يعاني الرُضّع في أعوامهم من سيلان لعابهم وفرط حركتهم، وتُعزى هذه الأعراض إلى بزوغ سنٍ صغيرٍ من اللثة، وبعد سنوات عدة سينتهي الأمر بصفين من أسنان الرضيع المؤقتة العلوية والسفلية.

مع إن الأسنان المؤقتة تكون صغيرة الحجم فهي ضرورية لحفظ المسافة اللازمة لبزوغ أسنان الرضيع الدائمة، إذ إن أي ضرر يلحق بالأسنان المؤقتة سيؤدي إلى تعرض الطفل إلى مشكلات وصعوبات عدة كالمضغ، والابتسام، والتحدث بوضوح. وفي المقابل الأسنان المؤقتة السليمة تعني أسنانًا دائمة سليمة، لذلك من الضروري الحفاظ على أسنان الرضيع سليمة من أي نخر، إذ إن بدء الاعتناء بأسنان الرضيع في عمر مبكر يمكّنه من اعتياد العناية بأسنانه عندما يكبر.

الاعتناء بالصحة اللثوية للرضيع

يمكن بدء الاعتناء بصحة الرضيع اللثوية منذ ولادته، لكن الرعاية لن تتضمن استعمال فرشاة ومعجون الأسنان، بل تشمل الخطوات الآتية:

  •  استعمال قطعة قماش رطبة وناعمة، أو استعمال قطعة شاش.
  •  مسح لثة الرضيع برفق مرتين يوميًا على الأقل.
  •  مسح لثة الرضيع خاصة بعد الرضاعة وقبل النوم.

من شأن هذا الإجراء إزالة البكتيريا (الجراثيم) ومنعها من الالتصاق باللثة، إذ تخلّف البكتيريا مادة لزجة تؤذي أسنان الرضيع في أثناء بزوغها في فمه.

تفريش أسنان الرضيع

عند بدء بزوغ أسنان الرضيع الأولى يصبح استعمال فرشاة الأسنان ممكنًا، إذ ينصح أطباء الأطفال باستعمال الفرشاة فور ارتصاف أربعة أسنان متتالية، في حين ينصح بعض الأطباء الآخرون بالانتظار ريثما يبلغ الرضيع عامه الثاني أو الثالث، وتتصف فرشاة الأسنان المستعملة في هذه المرحلة بما يأتي:

  •  أن تكون الفرشاة ناعمة.
  •  أن يكون رأس الفرشاة صغيرًا.
  •  أن يكون مقبض الفرشاة كبيرًا.

في البداية يجب تبليل أشعار الفرشاة بوضعها في مياه دافئة ما يجعل الأشعار أكثر نعومة.

وبالوسع استخدام معجون الأسنان فور اكتمال بزوغ أسنان الرضيع، إذ يجب أن تكون كمية المعجون المستعملة في عملية التفريش بمقدار حبة أرز واحدة، وينصح بزيادة الكمية المستعملة من المعجون الذي يحتوي على الفلورايد إلى حجم حبة البازلاء لدى الطفل في عمر ثلاث سنوات.

يعد الفلورايد معدنًا طبيعيًا يقي الأسنان ويزيد مقاومتها لتشكل النخور، إضافة إلى أن استعماله في تنظيف أسنان الرضيع يزيد مناعتها للنخور، ولكن يحذر الأطباء من استخدام الفلورايد عند الرُضّع قبل أن يصبحوا قادرين على بصق المعجون بعد التفريش، إذ يؤدي ابتلاع مياه الشرب التي تحتوي على كمية زائدة من الفلورايد إلى حدوث حالات تسمم.

تُضاف مواد مُنكهة إلى معظم معاجين أسنان الأطفال لتشجيع الطفل على تنظيف أسنانه، لذلك بوسع الوالدين اختيار المعجون ذو النكهة المحببة لدى الطفل، ويُنصح باختيار المعاجين التي تحمل علامة جمعية طب الأسنان الأمريكية ADA، فهذا يعني أن المعجون يراعي شروط السلامة والفعالية التي وضعتها جمعية طب الأسنان الأمريكية، إضافة إلى ذلك يجب مراعاة قراءة النشرة المرفقة في علبة معجون الأسنان، إذ إن بعض أنواع معجون الأسنان لا ينصح بها للأطفال الذين لم يبلغوا سنًّا معينةً.

ينصح بتفريش أسنان الرضيع مرتين يوميًّا صباحًا وقبل النوم، إذ يجب أن تستمر عملية التفريش دقيقتان والتركيز الأكبر على تنظيف الأضراس الخلفية حيث تنمو النخور بصورة متزايدة.

يُنصح باستبدال فرشاة الأسنان مرةً كل ثلاثة أو أربعة أشهر، أو فور ظهور أي علامة من علامات التآكل، إضافة إلى ذلك يجب عدم مشاركة فرشاة أسنان الرضيع مع أي شخص آخر.

