مقارنة بين الإنفاق العلمي بالمجموع وكنسبة من النّاتج المحلّي الإجمالي

في خلال بحثي عن نسب الإنفاق العالمي على المؤسّسات والتّطبيقات العسكريّة مقارنة بالإنفاق الإجمالي على البحث والتّطوير، وقفت عيني على أحد الأبحاث الذي يُقارن نسب الإنفاق على البحث والتطوير في العالم المتقدّم. صراحةً، فوجئت عندما رأيت وعلمتُ أنّ إسرائيل تستثمر أكبر نسبة من ناتجها المحلّي الإجمالي في البحث والتّطوير (نسبة 4.2%)، أكثر من أيّ دولة أخرى في العالم، وهذا التعميم يشمل اليابان والولايات المتّحدة.

وهذا بدوره دفعني لأنظر إلى حال دولنا العربيّة في هذا الإطار. إيجاد الأرقام الرّسميّة ذاتها لم يكُن صعبًا.. ولكنّي وجدت صعوبة في إيجادها في واحدة من الأبحاث التي تُقارن الإنفاق العالمي على البحث والتطوير في الدّول المتقدّمة. ولهذا قُمتُ بالتّعديل على أحد الرّسوم البيانيّة التي نشرتها مجلّة (Science Progress) لأشمل بيانات الدّول العربيّة التّالية: مصر، السّعوديّة، وتونس.

بإمكانكم رؤية الرّسم البياني المعدّل في الصّورة المرفقة. دولنا العظيمة والعزيزة بالكاد تجد مكانًا في الرّسم البياني. لا يوجد دولة عربيّة واحدة تنفق أكثر من 1% من ناتجها المحلّي الإجمالي على البحث والتّطوير. أكثر الدّول تقدّمًا في هذا الجانب هي تونس، إذ أنّها أنفقت 0.86% من ناتجها المحلّي الإجمالي على البحث والتّطوير. وتتبع تونس بعد ذلك المغرب، التي تنفق 0.6% من ناتجها المحلّي على البحث والتّطوير. (علم المغرب لا يظهر في الصّورة لإكتظاظها).

بعد ذلك تأتي المملكة العربيّة السّعوديّة، التي أنفقت ما يُقارب الـ 1.8 مليار دولار على البحث والتّطوير في العام 2012، ما يقلّ عن 0.25% من ناتجها الإجمالي المحلّي. وأخيرًا، العزيزة مصر.. التي أنفقت 0.23% من ناتجها المحلّي الإجمالي على البحث والتّطوير في العام 2007.

لقد تحدّثنا مسبقًا عن تأخّرنا في الإنتاج العلمي والأكاديمي، ولقد وثّقنا ذلك بنظرنا إلى نسبة الأبحاث التي تُنشر في دولنا العربيّة أجمع مقارنة بإسرائيل لوحدها. ولقد عرضنا بعض الأسباب والحجج التي يطرحها البعض، ورأينا أنّها غير مقنعة في حالة الكثير من دولنا. السّعوديّة على سبيل المثال أنفقت ما يُقارب الـ 56.7 مليار دولار على المنشئات والمؤسّسات العسكريّة في العام 2012، أي ما يُقارب الـ 8.9% من ناتجها المحلّي الإجمالي. الإشكاليّة ليست إشكاليّة فقر، أو إستعمار، أو حروب. الإشكاليّة إشكاليّة إرادة وتوجّه.

السّؤال هو: ماذا نُريدُ لمستقبلنا أن يكون؟ ماذا تريد عزيزي المواطن العربي لوطنك؟ تريد أن تستمرّ دولنا العربيّة على حالها، بدون تقدّم، بدون إنتاج، بدون ريادة؟

الخيار خياركم.


 

مصدر | مصدر 2 | مصدر 3