يُستخدم دواء أوزمبيك (سيماغلوتايد) بوصفة طبية لعلاج حالات معينة لدى المصابين بداء السكري من النمط الثاني، ويُعطى عن طريق حقن تحت الجلد. يناقش هذا المقال المعلومات الضرورية التي يجب معرفتها عن أوزمبيك.

قد يصف الأطباء دواء أوزمبيك للبالغين المصابين بداء السكري من النمط الثاني بهدف:

  •  خفض بعض المخاطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
  •  المساعدة في ضبط مستويات السكر في الدم، إلى جانب تحسين نمط الحياة من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
  •  الحد من تدهور وظائف الكلى وتقليل خطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب لدى المصابين بأمراض الكلى المزمنة.

قد يُوصف أوزمبيك أيضًا لأسباب أخرى ليست ضمن الاستخدامات المعتمدة رسميًا، مثل إنقاص الوزن أو ضبطه، لكن مع ذلك، لم يحصل أوزمبيك على اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لهذا الغرض بعد.

السيماغلوتايد المادة الفعالة في أوزمبيك، هو العنصر المسؤول عن التأثير العلاجي للدواء، وينتمي إلى فئة من الأدوية تُعرف بمحفزات مستقبلات الببتيد-1 الشبيه بالغلوكاغون (GLP-1).

بيد أن الدواء يحمل تحذيرًا داخل إطار أسود، وهو أقوى تحذير تصدره إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ما استخدامات أوزمبيك؟

صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام أوزمبيك في الحالات التالية:

  •  ضبط مستويات السكر في الدم لدى البالغين المصابين بالسكري من النمط الثاني، بالتزامن مع تحسين النظام الغذائي والنشاط البدني.
  •  تقليل خطر الإصابة بمشكلات القلب والأوعية الدموية لدى البالغين المصابين بأمراض القلب والسكري، من ضمنها النوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفيات الناجمة عن هذه الحالات.
  •  خفض خطر تدهور أمراض الكلى وتقليل الوفيات المرتبطة بأمراض القلب لدى المصابين بالسكري وأمراض الكلى المزمنة.

عند الإصابة بالسكري، تصبح مستويات السكر في الدم مرتفعة، ما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تلف الأوعية الدموية في الجسم، يساعد أوزمبيك في هذه الحالة على خفض مستويات السكر في الدم والتقليل من خطر الإصابة ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية.

بيد أنه ثمة بعض القيود المرتبطة باستخدام أوزمبيك، مثل:

  •  لم تُجر دراسات على استخدام الدواء لدى الأشخاص المصابين مسبقًا بالتهاب البنكرياس، لذا ينبغي النظر في بدائل علاجية أخرى في هذه الحالة.
  •  لا يُستخدم أوزمبيك لعلاج السكري من النمط الأول أو الحماض الكيتوني السكري، وهي حالة خطيرة تحدث نتيجة تراكم الكيتونات الحمضية في الجسم.
  •  قد يُوصف أوزمبيك -خارج الاستخدام الرسمي- لفقدان الوزن، رغم عدم حصوله على تصريح إدارة الغذاء والدواء لهذا الغرض.

كيف يعمل أوزمبيك؟

يعمل أوزمبيك بآليات متعددة لخفض مستويات السكر في الدم لدى المصابين بالسكري من النمط الثاني، وهو يساعد أيضًا على تقليل المخاطر المرتبطة بالقلب لدى المصابين بداء السكري وأمراض القلب معًا، وذلك عبر:

  •  محاكاة عمل هرمون طبيعي يُعرف باسم GLP-1، إذ ينشط مستقبلاته في الدماغ، ما يحفز البنكرياس على إفراز الإنسولين.
  •  إبطاء حركة الطعام في المعدة، ما يؤدي إلى الشعور بالشبع لفترات أطول، ويمنع الارتفاع المفاجئ في مستويات السكر بعد تناول الطعام، ويحد من نوبات الجوع.
  •  تعزيز إنتاج الإنسولين بعد الوجبات لمنع ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مفرط.
  •  التقليل من كمية السكر التي تُطلق في مجرى الدم.