الاستمرار بمساعدة الرضيع في تنظيف أسنانه ريثما يصبح قادرًا على حمل فرشاة الأسنان واستعمالها بنفسه، إضافة إلى استعمال الخيط في عملية التنظيف بعد ظهور جميع أسنان الرضيع. قد يكون استعمال أعواد الخيط أو الكمادات بديلًا مناسبًا للخيط العادي ما يجعل عملية تنظيف الأسنان أسهل للطفل وللوالدين.

عند استعمال الفرشاة والخيط في تنظيف أسنان الرضيع قبل النوم يجب عدم إعطائه أي طعام أو شراب باستثناء الماء حتى صباح اليوم التالي.

يجب الإشراف المستمر على عملية تنظيف أسنان الرضيع إلى حين يصبح قادرًا على المضمضة وبصق المعجون بنفسه (يكون هذا عادةً بعمر السادسة)، يجب عدم إغفال أن الأطفال دائمًا يقتدون بأفعال آبائهم، لذلك فإن أفضل طريقة لتعليم الطفل سبل العناية الفموية هي بتنظيف الوالدين لأسنانهم أمام أطفالهم.

قد تقي المضمضة بغسول فموي يحتوي على الفلورايد من نخور الأسنان بعد بلوغ الطفل 6 سنوات، ويُنصح باستشارة طبيب الأسنان عن المنتج المناسب للطفل ليحصل على جرعة الفلورايد الكافية للوقاية من النخور.

تمتنع بعض الدول عن تزويد مياه الشرب بالفلورايد، في هذه الحالة ينصح باستشارة طبيب الأسنان فيما يتعلق بإمكانية زيادة جرعة الفلورايد في عملية تنظيف الأسنان.

يجب الانتباه دومًا لأي علامة من علامات النخر السني كالبقع البنية أو البيضاء على الأسنان، إذا لاحظ طبيب الأطفال أيًّا من هذه العلامات فيجب التوجه فورًا إلى طبيب الأسنان بهدف المعالجة. وينصح بزيارة طبيب الأسنان -حتى إن لم توجد أي مشكلة- عند بلوغ الطفل السنة، أو في غضون الأشهر الستة التالية لبزوغ أول سن، إذ إن الوقاية المبكرة توفر كثيرًا من المال على المدى الطويل.

وفقًا لتقرير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، فإن الأطفال الذين التزموا بزيارات دورية لطبيب الأسنان في أثناء السنوات الخمس الأولى انخفضت تكاليف الرعاية السنية لديهم بمقدار 40%.

تشمل نصائح طبيب الأسنان وتوجيهاته فيما يتعلق بالعناية بالأسنان ما يأتي:

  •  العناية بأسنان الرُضّع.
  •  عملية التسنين.
  •  استخدام الفلورايد.
  •  أضرار عادة مص الإصبع.
  •  المادة السادة للوهاد والميازيب، التي تساعد على الوقاية من النخور في أسنان الرضيع.
  •  النظام الغذائي.

عملية التسنين

تبزغ أسنان الرُضّع في أوقات مختلفة، وفي عمر السنتين تكون قد بزغت الأسنان المؤقتة جميعها، تعرف عملية البزوغ بالتسنين (Teething)، إذ تترافق هذه العملية بصعوبات عدة تؤثر في الرضيع والأهل.

تعد عملية التسنين غير مريحة للرضيع، إذ تظهر عليه بعض الأعراض في الأيام والأسابيع السابقة لبزوغ السن تتمثل بالبكاء وفرط الحركة، إضافة إلى ذلك تظهر أعراض أخرى تشمل ما يأتي:

  •  زيادة في إفراز اللعاب.
  •  تورم اللثة.
  •  حمى طفيفة.

بعض النصائح لتسكين آلام التسنين لدى الرُضّع

  •  حلقات التسنين: توفر حلقات التسنين الباردة والنظيفة بعض الراحة للرضيع، ويمكن الاستعاضة عنها بقطعة قماش باردة، مع مراعاة عدم إعطائه أي قطع قماش صغيرة التي من شأنها تعريضه لخطر الاختناق، إضافة إلى ذلك يجب تجنب حلقات التسنين التي تحتوي على السوائل؛ إذ قد تنثقب بفعل العض عليها ويؤدي ذلك إلى تعرضه للاختناق أيضًا.
  •  تمسيد اللثة: قد يخفف تمسيد لثة الرضيع بإصبع نظيف من آلام التسنين.
  •  تسكين الألم: استعمال مسكنات الألم على اللثة مباشرة من شأنها تسكين ألم الرضيع، إذ ينصح بعدم استعمال مسكنات الألم التي تحتوي على مادة البنزوكايين، فوفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، تحذر من أن استعمال مثل تلك المنتجات قد يسبب آثارًا جانبية خطرة قد تهدد حياة الرضيع، لذلك تنصح بإعطائه أسيتامينوفين (باراسيتامول) من حين لآخر لتسكين الألم بعد استشارة الطبيب. إضافة إلى عدم إعطاء الرضيع الأسبرين أبدًا، إذ يسبب تناول الأسبرين حالة نادرة ولكنها خطرة تسمى (متلازمة راي) تصيب الأطفال.

