إذا كنت عصبيًا أو متحمسًا قليلًا، من الطبيعي أن ترتعش أصابعك وتهتز يديك، لكن ماذا لو كان ارتجاف اليدين أكثر من المعتاد؟ قد تكون هذه الحالة مدعاة للقلق، خاصة إذا ارتبطت بداء باركنسون.

تقول الدكتورة شيزوبا أومه، طبيبة الأعصاب المتخصصة في اضطرابات الحركة في مستشفى بريغهام التابع لجامعة هارفارد: «إن الاهتزازات البسيطة غير مهددة للحياة، ولكن الذين يعانون هزات شديدة قد يواجهون صعوبة في إطعام أنفسهم أو ارتداء الملابس أو القيادة».

الأعراض:

قد يحدث ارتجاف اليدين أثناء الراحة (مثل مرض باركنسون) أو قد يحدث في حال النشاط. يُقسّم ارتجاف اليدين الذي يحدث مع النشاط بناءً على وقت ظهوره.

تقول الدكتورة أومه: «يحدث الرّعاش الوضعي–postural tremor عندما تكون اليدان ممدودتان، والجاذبية تشدهما إلى أسفل. لا يمكن الحفاظ على ثبات اليدين تمامًا أثناء فردهما. تختفي في معظم الحالات عندما تكون اليدان مسترخيتين وتعود لتظهر عند استعمال العضلات.

الرعاش القصدي – intention tremor يبدأ عندما تصل إلى هدف، مثل عندما تحاول فتح باب المنزل بالمفتاح.

وأخيرًا رعاش المهمة، وهو يبدأ عند القيام بمهمة أو نشاطٍ ما، كما هو الحال عند الكتابة».

الأسباب:

لدينا جميعًا القليل من ارتجاف اليدين تسمى الهزة الفسيولوجية، هذه الهزة طبيعية ولا تُلاحظ عادةً.

تشمل الرعشات غير الطبيعية الأنواع التالية:

زيادة الرعاش الفيزيولوجي:

يمكن أن يحدث بسبب استخدام الكافيين أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو الإجهاد أو الإرهاق أو الحرمان من النوم إلى زيادة حدة الرعاش الفيزيولوجي. قد يظهر ارتجاف اليدين هذا في شكل رعاش وضعي.

الرعاش الناجم عن الأدوية:

قد تسبب بعض الأدوية ارتجاف اليدين مثل دواء بوبروبيون المضاد للاكتئاب ودواء الأميدرون الذي يستعمل لأمراض اضطراب القلب.

ارتجاف اليدين بسبب مرض باركنسون:

يمكن أن يحدث هذا الرعاش أثناء الراحة مع ظهور أعراض تنكسية متقدمة لمرض باركنسون أو دونها.

الرعاش الأساسي – essential tremor:

وهو النوع الأشيع من ارتجاف اليدين، ويكون في بعض الحالات ذا أساس جيني في الأسرة. ويتجلى بما يتراوح بين 4 إلى 7 رعشات في اليد في الثانية. لا توجد لهذا الرعاش أي علاقة بالأمراض العصبية وهو في معظم الأحيان عَرَضٌ عصبي منفرد. يميل هذا العَرَض إلى الازدياد زخمًا في أنشطة معينة، خصوصًا خلال ثبات العضلات على حركة ما أيًا كانت، عند الإمساك بكأسٍ على سبيل المثال.

يميل هذا النوع إلى التفاقم مع التقدم في السن، ويصبح أكثر شدة في حالات الشعور بالهلع أو الإجهاد أو قلة النشاط البدني، وتقل حدته عند المشي أو بعد شرب الكحول.

من شأن تفاقم الرعشات أن يؤدي إلى صعوبات في الكتابة والخط غير الواضح أو عدم القدرة على تقريب ملعقة أو كوب إلى الفم دون سكب الطعام أو الشراب، وصعوبات في أنشطة أخرى تتطلب دقة في عمل اليدين.

رعاش المخيخ – ataxia tremor:

المخيخ هو المسؤول -إلى جانب أجزاء أخرى من الدماغ- عن تنسيق نشاط العضلات. وفي حال حدوث أمراض في المخيخ أو الأماكن القريبة منه في جذع الدماغ، فيوجد احتمال حدوث ارتجاف اليدين، يتفاقم كلما كان المرء بحاجة إلى تناسق ودقة أكثر.

يعد هذا الرعاش قاسيًا وبطيئًا إذ يظهر بمعدل 2 إلى 4 مرات في الثانية.

رعاش ما بعد السكتة الدماغية:

يمكن أن يعاني الشخص من مجموعة متنوعة من الرعشات، تقول الدكتورة أومه: «قد يسبب وجود ضرر في المخيخ رعاشًا قصديًا. إذا كان الضرر في العقد القاعدية، فقد يسبب ذلك الرعاش أثناء الراحة».

رعاش الأعراض الانسحابية:

قد يعاني الأشخاص المصابين بالأعراض الانسحابية بسبب إدمان الكحول أو المخدرات من رعشات وضعية.

التشخيص:

يتطلب تشخيص ارتجاف اليدين فحصًا جسديًا وتحليلًا دقيقًا للتاريخ الطبي.

تقول الدكتورة أومه: «أريد أن أعرف كيف يبدو شكل ارتجاف اليدين، وما إذا كانت هناك أي سمات مرتبطة به. هل هناك ضعف في التوازن، أو تصلب، أو بطء في الحركة كما هو الحال في مرض باركنسون؟ هل كانت هناك سكتة دماغية؟ هل هناك آفة في الدماغ؟ هل يأخذ الشخص دواءً معينًا؟ هل يستهلك الشخص الكثير من الكافيين؟ أو يعاني من أي حالات طبية أخرى؟».

وتضيف إنه قد يكون من الضروري طلب عمل فحص معملي للتحقق من مرض الغدة الدرقية أو الحصول على صورة للدماغ للتحقق من علامات السكتة الدماغية السابقة.

العلاج:

لتحسين الرعاش الفيزيولوجي، قد تحتاج فقط إلى تقليل الكافيين أو التحكم في التوتر.

يمكن تقليل الهزات الناتجة عن اضطراب الغدة الدرقية أو الانسحاب الكحولي بعلاج هذه المشكلات.

يمكن الحد من رعاش باركنسون باستخدام الأدوية المضادة لمرض باركنسون أو بالتحفيز العميق للدماغ، إذ تُزرع أقطاب كهربائية في الدماغ لتحفيز المناطق التي تنظم الحركات في الجسم.

أما إذا كانت ارتجاف اليدين مجهول السبب، فيتم التوجه إلى الأدوية مثل حاصرات بيتا – بروبرانولول (إندرال) أو عقار بريميدون المضاد للنوبات (ميسولين)، وتوجد أدوية تعمل على الجهاز العصبي، إلا أن تناولها ينطوي على آثار جانبية مختلفة مثل الشعور بعدم الاستقرار أو النعاس. يُنصح ببدء تلك الأدوية بجرعات صغيرة وزيادتها تدريجيًا. تحتوي هذه الأدوية بداخلها أيضًا على مجموعة من الأدوية المضادة للصرع، ويجب التشاور مع طبيب مختص فيما يتعلق بإعطاء نوع الدواء المناسب.

تقول الدكتورة أومه: «كن شجاعًا. الهزات يمكن أن تكون محبطة للغاية، ولكن يمكنك أن تتعلم التعايش معها».

اقرأ أيضًا:

الرعاش مجهول السبب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

كل ما تحتاج معرفته عن مرض باركنسون: أعراضه وأسبابه وعلاجه

ترجمة: عباس محمد غياض

تدقيق: آلاء رضا

المصدر