ارتفاع ضغط الدم غير المستقر: هو تغيّر ضغط الدم باستمرار بين الحالة الطبيعية والمرتفعة. من الطبيعي تغيّر ضغط الدم على مدار اليوم، ولكنه في حالة ارتفاع ضغط الدم غير المستقر يتغيّر باستمرار.

تشير كلمة غير المستقر إلى إمكانية تغير الشيء بسرعة وعفوية، ويعني ارتفاع ضغط الدم أن الضغط يساوي 130/80 ملم زئبقي أو أكثر.

لا يكون ضغط الدم لدى الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم غير المستقر ضمن المجال الطبيعي دائمًا، ولكن لا يكون أيضًا مرتفعًا دائمًا.

الأعراض

لن يعاني كل شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم غير المستقر أعراضًا، ولكن قد يظهر لدى البعض:

  •  رنين في الأذن ويُعرف أيضًا بالطنين.
  •  خفقان القلب.
  •  صداع.
  •  دوخة.
  •  تورم الجلد أو احمرار جلد الوجه أو العنق.
  •  ضعف عام أو نوام.

الأسباب

قد يسبب الإجهاد والقلق مثل سماع أخبار سيئة أو انتظار نتائج الامتحان ارتفاع ضغط الدم غير المستقر.

تتضمن أيضًا العوامل الأخرى التي قد تؤثر في ضغط الدم:

  •  العمر.
  •  تناول كثير من الملح.
  •  استهلاك كثير من الكافيين.
  •  تناول أدوية موصوفة معينة.
  •  شرب الكحول.
  •  تعاطي المخدرات.

يوجد بعض الحالات الأخرى المشابهة لارتفاع ضغط الدم غير المستقر، والتي يتغير فيها ضغط الدم خارج المعايير الطبيعية:

متلازمة الرداء الأبيض (متلازمة المعطف الأبيض):

متلازمة الرداء الأبيض (WCH) هي حالة يتذبذب فيها ضغط الدم لدى الشخص عندما يكون في بيئة طبية؛ أي مثل ارتفاع ضغط الدم عندما يكون الشخص في موعد مع الطبيب فقط.

قد لا يعكس ضغط الدم عندما يقيسه طبيب مختص القيمة الحقيقية لضغط الدم لدى الشخص إذا كان مصابًا بمتلازمة الرداء الأبيض.

ارتفاع ضغط الدم المقنّع:

هي حالة بعكس متلازمة الرداء الأبيض، إذ يكون ضغط الدم طبيعيًا عندما يقيسه مزود الرعاية الصحية، ولكن قد يكون مرتفعًا في أوقات أخرى.

قد يكون ضغط الدم الذي يقيسه مزود الرعاية الصحية أقل من القيمة الحقيقية لدى الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم المقنع.

ارتفاع ضغط الدم الانتيابي:

هي حالة مشابهة لارتفاع ضغط الدم غير المستقر، فقد تسبب هذه الحالة تغيّر ضغط الدم بين القيمة الطبيعية والعالية.

وفقًا لمقالة قديمة نُشرت سنة 2009، يرتبط غالبًا ارتفاع ضغط الدم غير المستقر خصوصًا بحالة معينة، تنجم عادًة عن أحداث تسبب التوتر، بينما يحدث ارتفاع ضغط الدم الانتيابي عشوائيًا.

إضافة إلى ذلك، قد يكون ارتفاع ضغط الدم غير المستقر مترافقًا مع أعراض أو دون أعراض، بينما يسبب ارتفاع ضغط الدم الانتيابي أعراضًا، مثل:

  •  صداع.
  •  احمرار الجلد.
  •  وهن.
  •  خفقان.
  •  خوف من الموت أو السكتة الدماغية.
  •  ضيق في التنفس.

أشارت المقالة إلى أن ارتفاع ضغط الدم الانتيابي مرتبط بمشاعر مكبوتة قد تكون مرتبطة بصدمة عاطفية شديدة سابقة، وأن بعض الأشخاص الذين عانوا ارتفاع ضغط الدم الانتيابي يميلون إلى كبت مشاعرهم.

يرتبط سبب ارتفاع ضغط الدم الانتيابي عند نحو 2% من الحالات بورم يُعرف بورم القواتم، وهو ورم حميد نادر يصيب الغدة الكظرية.

العلاج

حاليًا، لا يوجد علاج محدد لارتفاع ضغط الدم غير المستقر، ويركز الأطباء بدلًا من ذلك على مساعدة المصاب في تخفيف حالة التوتر والجهد.

قد يصف الأطباء للناس أدوية مضادة للقلق قصيرة الأمد لاستخدامها فقط عندما يعانون أعراض التوتر، وتتضمن هذه الأدوية:

  •  ألبرازولام (زاناكس).
  •  كلونازيبام (كلونوبين).
  •  ديازيبام (فاليوم).
  •  لورازيبام (أتيفان).

عادة، تساعد هذه الأدوية في تهدئة أعراض التوتر في غضون ساعة، ولكنها ليست مناسبة للاستخدام طويل الأمد؛ لأنها ستصبح أقل فعالية كلما استخدمها الشخص بكمية أكبر.

تحذر منظمة الصحة العالمية من أن هذه الادوية قد تسبب إدمانًا إذا استُخدمت لأكثر من أربعة أسابيع، لذلك هي خيار دوائي قصير الأمد.