وإذا كان الرضيع يعاني ألمًا شديدًا، فيجب مراجعة الطبيب على الفور.

الوقاية من النخور

تشمل العناية الفموية طيفًا واسعًا من الإجراءات والتدابير، إحداها الوقاية من النخور، لذلك ينصح بملء زجاجة الحليب بأحد المكونات الآتية:

  •  حليب الأطفال الصناعي.
  •  حليب الأم.
  •  الماء.
  •  محاليل غنية بالشوارد المعدنية في حال إصابة الرضيع بالإسهال.

لا ينصح بتقديم عصير الفواكه أو المشروبات الغازية أو أي نوع من المشروبات التي تحتوي على السكر للرضيع، يمكن تقليل الكمية المعطاة له إلى نحو 114 جرام في اليوم من عصير الفواكه الطبيعي بنسبة 100%.

ينصح بتقديم أطعمة ومشروبات خالية من السكر في أوقات الوجبات؛ إذ يمكن تقديم العصير للطفل على سبيل المكافأة على سلوكه الجيد.

تلتصق المشروبات المحلاة وحتى الحليب بالأسنان مطورة نخورًا سنية تعرف بنخور زجاجة الرضاعة، ويشتد الخطر على الرُضّع الذين تُغمس مصاصاتهم في محاليل محلاة، الأمر الذي يؤدي إلى تضرر صحة أسنان الرضيع خاصة في أوقات الليل واقتراب موعد النوم، ففي هذه الأثناء ينخفض إفراز اللعاب وتستهلك البكتيريا السكريات منتجةً أحماضًا تهدم بناء الأسنان.

إذا كان الرضيع لا ينام دون زجاجة الرضاعة، فينصح بملئها بالماء فقط، إضافة إلى تجنب وضع المحاليل السكرية أو العسل على المصاصات الفموية.

يشيع حدوث نخور زجاجة الرضاعة في الأسنان الأمامية العلوية، لكن أسنانًا أخرى قد تصاب أيضًا بالنخور، وإذا تُركت النخور الناجمة عن زجاجة الرضاعة دون علاج، قد تتفاقم الحالة إلى إحساس بالألم وحدوث إنتانات، ما يؤدي إلى تضرر الأسنان بشدة جراء النخور وفي هذه الحالة قد يؤدي إلى قلع الأسنان المنخورة.

في حال سقوط الأسنان المؤقتة قبل أوان سقوطها الطبيعي، قد يعاني الطفل مشكلات تتمثل في تناول الطعام والتكلم إضافة إلى اعوجاج الأسنان، ويمتد الأثر ليطال الأسنان الدائمة التي بدورها قد تعاني اعوجاجًا في بزوغها نتيجة فقدان السن المؤقت.

قيل سابقًا: «أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا»، وينطبق الأمر نفسه فيما يخص العادات الغذائية للطفل، فإن اعتاد الرضيع شرب المشروبات المحلاة قبل النوم، ما زال بإمكان الوالدين الحد من هذه العادة لتجنب نخور زجاجة الرضاعة، وذلك من خلال اتباع الخطوات الآتية:

  •  تمديد محتوى الزجاجة بالماء تدريجيًا على مدى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
  •  ملء الزجاجة بالماء فقط بعد انتهاء المدة السابقة.
  •  التخلص من المصاصة في عمر السنتين أو الثلاث سنوات، إذ تتميز المصاصة بكثير من الإيجابيات، لكن يؤثر استعمالها على المدى الطويل بعد بزوغ أسنان الرضيع في ارتصاف أسنانه، إضافة إلى تأثيرات أخرى في شكل الفم أيضًا، لذلك يُنصح باستشارة الطبيب في حال كان الطفل يكثر من استعمال المصاصة بعد سن الثالثة.
  •  تجنب الأدوية التي تحتوي على تركيب سكري، إذ إن تناول كثير من تلك الأدوية يزيد من احتمالية حدوث النخور في حال التصاقها بالأسنان، إضافة إلى ذلك قد تزداد قابلية الإصابة بالنخر لدى الأطفال الذي يعانون أمراضًا مزمنةً مثل الربو والمشكلات القلبية، إذ تسبب أدوية الربو والصادات الحيوية فرط نمو في الخميرة الفطرية، ما يؤدي إلى ظهور مرض فطري يدعى السّلاق الفموي، ومن علاماته ظهور بقع كريميّة الشكل شبيهة باللبن الرائب على اللسان أو متوزعةً في أماكن أخرى من فم الرضيع. لذلك يُنصح باستشارة الطبيب حيال عدد المرات التي يجب أن يفرش فيها الطفل أسنانه إن كان ملتزمًا ببرنامج علاجي يتضمن تناول أدوية لفترات طويلة؛ إذ قد يحتاج إلى تفريش أسنانه أربع مرات في اليوم.

اقرأ أيضًا:

هل من الآمن زيارة طبيب الأسنان في ظل جائحة كورونا؟

كيف تختار أفضل معجون أسنان طبي بالنسبة لك؟

ترجمة: حيدره شيحا

تدقيق: ريمي سليمان

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر