قد نتسائل دومًا لماذا نبكي حتى عندما لا نكون حزينين، وما فائدة الدموع في طبيعة الحال؟

وفقًا لخبير الصحة مايكل رويزن؛ فإن الدموع مفيدة للغاية، إذ تساعد على الرؤية بوضوح، وتنظف العيون من الأوساخ، وتنقل جميع أنواع المشاعر.

لا تتكون كل الدموع من المادة نفسها. وقد يبكي بعض الناس أكثر من غيرهم، ولا بأس بذلك.

يطلعنا الدكتور رويزن على جميع الحقائق المذهلة المتعلقة بالسائل الذي يملأ عيون الأشخاص يوميًا.

لماذا نبكي؟

يبكي الأشخاص لأسباب مختلفة، إذ قد تدفعهم عواطفهم إلى البكاء عندما يكونون حزينين أو غاضبين أو سعداء.

يقول الدكتور رويزن: «إنّ البكاء لأسباب عاطفية قد يجعل الأشخاص يشعرون بتحسن، ويخفف توترهم، ويمنحهم دفعة للمُضي قدمًا».

توجد أسباب جسدية أيضًا، مثل دخول الأوساخ إلى العين، أو الشعور ببعض الألم الجسدي.
يقول الدكتور رويزن: «يبكي الأشخاص أيضًا لأسباب جسدية مثل التخلص من السموم المرتبطة بالتوتر، ونبكي لأسباب اجتماعية للتعبير عن الضيق والصدق والانجذاب والنفور».

يحتوي السائل الذي يكوّن الدموع على الماء لترطيب العين، والزيوت لمنع تبخر السائل الدمعي، وتحتوي الدموع أيضًا على المخاط لكي تتمكن من الانتشار بالتساوي على سطح العين. إضافةً إلى ذلك، يحتوي هذا المخاط على أجسام مضادة، وبروتينات خاصة لمقاومة العدوى، ويُنقل أيضًا الأكسجين والمواد المغذية إلى الخلايا السطحية للعين، نظرًا لعدم وجود أوعية دموية فيها.

توجد ثلاثة أنواع من الدموع، ولكل نوع وظيفة مختلفة تمامًا.

بعض الدموع تبقي العين رطبة، بينما يغسل البعض الآخر الأوساخ، ويحمي العين من العدوى، وتوجد بالطبع الدموع العاطفية.

ولهذا السبب ستبدو الحياة أكثر ضبابية دون الأنواع الثلاثة.

أنواع الدموع:

الدموع الأساسية:

هي السائل الأساسي الموجود في العينين طوال اليوم، تحتوي هذه الدموع على الزيت والمخاط والماء والملح، وتساعد في مكافحة العدوى. يحافظ الزيت على الدموع في مكانها، ويمنعها من التبخر في الجو.

يؤدي الوميض إلى نشر الدموع بالتساوي على سطح العين، ويمكن لهذه الدموع تحسين الرؤية وزيادة التركيز.

الدموع المهيجة:

هي الدموع التي تغسل العين، إذ تدفعها الغدد الموجودة أسفل الحاجب إلى الخارج عند تقشير البصلة، أو التقيؤ، أو عند دخول الغبار إلى العين.

تطرد هذه الدموع المواد المسببة للإدماع، وهذا هو نوع الدموع الذي يظهر على الوجه عندما ترتفع حساسية الشخص.

الدموع النفسية أو العاطفية:

تتدفق هذه الدموع استجابة لمشاعر قوية مثل الحزن أو الفرح أو الغضب، وتحتوي على التركيب الكيميائي نفسه للدموع القاعدية، ولكنها تحتوي على المزيد من هرمونات التوتر، ومسكنات الألم الطبيعية.

لدى البشر والحيوانات مركبات في سوائل الجسم تعطي رسائل خفية لأعضاء أخرى من هذا النوع، لهذا السبب قد تنقل الدموع أحيانًا رسائل كيميائية مقصودة أو غير مقصودة إلى شخص قريب، فقد يؤدي هذا إلى تعاطف الآخرين، أو قد يكون إشارة لهم بالابتعاد.

وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون؛ فإن الدموع العاطفية تنجم عن التعاطف والألم الجسدي والألم المرتبط بالتعلق، والمشاعر العاطفية أو الأخلاقية. تُشير أيضًا بعض الدراسات إلى أن الأشخاص قد يشعرون بالتحسن بعد البكاء، إذا تلقوا دعمًا اجتماعيًا في أثناء بكائهم.

ما كمية البكاء الطبيعية؟

البكاء هو سلوك طبيعي ناجم عن مجموعة متنوعة من الأسباب التي تشمل الاستجابات العاطفية والجسدية والكيميائية من الجسم، ولكن قد يبكي الشخص كثيرًا، أو قد لا يبكي بما فيه الكفاية. قد يسبب كلا الأمرين ضررًا للعينين في حال عدم العلاج.

تشمل بعض الحالات التي لا تُعد طبيعية مايلي:

 البكاء المستمر:

تُصرَّف الدموع عبر الفتحات الصغيرة الموجودة في الزاوية الداخلية للجفون. وعند الإصابة بالزكام؛ قد تنتفخ هذه المجاري أو تُسَدّ، ما يتسبب في تدفق الدموع على الوجه.
تنتج الغدد الدمعية أحيانًا كمية قليلة جدًا من الزيت مقارنةً مع كمية الدموع الأساسية، ما قد يتسبب أيضًا في بكاء مستمر.

 جفاف العين:

قد تجف العينان مؤقتًا بسبب الظروف الجوية، لكنهما قد تجفان أيضًا بسبب المرض، وقد تسبب بعض الأدوية وعلاجات السرطان جفاف العين. في هذه الحالات؛ قد لا تنتج العينان أية دموع مايسبب تهيجًا. أو قد تنتج العينان دموعًا طارئة بسرعة كبيرة جدًا للتعويض عن نقص الترطيب اللازم للحفاظ على العين نظيفة ومنتعشة، وقد تحتوي هذه الدموع الطارئة على مخاط زائد يُشعِر الشخص بالرغبة في مسحه عندما يصبح أكثر من اللازم، ولكن هذا قد يؤدي إلى متلازمة الصيد المخاطي.

يوصي الدكتور رويزن قائلًا: «توفر متاجر الأدوية أنواعًا مختلفة من الدموع الاصطناعية لعلاج جفاف العين، ولكن إذا استمر جفاف العين، تجب مراجعة الطبيب للحصول على علاجات قد تساعد في تدبير أي حالة عينية، وعلاج الأسباب الكامنة وراءها».

 الضحك والبكاء المَرَضيان:

تؤدي هذه الحالة العصبية إلى ظهور دموع لا يمكن السيطرة عليها على سطح العين، ناجمة عن مرض ألزهايمر والسكتة الدماغية وأمراض الدماغ الأخرى. إذا حدث ذلك، فتجب استشارة الطبيب، وشرح الأعراض للحصول على العلاج المناسب.

متى يجب طلب المساعدة؟

إذا كان الشخص يعاني تهيجًا أو حكة أو احمرارًا أو تورمًا في العين، أو كان يبكي باستمرار دون أي سبب ملحوظ؛ فيجب عليه اللجوء إلى الطبيب لتحديد السبب الكامن وراء ذلك، ومعرفة ما إن كانت العين مصابة بعدوى، أو أي حالة أخرى غير معالجة.

اقرأ أيضًا:

لماذا تغرورق عيناك بالدموع عندما تتعب أو تمرض؟

لم الدموع مالحة الطعم؟ وهل يتغير تركيبها حسب الحالة العاطفية؟

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: نور حمود

المصادر: 1 2