سواء كنت تعيش في أوروبا أو آسيا أو أستراليا أو أفريقيا من المحتمل أن تكون على موعد لمشاهدة آخر كسوف شمسي في عام 2019. ستشهد أماكن مثل الهند وسنغافورة والفلبين والسعودية وأجزاء من أستراليا في السادس والعشرين من الشهر الحالي كسوف شمسي على هيئة حلقة من النار تختتم به السنة وهذا العقد أيضًا.

تُظهِر الصورة المتحركة GIF أدناه البلدان التي يمكن لسكانها أن يتوقعوا مشاهدة الكسوف الشمسي، حيث تمثل النقطة الحمراء المكان الذي يمكن أن تشاهد منه كسوفًا كليًا للشمس فيما يمثل الظل الأماكن التي يمكن مشاهدة الكسوف الجزئي منها.

آخر كسوف شمسي في عام 2019 سيظهر على شكل حلقة نارية هذا الأسبوع - كسوف شمسي على هيئة حلقة من النار - حلقة صغيرة من الشمس شبيهة بالنار

بخلاف ما حصل من كسوف عظيم شاهدته الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2017 سيخلف هذا الكسوف وراءه حلقة صغيرة من الشمس عندما يصل ذروته، يسمى هذا النوع من الكسوف بالكسوف الحلقي Annular Eclipse.

يعود سبب مشاهدتنا لهذه الحلقة من النار لبعد قمرنا الصغير عن الأرض. يقع القمر حاليًّا في نقطة أقرب لنقطة القبا apogee (أو ما يعرف بالأوج والحضيض)؛ وهذا يعني أنه في أبعد نقطة عن الأرض؛ ما يجعله يبدو أصغر من الشمس بنسبة 3 % عند مشاهدتهما من سطح الأرض.

يمكنك أن تشاهد كيف يبدو الكسوف الحلقي في هذه الصورة المدهشة الملتقطة عبر الأقمار الصناعية من قبل ناسا في يناير 2011.

إذا كنت محظوظًا بما يكفي للتواجد في مكان يسمح لك بمشاهدة هذا الكسوف، فيمكنك معرفة الوقت المناسب لرؤيته بدقة عبر هذا الرابط .

قد لا يكون الكسوف الحلقي مثيرًا للإعجاب كحال الكسوف الكلي، لكن يبقى من الرائع أن تشاهد الشمس والقمر يتراصفان بشكل مثالي ليقدما لنا هنا على الأرض عرضًا سماويًا مذهلًا.

ما يثير الاهتمام كذلك أن الكسوف الشمسي يحدث خلال أسبوعين تقريبًا من خسوف القمر بسبب آلية عمل فصل الكسوف والخسوف.

فخلال هذا الفصل الذي يحدث كل 6 أشهر تقريبًا يتزامن خسوف القمر مع اكتمال القمر (البدر)، بينما يتزامن الكسوف الشمسي مع كل ولادة لقمر جديد (الهلال).

يحصل الخسوف القمري للفصل الحالي في العاشر من يناير القادم، لكن لسوء الحظ يدعى هذا النوع من الخسوف بالخسوف شبه الظلي penumbral lunar eclipse؛ إذ لا يمكن تمييز حالته عن حالة القمر الاعتيادية.

سيمنحنا هذا الكسوف الأخير لهذا العام أيضًا الفرصة للتفكير فيما حدث خلال هذا العقد من أحداث، فقد كان عقدًا عظيمًا للعلم بحصولنا على صور للثقوب السوداء واكتشاف تقنية التعديل الجيني CRISPR وتقنية التعلم العميق بالذكاء الاصطناعي الخارقة للطبيعة.

لكنه كان كذلك عقدًا مليئًا بموجات الحر والتلوث والتقاعس عن حل مشكلة التغير المناخي. لكن من المريح أن نعلم على الأقل أن بعض الأشياء مثل الخسوف والكسوف لا علاقة لها بمشاكلنا وستستمر بالحدوث في كل الأحوال.

اقرأ أيضًا:

كيفية تصوير الكسوف الشمسي دون الإضرار بالكاميرا

لماذا يعتبر الكسوف الكلي للشمس حدثًا نادرًا؟

ترجمة: رياض شهاب

تدقيق: عون حداد

المصدر