أبدت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) موافقتها العاجلة على استخدام عقار الأتيزوليزوماب (Atezolizumab) الذي يحتوي على المواد الفعالة (Tecentriq, Genentech/Roche) إلى جانب العلاج الكيميائي ناب باكليتاكسيل (nab-paclitaxel) المكون من المواد الفعالة (Abraxane – celgene) كخيار أول لعلاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي غير القابل للاستئصال الجراحي، سواء كان موضعيًا أو انتكاسيًا، والذي يحتوي على لجين (رابط) لبروتين موت الخلايا المبرمج (PD-L1-positive triple negative breast cancer TNBC).

الأتيزوليزوماب سرطان الثدي العلاج الخلايا

سُمي المرض باسم سرطان الثدي الثلاثي السلبي لأن خلايا الورم تفتقر مستقبلات الأستروجين والبروجستيرون وعامل نمو البشرة Her2، وبالتالي لا تستجيب للعلاج الهرموني، ولكن خلايا الورم التي تحتوي على ligands بإمكانها الارتباط ببروتين موت الخلايا المبرمج PD-1 فوُصف الورم على أنه PD-L1 positive. ويُعد أتيزوليزوماب أول دواء مناعي يحظى بالموافقة لعلاج سرطان الثدي.

وجاءت هذه الموافقة بناءً على نتائج الوقت المنقضي منذ بدء العلاج ثم التوقف عنه دون حدوث تدهور في الحالة الصحية (Progression – free survival results) ومن المُحتمل أن يكون استمرار الموافقة عليه مشروطًا بنتائج تجارب تأكيدية أخرى.

وجاءت الموافقة الجديدة على المزيج المُكون من أتيزوليزوماب وباكليتاكسيل بناءً على النتائج الآمنة والفعالة التي تم الحصول عليها من البحوث التجريبية، والتي سُميت باسم IMpassion130 trial، وأُجريت في أكثر من مركز بحثي. وعُرضت هذه النتائج في المجتمع الأوربي لطب الأورام (ESMO) 2018 التابع للكونجرس، ونُشرت أيضًا في مجلة (New England Journal of Medicine).

ضمت التجربة 451 شخصًا عشوائيًا مصابًا ب سرطان الثدي الثلاثي السلبي الموضعي أو المنتشر (الانتكاسي)، وحصلت هذه المجموعة على عقار أتيزوليزوماب، وعلى الجانب الأخر حصلت مجموعة أخرى مكونة من 451 شخصًا أيضًا على عقار وهمي placebo (دون علمهم أنهم يتناولون دواءً وهميًا)، وحصلت المجموعتان على عقار ناب- باكليتاكسيل.

وبعد فترة من استخدام العلاج، خضع المشاركون في البحث لتحليل مدى استجابتهم للعلاج، لوحظ أن أتيزوليزوماب قلل وبشكل ملحوظ فرص تقدم المرض أو الوفاة لدى المجموعة التي حصلت عليه مقارنةً بالمجموعة الأخرى التي حصلت على العلاج الوهمي بمتوسط معدل عدم تدهور الحالة وبقائها على ما هو عليه أثناء تناول العلاج وبعد التوقف عنه 7.2 أشهر لأتيزوليزوماب مقابل 5.5 أشهر فقط لدى المجموعة التي حصلت على العلاج الوهمي
(Median PFS= 7.2 Vs 5.5 months).

كما حسّن أيضًا أتيزوليزوماب متوسط النجاة (البقاء على قيد الحياة) بشكل عام، إذ وصل إلى 21.3 شهرًا مقابل 17.6 شهرًا للذين تلقوا العلاج الوهمي (Median OS= 21.3 Vs. 17.6)، ولكن لم تمثل هذه النتيجة الإحصائية قيمةً أثناء التحليل المؤقت لنتائج البحث. بلغ متوسط متابعة مدى تحسن الحالة أو تدهورها 12.9 شهرًا.

حلل القائمون على البحث المجموعتين للكشف عن المرضى الذين يمتلكون لجين (رابطة) بروتين موت الخلية المبرمج (PD-L1+ patients)، وضمت مجموعة الأتيزوليزوماب 185 شخصًا من هؤلاء المرضى، بينما ضمت مجموعة العلاج الوهمي 184 شخصًا.

قلل أتيزوليزوماب لدى هؤلاء المرضى، خطر تطور المرض أو الوفاة بشكل ملحوظ (Median PFS = 7.5 Vs. 5 months)، وحسن معدل النجاة والبقاء على قيد الحياة بشكل عام (Median OS = 25.0 Vs. 15.5 months).

وأثناء عرض نتائج البحث السنة الماضية، قال بيتر شميد (Peter Schmid) – قائد فريق البحث والحاصل على درجة الدكتوراة في الطب والفلسفة والذي يعمل بمركز القديسة بارثولوميو ل سرطان الثدي والحاصل على أمانة الهيئة الوطنية للخدمة الصحية NHS في لندن في المملكة المتحدة: «لاحظنا في هذه المجموعات التي يحتوي مرضاها على لجينات PD-L1 وجود ما يقرب من 10 شهور اختلاف في معدل البقاء على قيد الحياة، والذي أعتقد أنه أمر مشجع لاعتبار هذا العقار كخيار أول (دواء قياسي) لعلاج هذه الحالات».

بينما كانت كاثي ميلر (Kathy Miller) – الحاصلة على درجة الدكتوراة في الطب، والتي تعمل بمركز سيمون للسرطانات بجامعة إنديانا غير متأكدة من نتائج البحث؛ إذ أن معدل البقاء على قيد الحياة (overall survival – OS) لم يكن نهائيًا، وفي تعليقها لموقع Medscape حول هذه التجربة قالت: «يُصرح الباحثون المسؤولون عن هذا البحث (Impassion130) أن استخدام أتيزوليزوماب إلى جانب ناب-باكليتاكسيل يُعد علاجًا قياسيًا لمجموعات المرضى الحاملين للرابطات PD-L1. ولكنني أعترض على ذلك؛ إذ أن نتائج البحث الإحصائية المتعلقة بمدى تحسن عدم تدهور المرض (PFS) متواضعة للغاية، وكذلك لا نعرف ما إذا كان هناك تحسن في معدل النجاة بشكل عام (OS) أم لا».

في هذه التجربة الجوهرية، أُعطي عقار أتيزوليزوماب بجرعة ثابتة -840 ميلي جرامًا- عن طريق الحقن الوريدي في اليوم الأول واليوم الخامس عشر من كل 28 يومًا حتى حدوث تقدم في المرض أو تسمم علاجي غير مقبول (أعراض جانبية وخيمة). وأُعطي عقار ناب – باكليتاكسيل بجرعة أولية 100 ميلي جرام لكل متر مربع من الجسم عن طريق الحقن الوريدي في اليوم الأول والثامن والخامس عشر من كل 28 يومًا.

بلغ متوسط مدة تناول العلاجين في مجموعة المرضى التي تعرضت لعقار الأتيزوليزوماب 24.1 أسبوع لعقار الأتيزوليزوماب و22.1 أسبوع للناب-باكليتاكسيل، وعلى الجانب الآخر في المجموعة التي تعرضت للعلاج الوهمي، حصلوا على العلاج الوهمي لمدة 22.1 أسبوع، وعلى عقار الناب-باكليتاكسيل لمدة 21.8 أسابيع.

وأثناء فترة الدراسة، تعرض 358 مريضًا (79.4%)، من مجموعة الأتيزوليزوماب، و378 مريضًا (83.8%) من مجموعة الدواء الوهمي لتدهور الحالة المرضية أو الوفاة. وصرح الباحثون أن الآثار العكسية للعلاجين الجديدين متوافقة مع قواعد الآمان وفي الحدود المسموح بها.

ومن الجدير بالذكر ظهور أعراض جانبية وخيمة في 23% من مرضى مجموعة الأتيزوليزوماب وفي 18% من مرضى مجموعة العلاج الوهمي. وظهرت الأعراض العكسية من الدرجة الثالثة والرابعة في 49% من مرضى مجموعة الأتيزوليزوماب مقابل 42% من مرضى مجموعة العلاج الوهمي، وكانت أشهر هذه الأعراض هي: نقص كريات الدم البيضاء خاصة العدلات (Neutrophils) بنسبة (8%)، اعتلال الأعصاب الطرفية (6%)، الإرهاق (4%)، فقر الدم (3%).

اقرأ أيضًا:

كيف يزيد شرب الكحول من خطر السرطان ؟

إنتاج أدوية مضادة للسرطان في بيض الدجاج !

تنشيط الجهاز المناعي لالتهام الخلايا السرطانية

سبعة أشياء غريبة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان

هل هناك علاج مخفي للسرطان؟ هل تخفي شركات الأدوية علاج السرطان؟

المصدر

ترجمة: مايكل ممدوح
تدقيق: أحلام مرشد