الآثار الجانبية لدواء أوزمبيك

على غرار معظم الأدوية الأخرى، قد يُسبب أوزمبيك آثارًا جانبية تتراوح حدتها بين الطفيفة والخطيرة. فيما يلي بعض الأعراض الشائعة، لكن يجدر التنبيه على أنها لا تشمل جميع الآثار المحتملة للدواء.

يمكن الاستعانة بالطبيب أو الصيدلي لمعرفة المزيد حول الآثار الجانبية المحتملة لهذا الدواء، والحصول على نصائح للحد من هذه الأعراض.

الآثار الجانبية الطفيفة

تتضمن الأعراض الجانبية الخفيفة المحتملة لدواء أوزمبيك:

  •  الإمساك.
  •  الإسهال.
  •  آلام البطن.
  •  التقيؤ.
  •  الغثيان.

عادةً ما تختفي الأعراض الجانبية الخفيفة خلال أيام أو أسابيع قليلة، ولكن في حال استمرارها أو تسببها في إزعاج، يُنصح بمراجعة الطبيب أو الصيدلي.

الآثار الجانبية الخطيرة

قد تحدث آثار جانبية خطيرة نتيجة استخدام أوزمبيك، بيد أنها غير شائعة، لكن ينبغي الاتصال بالطبيب فورًا حال ظهورها. حال وجود طارئ طبي يجب طلب المساعدة المختصة فورًا.

تتضمن الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة لأوزمبيك:

  •  تلف شبكية العين الناجم عن السكري.
  •  انخفاض سكر الدم.
  •  أمراض المرارة، متضمنةً حصوات المرارة أو التهابها.
  •  الغثيان.
  •  التهاب البنكرياس.
  •  خطر الإصابة بأورام الغدة الدرقية.
  •  ردود فعل تحسسية.

ما الجرعة المناسبة من دواء أوزمبيك؟

يوصي الطبيب بالجرعة المناسبة من أوزمبيك وفقًا لحالة كل شخص. يتوفر الدواء على شكل محلول سائل داخل أقلام مُعدة مسبقًا للاستخدام ومخصصة للاستعمال مرة واحدة. وتعتمد الجرعة المحددة على عدة عوامل، منها:

  •  الحالة الصحية التي يُستخدم أوزمبيك لعلاجها.
  •  الإصابة بآثار جانبية ناجمة عن الدواء.
  •  وجود أي حالات مرضية أخرى.
  •  الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.

كم مرة يُؤخذ أوزمبيك؟

يُحقن أوزمبيك مرة واحدة أسبوعيًا، ويستحسن أن يُستخدم في نفس اليوم من كل أسبوع مع محاولة الالتزام بالتوقيت ذاته تقريبًا في كل مرة.

يصف الأطباء عادةً جرعات منخفضة من أوزمبيك خلال الأسابيع الأربعة الأولى لمراقبة استجابة الجسم للعلاج، بعدئذ غالبًا ما تُرفع الجرعة تدريجيًا بناءً على مستويات السكر في الدم وعوامل أخرى.

يحتوي كل قلم من أقلام أوزمبيك على عدة جرعات، لكن ينبغي أن يوضح الطبيب أو الصيدلي متى يجب التخلص من القلم وبدء استخدام قلم جديد.

طريقة استخدام أوزمبيك

يجب الالتزام التام بالتعليمات الطبية من ناحية الجرعة وطريقة حقنها عبر الأقلام، لكن بإمكان المريض حقن الدواء بنفسه.

تُعطى حقن أوزمبيك تحت الجلد في الفخذ أو البطن أو أعلى الذراع، ويُنصح بتغيير موقع الحقن في كل مرة، مع استخدام إبرة جديدة لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.

يمكن طلب النصائح من الطبيب لتعزيز الشعور بالثقة والراحة عند إعطاء الحقن الذاتية، مع ضرورة اتباع تعليماته بدقة.

بعض النصائح التي يجب اتباعها مع الحقن الذاتي:

  •  غسل اليدين بالماء والصابون قبل الاستخدام.
  •  تجهيز جميع المستلزمات، من ضمنها جرعة أوزمبيك.
  •  تغيير الإبرة مع كل استخدام للقلم.
  •  التحقق من أن السائل داخل القلم شفاف وعديم اللون.
  •  التحقق من الجرعة على القلم قبل الحقن.
  •  متابعة عدد الجرعات المتبقية والتحقق من وجود جرعة كاملة بعد كل استخدام.
  •  عدم مشاركة القلم مع أي شخص آخر.
  •  تسجيل تاريخ انتهاء صلاحية القلم بعد الفتح، إذ يُعتبر غير صالح بعد 56 يومًا.

استخدام أوزمبيك مع أدوية أخرى

قد يُوصف أوزمبيك إلى جانب أدوية أخرى للمساعدة في ضبط مستويات السكر أو تقليل مخاطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، مثل الميتفورمين والإمباغليفلوزين.

ينبغي استشارة الطبيب بخصوص احتمالية حدوث التداخلات الدوائية مع أوزمبيك.

ما مدة استخدام أوزمبيك؟

يمكن استخدام أوزمبيك على المدى الطويل، ما دام قد ثبتت فعاليته واستمرت السلامة العامة لاستخدامه وفقًا لتقدير الطبيب.

هل يُستخدم أوزيمبيك لإنقاص الوزن؟

مع أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لم ترخص استخدام أوزمبيك لإنقاص الوزن، فإنه قد يؤدي إلى فقدان الوزن نتيجة لتقليل الشهية.

يُستخدم أوزمبيك في بعض الحالات -خارج نطاق استخداماته المعتمدة- لعلاج السمنة، مع أن ذلك ليس شائعًا، إذ غالبًا ما يوصي الأطباء بدواء ويغوفي (Wegovy) بدلًا منه، فهو يحتوي على المادة الفعالة ذاتها (سيماغلوتايد)، لكنه معتمد من إدارة الغذاء والدواء علاجًا لإنقاص الوزن.

عند الرغبة في استخدام دواء سيماغلوتايد لإنقاص الوزن، يُنصح بمراجعة الطبيب لتحديد الخيار الأنسب وتقييم مدى ملاءمة استخدام أوزمبيك خارج استخدامه المعتمد.

كيف يؤدي أوزمبيك إلى فقدان الوزن؟

قد يساعد أوزمبيك على إنقاص الوزن نظرًا إلى عدة عوامل تساهم معًا في تقليل الشهية، مثل:

  •  إبطاء تفريغ المعدة بعد تناول الطعام، ما يؤدي بدوره إلى إبطاء عملية الهضم ويمنح شعورًا أطول بالشبع.
  •  محاكاة تأثير الهرمون GLP-1 الذي يُعزز الإحساس بالامتلاء بعد الأكل.

هل أوزمبيك آمن وفعال لإنقاص الوزن؟ وما مقدار الوزن الذي يمكن فقدانه؟

يُعد أوزمبيك آمنًا لفقدان الوزن عند استخدامه وفقًا لتعليمات الطبيب، رغم عدم اعتماده من قبل إدارة الغذاء والدواء لهذا الاستخدام.

يعتمد مقدار الوزن المفقود بأوزمبيك على عدة عوامل منها مدة الاستخدام، والنظام الغذائي، ومستوى النشاط البدني، إضافةً إلى استجابة الجسم للدواء.

للحصول على مزيد من المعلومات حول فعالية أوزمبيك في إنقاص الوزن، يُنصح بمناقشة الطبيب، الذي يمكنه شرح الدراسات ذات الصلة وتوضيح تأثير نمط الحياة في نتائج العلاج.

ما الذي يجب أخذه بعين الاعتبار قبل استخدام أوزمبيك؟

ينبغي مراجعة الطبيب قبل البدء باستخدام أوزمبيك لمناقشة الفوائد والمخاطر المرتبطة به، إلى جانب التطرق إلى الحالة الصحية العامة وأي أمراض مزمنة قائمة لدى المريض، لا سيما في الحالات التالية:

  •  وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
  •  وجود اضطرابات أو أمراض في البنكرياس.
  •  وجود خلل أو ضعف في وظائف الكلى.
  •  الإصابة باعتلال الشبكية السكري.
  •  الحمل أو التخطيط للحمل والرضاعة.

اقرأ أيضًا:

أوزمبيك والأدوية المماثلة: نتائج مذهلة لكن على حساب عضلاتك!

دراسة تبين كيفية الحفاظ على الوزن بعد التوقف عن تناول دواء أوزيمبيك

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر