من الممكن أن تساعد سدادات الأذن وقبعات الاستحمام وبيروكسيد الهيدروجين ومجففات الشعر في الحفاظ على نظافة الأذنين وجفافهما. ولكن ما هي أذن السباح بالضبط؟ ولماذا نسميها “أذن السباح” إذا لم يكن على الشخص السباحة للإصابة عليها؟

تحدثنا مع اختصاصي الرأس والرقبة، ريتشارد فريمان، لمعرفة أسباب هذه الحالة المزعجة، ولماذا تميل إلى الحدوث في أثناء فصل الصيف غالبًا وماذا يمكن للشخص أن يفعل لتقليل فرص الإصابة بها.

كيف تحصل الإصابة بأذن السباح؟

ليست السباحة وحدها السبب للإصابة بأذن السباح، التي تسمى أيضًا التهاب الأذن الخارجية، ولكن تعدّ المياه بالتأكيد جزءًا من المعادلة.

تبدأ البكتيريا التي تعيش عادةً في الجلد وقناة الأذن في التكاثر في تلك الظروف الدافئة والرطبة وتسبب التهيج أو الإنتان أو الالتهاب. وأحيانًا، تسبب العدوى الفطرية النتيجة ذاتها.

يوضح الدكتور فريمان أن قناة الأذن مظلمة ودافئة، لذا إذا تعرضت للبلل، فستحوي جميع المكونات اللازمة لنمو البكتيريا. وكما أشرنا، على الرغم من التسمية، فليست السباحة بانتظام المسبب الوحيد للإصابة بأذن السباح، ولكن هذه الحالة أكثر شيوعًا عندما يكون الأشخاص في الماء كثيرًا، فمن الممكن أن تحدث الإصابة بأذن السباح عند الاستحمام.

أذن السباح وفصل الصيف:

السباحة في المياه العامة الملوثة بشدة أو الاستلقاء في أحواض المياه الساخنة التي لم تُطهّر جيدًا يمكن أن تجعل الناس بخطر أكبر للتماس مع البكتيريا الموجودة بكثرة، أكثر من برك السباحة.

لكن من الممكن أن يكون لظروف الصيف أثرها حتى لو لم يكن الشخص سباحًا.

يقول الدكتور فريمان: «العديد من الأشخاص الذين أعاينهم ولديهم إصابة بإنتانات والتهابات في الأذن الخارجية لم يمارسوا السباحة».

ويقول إن الأذن قد تصاب بالإنتان لأن البكتيريا تكون أكثر عرضة للرطوبة بسبب حرارة الصيف ومستويات الرطوبة والتعرق.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأذن السباح؟

قد يكون من المفاجئ معرفة أن شكل الأذنين يمكن أن يزيد عرضة الشخص للإصابة بأذن السباح. يعدُّ الأشخاص المصابون بداء السكري أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالحالة. من الممكن أن تزيد الإصابة بالحساسية أو الأمراض الجلدية مثل الأكزيما أو الصدفية أو الزهم خطر الإصابة بأذن السباح أيضًا أو تفاقم الإنتان.

الوقاية من أذن السباح: ما يجب فعله وما لا يجب فعله:

على الرغم من أنه لا يوجد الكثير مما يمكن فعله بشأن منحنيات معينة في الأذنين، يقول الخبراء إن هناك طرقًا للمساعدة في الوقاية من الإصابة بأذن السباح. ووفقا للدكتور فريمان، فإن الطريقة الأهم لمنع الإصابة بأذن السباح تتمثل في الحفاظ على نظافة الأذنين وجفافهما.

ما يجب فعله:

يوصي الدكتور فريمان بالقيام بما يلي للوقاية من الإصابة بأذن السباح:

  •  استخدام بيروكسيد الهيدروجين: تنظيف الأذنين بين الحين والآخر باستخدام محلول بيروكسيد الهيدروجين 3%. يمكن أن يساعد ذلك في إزالة شمع الأذن الزائد، الذي قد يحتجز الماء في الأذن. استخدام حوالي نصف قطارة الأذن مع إخراج الفقاعات والفوران، ثم إدارة الرأس إلى الجانب وسحب الطرف العلوي من الأذن للخلف للسماح لها بالتصريف جيدًا. التأكد من استخدام قطّارات التجفيف أو استخدام مجفف الشعر لضمان عدم بقاء أي رطوبة في قناة الأذن.
  •  استخدام مجفف الشعر: عند الحديث عن مجففات الشعر، من الممكن استخدام مجفف الشعر في أي وقت لتجفيف قناة الأذن بلطف. يجب فقط التأكد من ضبطه على حرارة منخفضة أو دون حرارة، وأن يكون مجفف الشعر على مسافة آمنة من البشرة.
  •  ارتداء سدادات الأذن أو قبعات الاستحمام: على الرغم من أنها ليست إكسسوارات السباحة الأكثر جاذبية، فإن سدادات الأذن وقبعات الاستحمام قد تساعد في إبقاء الماء بعيدًا عن الأذنين. لكن يجب تذكّر أنها أيضًا قد تحتجز الماء في الأذنين. لذا، بغض النظر عن مدى الحذر في إبقاء الأذنين جافتين في المسبح، يجب التأكد من تجفيف الأذنين جيدًا بعد السباحة.
  •  تجنب وصول المواد الكيميائية المهيجة إلى الأذن: خاصة لمن لديهم بشرة جافة وحساسة أو حالة جلدية مثل الأكزيما، فمن المهم إبقاء المهيجات المحتملة خارج قناة الأذن. على سبيل المثال، محاولة استخدام سدادات الأذن أو كرات القطن لتغطية الأذنين في أثناء تصفيف الشعر.

ما لا يجب فعله:

تتطلب الوقاية من الإصابة بأذن السباح أيضًا تجنب بعض الأنشطة. بما فيها:

  •  عدم السباحة في المياه القذرة: من المرجح الإصابة بأذن السباح في حال السباحة في مسطحات مائية طبيعية، أو في أحواض السباحة وأحواض الاستحمام الساخنة التي لا تتلقى صيانة صحيحة.
  •  عدم استخدام أعواد القطن أو المناديل لتنظيف أو تجفيف الأذنين: إذ يمكن أن تخدش الجلد في قناة الأذن وتفاقم الحالة. يمكن أن تؤدي أيضًا إلى إحداث ضرر في طبلة الأذن وتحفز الإنتاج المفرط لشمع الأذن.
  •  عدم محاولة إزالة شمع الأذن: تعدُّ وقاية الأذنين من الإصابة بالإنتان أحد أسباب وجود الشمع في قناة الاذن. عند الشعور وكأن الأذنين مسدودتين بشيء ما ومن غير النافع استخدام محلول بيروكسيد الهيدروجين 3%، يجب فحص الأذنين عند الطبيب وتقرير الطريقة الأفضل لإزالة الشمع الزائد.
  •  عدم استخدام قطرات تجفيف الأذن دون التحدث إلى الطبيب أولاً: تبدو هذه القطرات كرصاصة سحرية في المعركة ضد أذن السباح، إلّا أن هذه القطرات غير مناسبة للجميع، وخاصة الأشخاص الذين لديهم مشاكل طبية أخرى تتعلق بآذانهم. قبل استخدامها، يجب التأكد من خضوع الأذنين للفحص ومراجعة التاريخ الطبي مع الطبيب، الذي سيعلم المريض ما إذا كانت الفوائد تفوق المخاطر ويعلمه كيفية استخدام المنتجات بشكل صحيح.

بالطبع، حتى اتباع كل النصائح السابقة لا يضمن عدم الإصابة بأذن السباح في مرحلة ما.

الخبر السار هو أن أذن السباح قابلة للعلاج، وإذا تصرف المريض بسرعة، فلا ينبغي أن تسبب له ضررًا كبيرًا.

علاج أذن السباح:

عادة، من الممكن تحديد الإصابة بإنتان أذن السباح بسبب احمرار قناة الأذن والأذن الخارجية وتورمهما، والحكة والألم وتصريف القيح والشعور بانسداد الأذنين، وأحيانًا بفقدان السمع.

من الممكن في بعض الأحيان تقليل الالتهاب بتنظيف قناة الأذن وتجفيفها. وفي معظم الحالات، يتطلب ذلك استخدام قطرات الأذن التي تحوي مضادات حيوية أو مضادات فطرية. يجب أن تصل القطرات إلى الجلد حتى تعمل، لذا يعد تنظيف الأذن باستخدام بيروكسيد الهيدروجين، على سبيل المثال، أمرًا مهمًا.

عند البحث على الإنترنت، نجد علاجات منزلية لأذن السباح، لكن استشارة الطبيب هي الأفضل. وبهذه الطريقة، لا يُخاطَر بإهمال الحالة أو تفاقمها.

يمكن للطبيب:

  •  تنظيف الأذن بأمان.
  •  يوصي قطرات الأذن المناسبة لحالتك.
  •  يظهر للمريض كيفية استخدامها.

إذا لم تُحلّ المشكلة، ينصح الدكتور فريمان بعدم ترك الحالة محذرًا: «إذا تركت دون علاج، فقد تتفاقم الإصابة بأذن السباح ويصعب علاجها. في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى وصفة طبية لمضادات حيوية فموية، وفي الحالات الشديدة، قد تحتاج إلى دخول المستشفى».

اقرأ أيضًا:

اثنتا عشرة طريقة لإخراج الماء من الأذنين

التهاب الأذن الخارجية Otitis externa: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ليليان عازار

تدقيق: غفران التميمي

المصدر