قد يصف الطبيب أدوية بديلة مضادة للتوتر طويلة الأمد، نستطيع استخدامها يوميًا للمساعدة في منع حدوث التوتر، ومن هذه الأدوية:

  •  سيرترالين (زولوفت).
  •  باروكسيتين (باكسيل).
  •  إسيتالوبرام (ليكسابرو).
  •  سيتالوبرام (سيليكسا).

قد يرغب الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم غير المستقر في الاستثمار في جهاز مراقبة ضغط الدم لاستخدامه في المنزل، وقد يكون هذا مفيدًا -خاصةً للأشخاص المصابين بمتلازمة الرداء الأبيض- للحصول على قياس دقيق لضغط الدم من حين لآخر دون الحاجة إلى الذهاب إلى الطبيب.

المضاعفات

في دراسة سنة 2015، كشفت وجود علاقة بين ارتفاع ضغط الدم غير المستقر وزيادة خطر الإصابة بأمراض قلبية وعائية، مثل:

  •  مرض القلب التاجي، وهو مرض تعجز فيه الشرايين التاجية عن تزويد الدم بالكمية الكافية من الدم والأكسجين والمغذيات.
  •  سكتة دماغية.
  •  قصور قلبي.

التشخيص

لا توجد معايير محددة لتشخيص ارتفاع ضغط الدم غير المستقر، فعندما يعاني الشخص تذبذب ضغط الدم ولا يوجد نسبة ثابتة للضغط، عندها يصبح الشخص مصابًا بارتفاع ضغط الدم غير المستقر.

إذا كان الشخص يعاني متلازمة الرداء الأبيض أو ارتفاع ضغط الدم غير المستقر، فقد يظن الطبيب أن الشخص مصاب بارتفاع ضغط الدم المستمر أكثر من كونه مصابًا بارتفاع ضغط الدم غير المستقر.

إذا شكّ الطبيب بأن الشخص يعاني ارتفاع ضغط الدم، فقد يقترح استخدام جهاز مراقبة ضغط الدم في المنزل لقياس الضغط بانتظام، وإذا كانت القياسات تشير إلى قيمة طبيعية لضغط الدم قد يجري مزود الرعاية الصحية مزيدًا من الاختبارات لاستبعاد ارتفاع ضغط الدم.

قد يقترح الطبيب مراقبة متنقلة لضغط الدم على مدار 24 ساعة؛ للتحقق من الإصابة بارتفاع ضغط الدم غير المستقر.

تتضمن هذه المراقبة، ارتداء جهاز صغير يسجل معلومات مختلفة عن الجسم، مثل: ساعات النوم ووقت الطعام وأوقات التمارين، ما يزوِّد الطبيب بمعلومات أفضل حول كيفية تذبذب ضغط الدم لدى الشخص خلال اليوم.

الوقاية

يجب على الشخص الذي يسعى لتقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم غير المستقر أن يفكر جديًا في:

  •  محاولة السيطرة على التوتر أو تجنب المواقف التي تسبب التوتر أو تعلم كيفية التعامل معها على نحو أكثر فعالية.
  •  ضبط مستويات التوتر عبر التأمل ووسائل الاسترخاء الأخرى، أو استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب.
  •  الإقلاع عن التدخين.
  •  تقليل كمية الملح المستهلكة.
  •  تقليل كمية الكحول.
  •  تجنب استخدام أدوية موصوفة معينة أو مخدرات.

قد يحاول الأشخاص المصابون بمتلازمة الرداء الأبيض تقليل التوتر الناتج عن زيارة الطبيب، فيشعرون بالهدوء والراحة قبل أن يقيس الطبيب ضغط الدم.

الآفاق

عادة، لا يعاني الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم الناتج عن ارتفاع ضغط الدم غير المستقر مشكلات أخرى، بخلاف الأعراض المحتملة المرافقة له، إذ يعود ضغط الدم عندهم إلى الوضع الطبيعي بعد فترة قصيرة.

مع ذلك، يوجد أدلة تشير إلى أن ارتفاع ضغط الدّم غير المستقر لفترة طويلة قد يزيد خطورة الإصابة بمشكلات صحية متنوعة.

متى تجب زيارة الطبيب؟

يجب على الأشخاص قياس ضغط الدم بانتظام؛ لأن عدم علاج ارتفاع ضغط الدم غير المستقر قد يسبب مشكلات صحية ولأنه من الصعب اكتشاف هذه الحالة.

يمكن للطبيب التحقق من ضغط الدم لدى المريض، وشراء جهاز منزلي لمراقبة ضغط الدم والتحقق منه بانتظام.

الخلاصة

قد تؤثر الارتفاعات المؤقتة في ضغط الدم سلبًا في جسم الإنسان، إذ تشكل الارتفاعات المتكررة عبئًا على القلب فتزيد من خطر الوفاة؛ لذلك يجب على الناس مراقبة ضغط الدم وطلب العلاج إذا كان الضغط أعلى من الطبيعي.

يجب على الناس التخفيف من التوتر قدر الإمكان؛ لأن معظم حالات ارتفاع ضغط الدم غير المستقر سببها التوتر، ويُعد التأمل من العلاجات المنزلية المساعدة، وينبغي أيضًا للمصاب أن يطلب المساعدة من الطبيب.

اقرأ أيضًا:

هل تعتقد أنك تعرف ما هو ضغط الدم الطبيعي؟ على الأرجح أنت مخطئ!

كيف تساهم قلة النوم في ارتفاع ضغط الدم؟

ترجمة: ميلاد أبو الجدايل

تدقيق: فادي الخطيب

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر