إذا أردت التعامل مع مصرف، فعليك اختيار نوع المصرف الذي يلائمك، فهل تفضل المصرف التقليدي الذي يملك فروعًا في العالم المادي والصرافات الآلية-ATM؟ أم تفضل مصرفًا افتراضيًا يتيح لك كامل التعامل معه عبر الإنترنت أو باستخدام تطبيق على الهاتف المحمول؟ تقدم كلا المصارف التقليدية ومصارف الإنترنت (وتُعرَف أيضًا بالمصارف المباشرة) إمكانية الولوج إلى حسابك عبر الإنترنت، والمقدرة على تحويل الأموال وإجراء عمليات أخرى باستخدام هاتفك المحمول أو حاسوبك.

وتنظم ذات القوانين والتشريعات عمل هذين النوعين من المصارف، وتضمن المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع FDIC الحسابات في المصارف الافتراضية كما تضمنها في المصارف التقليدية تمامًا.

ولا يختلف مستوى الأمان بين النوعين، فكلاهما يطبق إجراءات التشفير ذاتها التي تحمي أموالك وهويتك.

ورغم وجود أوجه شبه عديدة بين النوعين، توجد عدة اختلافات. تخفض المصارف المباشرة تكاليفها لتقدم معدلات فائدة أفضل ورسوم تعاملات أقل وتقدم المصارف التقليدية تشكيلة واسعة من الخيارات للإيداع وللتعاملات الأخرى، مثل خدمة مقابلة موظف المصرف وجهًا لوجه في أي فرع يناسبك.

إذا كنت محتارًا بشأن التعامل مع المصارف الافتراضية، سيساعدك هذا المقال في اتخاذ قرارك، فهو يوضح إيجابيات وسلبيات هذا النوع من المصارف.

المصارف الافتراضية: تاريخ موجز

مع تطور العمل التجاري عبر الإنترنت منذ بداية التسعينات، بدأت المصارف التقليدية بالبحث عن طرق لتقديم خدمات عبر الإنترنت لعملائها.

أدى نجاح هذه المحاولات البسيطة إلى دفع العديد من المصارف نحو تكثيف حضورها في العالم الافتراضي، عبر تطوير مواقعها الإلكترونية وتقديم خدمات مثل فتح حسابات جديدة وتحميل الاستمارات وتقديم طلبات الحصول على القروض، ما أدى إلى نشوء وبروز المصارف الافتراضية بالكامل، وتقدم هذه المؤسسات الخدمات المصرفية وبعض الخدمات المالية عبر الإنترنت دون وجود شبكة فروع للمصرف.

بدأ مصرف سكيوريتي فيرست نيتوورك Security First Network Bank عملياته في 18 أكتوبر 1995، وكان أول مصرف مباشر كامل الوظائف مؤمَّن من قبل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، وكانت المصارف المباشرة في تلك الفترة قادرة على منح معدلات فائدة أعلى على حسابات الإيداع وتخفيض الرسوم التي تتلقاها على الخدمات وذلك بسبب قلة تكاليف عمل المصرف وتحديدًا التكاليف الثابتة.

ومع نمو وتعدد المصارف الافتراضية، نما حماس العملاء للتعامل مع هذه المصارف، ووفق تقرير السلوك المصرفي للمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، يُجري أكثر من 60% من أصحاب الحسابات بعض عملياتهم المصرفية عبر الإنترنت.

إيجابيات مصارف الإنترنت

رغم تنامي منافسة المصارف التقليدية وحضورها في العالم الافتراضي، ما زالت المصارف الافتراضية تقدم بالكامل بعض الميزات الهامة مثل:

1- معدلات فائدة أفضل ورسوم أقل:

تسمح قلة البنية التحتية الكبيرة والنفقات الثابتة للمصارف المباشرة بدفع معدلات فائدة أو معدلات عائد سنوية أعلى على حسابات الادخار.

وتدفع المصارف السخية منهم أكثر من المصارف التقليدية بنسبة 1% أو 2%، ما قد يزيد من رصيدك على نحوٍ ملحوظ.

تقدم بعض المصارف المباشرة فقط خدمة حسابات الادخار بمعدلات فائدة مرتفعة، ولكن يقدم معظمها خيارات إضافية مثل شهادات الإيداع وشهادات الإيداع دون غرامة سحب مبكر.

من غير المرجح أن تدفع رسومًا كبيرة عند تعاملك مع مصرف مباشر، مثل الرسوم المتعلقة بإبقاء الحساب مفتوحًا برصيد قليل وإجراء الإيداعات المباشرة والدفع بواسطة الشيك أو بطاقة الخصم، وغالبًا لا توجد رسوم خدمات أو رسوم الحد الأدنى للرصيد.

2- خبرات أفضل في مجال الإنترنت:

تستثمر المصارف التقليدية بكثرة في تحسين حضورها وخدماتها عبر الإنترنت، وتطور التطبيقات والمواقع، ولكن يبدو أن المصارف المباشرة أكثر تفوقًا من حيث الخبرة في العالم الافتراضي.

وفق دراسة أجرتها شركة باين آند كومباني-Bain and Company على الخدمات المصرفية للأفراد عام 2018، تتفوق المصارف المباشرة بشدة على المصارف التقليدية في النقاط الأكثر أهمية بالنسبة للعملاء، مثل جودة التعامل مع المصرف وسرعة وبساطة التعاملات.

سلبيات مصارف الإنترنت

يوجد عدة عيوب وسلبيات في هذا النوع من المصارف، منها:

1- غياب العلاقة الشخصية:

يمنحك المصرف التقليدي ميزة معرفة الموظفين في فرع المصرف في منطقتك، ما يصب في مصلحتك عندما تحتاج خدمات مالية إضافية، مثل الحصول على قرض أو عند تغيير ترتيباتك المصرفية.

يملك عادةً مدير المصرف بعض الصلاحيات في تغيير خصائص حسابك المصرفي في حال تغيرت ظروفك الشخصية، أو في إلغاء الرسوم الإلزامية أو أجور الخدمات.

2- مرونة أقل في التعاملات:

لا يفيد التعامل الشخصي مع موظفي المصرف فقط في معرفتك ومعرفة أمورك المالية، بل يفيدك كثيرًا الذهاب إلى فرع المصرف للتعامل مع بعض المشكلات والتعاملات.

مثل إيداع النقود في المصرف، التي تُعد العملية الأساسية في التعاملات المصرفية.

يمكن إيداع شيك في مصرف مباشر باستخدام التطبيق الخاص بالمصرف لإرسال صورة لوجه وظهر الشيك، ولكن إيداع النقود في معظم المصارف المباشرة عملية مرهقة، لذلك يجدر بك التحقق من سياسة المصرف المباشر قبل التعامل معه.

قد تكون التعاملات الدولية معقدة أيضًا، أو غير متاحة.

3- عدم وجود صرافات آلية خاصة بها:

بسبب افتقاد المصارف المباشرة لصرافاتها الآلية الخاصة، تعتمد على تعامل العميل مع شبكة أو أكثر من شبكات الصراف الآلي مثل أولبوينت AllPoint أو سيروس Cirrus.

تمنحك هذه الشبكات الولوج إلى عشرات آلاف الصرافات الآلية الموزعة في دولتك، أو حول العالم، لذلك يجدر بك معرفة الصرافات الآلية القريبة من مكان سكنك وعملك.

وتحقق أيضًا من الرسوم التي قد تدفعها جراء استخدامك للصراف، وتقدم معظم المصارف المباشرة خدمة الولوج إلى هذه الشبكات مجانًا، أو تعيد لك الرسوم التي سددتها خلال الشهر، ويوجد أحيانًا عدد محدود من العمليات المجانية شهريًا باستخدام الصراف.

4- محدودية الخدمات:

قد لا تقدم المصارف المباشرة جميع الخدمات المالية التي تقدمها المصارف التقليدية، مثل حسابات التأمين والوساطة.

تمنح المصارف المباشرة أحيانًا عملاءها المميزين خدمات مميزة، مثل معدلات فائدة أفضل واستشارات استثمارية مجانية.

إن بعض الخدمات الروتينية مثل التوثيق وضمان توقيع المصرف غير متاحة عبر الإنترنت، وتُطلَب هذه الخدمات لإجراء العديد من التعاملات المالية والقانونية.

الخلاصة

للمصارف التقليدية والمباشرة مزاياها الخاصة، ولك القرار في حال أردت الاختيار بين النوعين، وما إذا كان التعامل الشخصي والخدمات الشاملة التي يقدمها المصرف التقليدي تستحق التكلفة المادية الإضافية -بهيئة رسوم إضافية ومعدلات فائدة أقل- التي ستتكبدها.

ويمكنك أيضًا تقسيم أعمالك بين النوعين، وقد لا يكون هذا الخيار عمليًا بالنسبة لك، وقد تتكبد مصاريف إضافية بسبب ملكية عدة حسابات، ولكن تستطيع بهذه الطريقة التمتع بإيجابيات النوعين في الوقت ذاته، والحصول على معدلات فائدة أفضل في جهة والمقدرة على التعامل الشخصي والحصول على المساعدة في تعاملاتك ومشكلاتك في الجهة المقابلة.

اقرأ أيضًا:

أعلى 10 فرق رياضية قيمة سنة 2020

أغنى 10 عائلات في العالم

والت ديزني.. كيف أصبح الترفيه إمبراطورية؟

ترجمة: كميت خطيب

تدقيق: مازن النفوري

المصدر