع البديلة المثالية وغير المثالية:

لا نستطيع تصنيف السلع على أنها سلع بديلة دومًا بدقة، إذ تختلف المعايير التي تصنف على أساسها السلع بسلع بديلة، ونعتمد في التصنيف على ما إن كانت السلعة تلبي حاجة المستهلك بنحو كامل أو جزئي.

تستخدم السلعة البديلة المثالية تمامًا كما تستخدم السلعة التي استبدلتها، وتكون المنفعة المكتسبة منها متماثلة إلى حد كبير. مثلًا، يعد الزبد من منتجين مختلفين سلعة بديلة مثالية، إذ يختلف المنتِج، ولكن الغرض منها والاستخدام واحد.

وتستخدم السيارة والدراجة للغرض نفسه، وهو الانتقال من مكان إلى آخر، ولكنها لا تعد سلع بديلة مثالية لأن طريقة الاستخدام مختلفة، ويمكننا قياس هذه العلاقات من طريق منحنى الطلب.

قد تكون السلع البديلة غير المثالية قابلة للاستبدال، ويمكن إدراك درجة اختلافها بسهولة من قبل المستهلكين، لذا يتمسك بعضهم باختيار منتج ما عوضًا عن آخر، كاختيار الكوكاكولا بدلًا من بيبسي، حتى لو كان ثمنها أعلى بسبب الطعم. قد يرى المستهلك أن البيبسي بديل غير مثالي للكوكاكولا في حال أدرك الاختلاف بينهم، بصرف النظر عن تصنيف الاقتصاديين لها بوصفها سلعة بديلة مثالية.

تصنف السّلع البديلة غير المثالية إلى سلع بديلة إجمالية وسلع بديلة صافية، تبعًا للمنفعة.

تعد السلعة التي يزيد الطلب عليها عند ارتفاع سعر سلعة بديلة سلعة بديلة إجمالية، أما السلع التي يزداد الطلب عليها عند ارتفاع سعر السلعة البديلة مع ثبات المنفعة المتحصل عليها فتصنف بوصفها سلعة بديلة صافية.

السلع البديلة في ظل المنافسة التامة والمنافسة الاحتكارية:

تعد السلع البديلة المثالية في ظل المنافسة التامة سلعًا لا يمكن تمييزها تبيعها شركات مختلفة. مثلًا، عمليًا، لا نستطيع تمييز الوقود من محطة إلى أخرى، لذا سيؤدي ارتفاع سعر الوقود في محطة ما إلى اختيار الناس للمحطة الأقل ثمنًا.

تطرح المنافسة الاحتكارية حالة لافتة، وتضيف بعض التعقيدات إلى مفهوم السلع البديلة. في المنافسة الاحتكارية، لا تكون الشركات آخذةً للسعر (الشركات الآخذة للسعر هي شركات تتبع تسعير الشركات الأخرى نظرًا إلى ضعف حصتها السوقية وعدم قدرتها على التأثير في السوق)، بمعنى أن حساسية الطلب بالنسبة للأسعار منخفضة.

مثلًا، اختلاف العلامة التجارية للمتجر والعلامة التجارية للمنتجات التي يبيعها (صيدلية)، إذ لا يمكن تمييز الاختلاف في التركيبة الكيميائية، ومع ذلك، لا تعد الأدوية سلعًا بديلة مثالية، نظرًا إلى اختلاف المنفعة التي يحصل عليها المستهلكون، أو التي يعتقدون أنهم يحصلون عليها، بشرائهم لدواء من علامة تجارية مشهورة بدلًا من الدواء الشائع معتقدين أنه ذو جودة أعلى.

اقرأ أيضًا:

كل ما تود معرفته عن شركة TSMC أحد أهم شركات العالم

ماذا يقصد بالنزعة الاستهلاكية؟

كيف تعمل الحوالة المالية؟

ترجمة: محمد الشيخ عبيد

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: حسين جرود

المصدر