يدل ارتفاع ضغط العين على أن الضغط داخل العينين أعلى من الطبيعي، لكن من دون أذية العصب البصري.

ما ارتفاع ضغط العين؟

يشير ارتفاع ضغط العين إلى ضغط دم مرتفع داخل العين (IOP)، بسبب فشل تصريف السوائل.

تُشكّل العينان باستمرار سائلًا رائقًا يسمى الخلط المائي، يتدفق من العين ومن ثم يُصرّف.

في الحالات الطبيعية فإن كمية السائل التي تدخل وتخرج من العين متساوية، ولكن إذا لم يغادر السائل الموجود في العين عند اللزوم فإن ضغط العين سوف يرتفع.

ضغط العين الطبيعي بين ال 11 و21 ملم زئبقي، هي نفس وحدة الحجوم المستخدمة في قياس ضغط الدم. إذا كان ضغط العين أعلى من 21 ملمز في إحدى العينين أو كلتيهما خلال زيارتين أو أكثر لاختصاصي العيون، فيمكن أن يعني ذلك ارتفاع ضغط العين.

ارتفاع ضغط العين الثنائي يحدث في كلتا العينين، أما ارتفاع ضغط العين في جانب واحد يعني أن الضغط مرتفع في عين واحدة فقط.

ما الفرق بين ارتفاع الضغط داخل العين والزرق glaucoma؟

يُمكن أن يسبب ارتفاع ضغط العين الزرق. إذ يحدث الزرق عندما يؤدي ضغط العين المرتفع إلى تخريب العصب البصري، وتتصل هذه الأعصاب في كلتا العينين بالدماغ مباشرة وتنقل إشارات كهربائية ويُحوّلها الدماغ إلى صور، ويُمكن أن يؤدي الزرق غير المعالج إلى فقدان البصر.

ما مدى شيوع ارتفاع ضغط العين؟

يعاني ما يُقدر بـ 3 إلى 6 ملايين شخص في الولايات المتحدة من ارتفاع ضغط العين، ما يعرضهم لخطر الإصابة بالزرق.

ما عوامل الخطر لارتفاع ضغط العين؟

عامل الخطر هو كل ما يزيد من فرصة تطور المرض، وبعض عوامل الخطر لا يمكن تغييرها مثل العمر والعرق أو الإصابة بمرض آخر.

عوامل الخطر لارتفاع ضغط العين ولتطوير الزرق تتضمن:

  •  ارتفاع ضغط الدم أو هبوطه.
  •  مرض السكري.
  •  قصر البصر الشديد myopia.
  •  قرنية مركزية قليلة الثخانة.
  •  النزف في رأس العصب البصري.
  •  متلازمة تشتت الصباغ: تعني هذه الحالة أن الصباغ الموجود في القزحية يتقشر، ويمكن أن تسد هذه الجسيمات نظام الصرف.
  •  متلازمة التقشر الكاذب (PXF): في هذه الحالة يمكن أن تتراكم رقائق البروتين في الأعضاء، بما في ذلك العينين.

تتضمن عوامل الخطر الأخرى لارتفاع ضغط العين:

  •  العمر أكبر من 40.
  •  تاريخ عائلي بالزرق أو ارتفاع ضغط العين.
  •  العرق: من ذوي البشرة السوداء أو العرق الإسباني.
  •  تناول الأدوية الستيرويدية لفترة طويلة.
  •  أذيات عينية سابقة أو جراحات عينية.

أعراض ارتفاع ضغط العين:

الشيء المخادع في ارتفاع ضغط العين هو أنه ليست له أعراض عمومًا، وهذا ما يجعل فحص العين الروتيني أمرًا في غاية الأهمية. يُمكن للطبيب كشف ارتفاع ضغط العين عندما يجري اختباراته.

في بعض الحالات يُمكن الشعور بألم عند تحريك العينين أو لمسهما.

على الرغم من أنّ بعض مشكلات العين يُمكن أن تسبب آلامًا بالرأس أو دوارًا، فإنها لا تحدث عادةً في ارتفاع ضغط العين.

أسباب ارتفاع ضغط العين:

تتضمن أسباب ارتفاع ضغط العين إنتاج كمية كبيرة من سائل الخلط المائي، أو وجود انسداد أو مشكلات أخرى بنظام تصريف السائل في العين الذي يسمى زاوية الغرفة الأمامية. تقع زاوية التصريف بالقرب من الجزء الأمامي للعين بين القزحية والقرنية.

إذا كانت زاوية التصريف مسدودة، فإن ذلك يؤدي إلى تراكم السوائل والضغط.

تتضمن أسباب هذا التراكم:

  •  انغلاق زاوية التصريف.
  •  الغرفة الأمامية مفتوحة، ولكنها لا تصرّف جيدًا.
  •  رقائق من الصباغ والبروتين تسد زاوية التصريف.
  •  سرطان العين يسد الزاوية.
  •  حدوث أذية في العين في وقت سابق.

هل يمكن أن يسبب التوتر ارتفاع ضغط العين؟

أكدت الدراسات الأخيرة أن التوتر يُمكن أن يرفع الضغط داخل العين.

تشخيص ارتفاع ضغط العين:

يبدأ طبيب العيون بإجراء فحص شامل للعين. يُمكن أيضًا إجراء الاختبارات التالية:

  •  تنظير الزوايا: يتفقد هذا الفحص ما إذا كان نظام تصريف العين يعمل جيدًا. يُجرى الفحص باستخدام عدسات خاصة ومجهر يسمى مصباح شقبي.
  •  قياس ثخانة القرنية.
  •  قياس التوتر: يقيس هذا الاختبار الضغط داخل العين.
  •  فحص الحقل البصري.
  •  التصوير المقطعي التوافقي البصري: يتفقد هذا الفحص سلامة نسيج العصب البصري.

علاج ارتفاع ضغط العين:

في بعض الأحيان، قد يقرر الطبيب مراقبة الوضع عن كثب في مواعيد العيون المقررة. قد يصف قطرات العين لتقليل الضغط، والاستمرار في مراقبة ضغط العين في مواعيد فحص العين المنتظمة.

تتضمن العلاجات لتقليل الضغط داخل العينين:

  •  البروستاغلاندينات: تستخدم قطرات العيون هذه مرة في اليوم لزيادة كمية السائل الذي يغادر العين.
  •  حاصرات بيتا: قد يصفها الطبيب مرة أو مرتين في اليوم لإنقاص الكمية المنتجة من السائل.
  •  مقلدات ألفا الأدرينارجية: قد يصفها الطبيب مرتين أو ثلاث مرات في اليوم لإنقاص إنتاج السوائل وزيادة معدل النقل.
  •  مثبطات الأنهيدراز الكربونيك: قد يستخدم هذا النوع من العلاجات مرتين أو ثلاث مرات في اليوم لتقليل الإنتاج.
  •  مثبطات Rho كيناز: يقلل هذا المنتج من إنتاج السوائل عند استخدامه مرة في اليوم.
  •  عوامل كولينية أو مقبضة: يستخدم هذا المنتج أربع مرات في اليوم. كان استخدام هذا المنتج أكثر في الماضي، إلاّ أنه لم يعد يستخدم كثيرًا في الوقت الحاضر. تزيد هذه العوامل من تصريف السوائل من العينين.

كما هو الحال مع جميع الأدوية، قد يكون لهذه المنتجات آثار جانبية غير مرغوب فيها، مثل الاحمرار أو تهيج العينين. وفي بعض الحالات، إذا لم تستجب للأدوية الموصوفة يُمكن أن توجد حاجة إلى عملية جراحية لتقليل الضغط في العينين. وأحد الإجراءات هو رأب التربيق بالليزر لفتح الانسدادات.

كيف يمكن تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط العين؟

معظم عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط العين أشياء لا يمكن تعديلها. على أية حال يجب إجراء ما ينبغي للحفاظ على صحة العينين. تتضمن هذه الاقتراحات خطوات للصحة العامة وصحة العينين.

فحص العين: من المهم تحديد المواعيد والالتزام بها لإجراء فحوصات العين المنتظمة، لأن اكتشاف المشكلات في وقت مبكر هو الأفضل.

التدخين: يعد التدخين ضارًا بالعينين. ويُمكن التحدث إلى الطبيب للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.

صحة العينين: يُمكن حماية العينين عبر:

  •  ارتداء النظارات الشمسية.
  •  ارتداء معدات لحماية العين عند المشاركة في نشاطات تتطلب الاحتكاك الجسدي.
  •  معرفة التاريخ العائلي لأمراض العين مثل الزرق أو التنكس البقعي.
  •  إراحة العينين عند العمل أمام الشاشات. واتباع قاعدة 20 20 20. وهي النظر كلّ عشرين دقيقة إلى شيء على بعد عشرين قدم لمدة عشرين ثانية.
    تجنب العدوى العينية وخصوصًا عند ارتداء العدسات اللاصقة.

الصحة العامة: يُمكن الحفاظ على صحة العينين من خلال الحفاظ على صحة الجسم. تتضمن الخطوات ما يلي:

  •  تناول نظام غذائي صحي: تشمل الخضار الورقية الخضراء الداكنة مثل الكرنب واللفت والسبانخ. إضافة الأسماك التي توفر أحماض أوميجا 3 الدهنية مثل سمك الهلبوت والسلمون والتونة.
  •  التمرين: النشاط مفيد يمكن أن يساعد على الحماية من المشكلات الصحية الأخرى.
  •  الحفاظ على استقرار مستويات ضغط الدم ومستويات الكوليسترول ومستويات السكر في الدم.
  •  اتخاذ تدابير لتخفيف التوتر، مثل الريكي أو اليوغا أو التأمل. (التمرين هو وسيلة جيدة لتخفيف التوتر أيضًا).

ما النتائج المحتملة في حال تشخيص ارتفاع ضغط العين؟

لا يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم في العين، ولكن يمكن علاج الحالة ومراقبتها.

قد يكون الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم في العين أكثر عرضة للإصابة بالزرق، ولكن ليس كل من يعاني من ارتفاع ضغط الدم في العين يصاب بالزرق تلقائيًا.

متى تجب مراجعة الطبيب في حال ارتفاع ضغط العين؟

يجب رؤية الطبي بقدر ما يوصي به. عند وجود انزعاج أو ألم غير عادي في العين، أو انزعاج لا يزول فيجب دائمًا الاتصال بطبيب العيون، أيضًا في حال وجود أعراض جديدة أو متفاقمة تتعلق بالعينين.

اقرأ أيضًا:

ألم العين: الأسباب والعلاج

زرق انسداد الزاوية الأولي (الزرق الحاد)

ترجمة: محمد نشأت انبيعه

تدقيق: غفران التميمي

التصنيف: طب وصحة

المصدر