يُعد مصطلح تسطح الرأس أو متلازمة الرأس المسطح مصطلحًا شاملًا لوصف أنواع مختلفة من تشوهات الجمجمة، من ضمنها متلازمة الرأس المسطح، أو انتفاخ الرأس الموضعي.

ومتلازمة الرأس المسطح حالة يكون فيها رأس الطفل مشوهًا أو يُطّور بقعًا مسطحة، ما يجعل الرأس يبدو وكأنه متوازي أضلاع من الأعلى.

أما انتفاخ الرأس الموضعي أو تسطح الرأس فهي حالة يتطور فيها رأس الرضيع إلى بقعة مسطحة أو مشوهة، وعادةً ما يؤثر على جانب واحد من رأس الطفل، ما قد يجعله يبدو غير طبيعي أو غير متناظر.

يجب على الآباء ومقدمي الرعاية دائمًا وضع الأطفال للنوم على ظهورهم لمنع متلازمة موت الرُضع المفاجئ (SIDS)، ولكن عندما يقضي الرضيع الكثير من الوقت على ظهره، فقد يُصاب بمتلازمة الرأس المسطح، وقد تساعد تقنيات إعادة التموضع في تقليل مظهر تسطح الرأس وتأثيراته.

حالات تسطح الرأس

وفقًا للدراسات، يحدث انتفاخ الرأس الموضعي عند حوالي 50% من الأطفال وعادةً ما يكون خفيفًا جدًا، وفيما يلي الأنواع المختلفة:

  •  الانتفاخ الرأسي الموضعي: الذي يسمى أحيانًا بالانتفاخ الرأسي التشوهي، هو النوع الأكثر شيوعًا من حالات تسطح الرأس.
  •  قِصَر الرأس: يتشكل في هذا النوع بُقع مسطحة على مؤخرة رأس الطفل، قد يبدو الجزء الخلفي من رأسهم أقصر وأوسع.
  •  تَزَوْرُقُ الرأس: يكون رأس الطفل في هذا النوع من الانتفاخ الرأسي طويلًا وضيقًا، ويُعد نوعًا شائعًا عند الأطفال الخدج الذين يقضون بعض الوقت في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU).
  •  داء الكركي: يسمى أيضًا الانتفاخ الرأسي الخُلقي، وهو عيب خلقي خطير ونادر، فعندما تغلق المفاصل الليفية بين عظام جمجمة الطفل (خيوط الجمجمة) قبل الأوان، ينتج عن ذلك تشوهًا.

ما هي أعراض تسطح الرأس؟

تختلف الأعراض باختلاف نوع الإصابة ومستوى شدتها، وقد تشمل ما يلي:

  •  منطقة مسطحة على الجزء الأمامي أو الجانبي أو الخلفي من رأس الطفل.
  •  فقدان الشعر في بقعة واحدة من رأس الطفل.
  •  رأس مضلل المظهر أو مائل.
  •  الجبهة أو العين أو الخد التي تبدو أكبر أو ممتلئة من جانب واحد.
  •  الأنف الذي يبدو مدفوعًا إلى جانب واحد.
  •  آذان غير مستوية (أذن واحدة مدفوعة لأعلى أو أمام رأس الطفل).

ما الذي يسبب تسطح الرأس؟

تُعد جماجم الأطفال طرية وقابلة للتشكيل إلى حد ما. وينام الرضع على ظهورهم ساعات كثيرة كل يوم، وفي أثناء النوم قد يديرون رؤوسهم باستمرار إلى جانبٍ واحدٍ.

إذا كان رأس الطفل يدور كثيرًا في أثناء النوم، فقد يتكرر استقرار الطفل على الجزء نفسه من الرأس، وقد يؤدي الضغط المنتظم إلى تسطح هذا الجزء من رأس الطفل الناعم.

هل هنالك أطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بتسطح الرأس؟

غالبًا يكون لدى الأطفال الخدج رؤوس مسطحة لأن جماجمهم أقل تطورًا، ولأنهم يقضون وقتًا أطول في الاستلقاء في المستشفى والمنزل.

يعاني بعض الأطفال المصابين بانتفاخ الرأس أيضًا من حالة تسمى الصَعَر العضلي الخلقي، يحدث ذلك عندما يؤدي شد عضلات رقبة الطفل إلى التواء في الرأس ودورانه إلى جانب واحد، وبالإمكان علاج الصَعَر بالعلاج الطبيعي.

تتضمن العوامل الأخرى التي تزيد من خطر إصابة الطفل بحالة تسطح الرأس ما يلي:

  •  المضاعفات المرافقة للحمل.
  •  المساعدة على الولادة باستخدام الملقط أو جهاز الشفط.
  •  المولود الأول.
  •  ولادة ذكر.
  •  انخفاض مستوى النشاط.
  •  قلة وقت استناد الطفل على بطنه.

كيف يُشخص تسطح الرأس؟

قد يُلاحظ تسطح رأس الطفل في عمر 6 إلى 8 أسابيع، وبوسع مقدم الرعاية الصحية الخاص بالطفل تشخيص تسطح الرأس بصريًا بالنظر إلى الطفل ومراقبة تسطح رأسه. ولا يحتاج مقدم الرعاية الصحية إلى أي اختبارات لتأكيد متلازمة الرأس المسطح أو قياس.

كيف يُعالج انتفاخ الرأس الموضعي؟

يبدأ علاج انتفاخ الرأس بتغيير وضع الطفل، وذلك في أثناء نومه أو استيقاظه. ويؤدي إعادة التموضع مع مرور الوقت إلى تغيير الضغط ليصبح متساوٍ على رأس الطفل بالكامل ويؤدي أيضًا إلى تقوية عضلات رقبته.

يجب القيام بما يلي:

  •  تغيير وضعية نوم الطفل كثيرًا: يجذب الضوء والنشاط انتباه الأطفال، لذلك يتحرك الطفل باتجاه النوافذ أو وسط الغرف. وإذا وُضع رأس الطفل في أعلى السرير ذات ليلة وفي الأسفل في الليلة التالية، فسيتحرك الطفل بطرق مختلفة في كل مرة.
  •  تغيير وضعية رأس الطفل في أثناء نومه: تحريك رأس الطفل بلطف في أثناء نومه إلى الجانب الذي لا يفضله عادةً.
  •  حمل الطفل كثيرًا: بهذه الطريقة ينخفض الوقت الذي يقضيه الطفل في الاتكاء على سطح مسطح.
  •  وضع الطفل في سريره بوضعيات مختلفة وإطعامه أيضًا في وضعيات مختلفة، وتبديل الذراعين من وقت لآخر، وإرقاد الطفل على الصدر.
  •  زيادة الفترات الزمنية التي يقضيها الطفل على بطنه أثناء استيقاظه بإشراف الوالدين، إذ يحسّن الوقت الذي يقضيه الطفل على بطنه من تسطح الرأس ويقوي رقبته وذراعيه وظهره.
  •  تقليل وقت النوم في الأماكن التي لا يستطيع فيها الطفل تحريك رأسه بحرية، وذلك بتجنب وضع الطفل لكثير من الوقت في أرجوحة الأطفال أو مقاعد السيارة التي تقيد الحركة.
  •  جذب انتباه الطفل: قد تشجع الألعاب على الهاتف المحمول أو الألعاب الآمنة الموجودة خارج سرير الطفل على الالتفاف والنظر.

جمجمة الطفل ناعمة وقابلة للتشكيل لفترة زمنية معينة فقط، لذلك تقنيات إعادة التموضع الأكثر فعالية هي التي تطبق قبل عمر 4 أشهر.

هل هناك أي مخاطر في تغيير تموضع الطفل؟

لا يترافق تغيير وضعية الرضع مع مخاطر إذا حدثت بطريقة صحيحة، لكن بعض تقنيات النوم غير آمنة، ويجب تجنب وضع الطفل بالوضعيات التالية:

  •  نوم الطفل على البطن.
  •  نوم الطفل على جانبه.
  •  وضع الطفل في سريره مع بطانيات ناعمة أو ألعاب.

ماذا لو لم يكن إعادة تموضع الطفل كافيًا؟

يعاني بعض الأطفال المصابين بتسطح الرأس أيضًا من الصَعَر (شد عضلات الرقبة)، وعادةً ما يحتاج هؤلاء الأطفال إلى العلاج الطبيعي وبرامج التمارين المنزلية. وقد يصف مقدم الرعاية الصحية خوذة تسطح الرأس للطفل إذا كانت الحالة سيئة.

إذ سيعمل مختص تقويم العظام (مقدم الرعاية الصحية الذي يصنع الأجهزة الطبية ويطبقها) على قياس الخوذة لتناسب رأس الطفل، تتناسب الخوذات مع شكل الرأس لتكون فضفاضة في أجزاء الرأس المتسطحة ومحكمة في الأجزاء الدائرية.هذه الخوذات تشجع المنطقة المسطحة من الرأس على النمو، وسيرتدي الطفل الخوذة عدة أشهر لإعادة تشكيل جمجمته.

كيف نمنع تطور متلازمة تسطح الرأس؟

إعادة تموضع الرضع هي واحدة من أفضل الطرق للوقاية من تسطح الرأس. وكذلك التأكد من تبديل وضعية رأس الطفل في أثناء نومه، ومنحه الكثير من الوقت وهو راقد على منطقة البطن في أثناء استيقاظه وبإشراف الوالدين.

هل يجب مراجعة الطبيب ما لم يكن إعادة تموضع الطفل فعالًا؟

لا بد أن استخدام تقنيات إعادة توضّع الرضع توفر قدرة على تصحيح تسطح الرأس أو تقليله، والبدء مبكرًا بالعلاج والاستمرار يساعد على تصحيح الوضع. وفي حال عدم فعالية إعادة التموضع، أو إذا بدت عضلات رقبة الطفل متوترة، يجب التواصل مع مقدم الرعاية الصحية، فقد يساعد العلاج الطبيعي أو استخدام الخوذة.

اقرأ أيضًا:

حول العينين: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

متلازمة زيلويغر: المتلازمة المخية الكبدية الكلوية

ترجمة: جوليا كاملة

تدقيق: يوسف صلاح صابوني

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر