إشارة جديدة على وجود المادة المظلمة


مرةً أُخرى انبثقت إشارة من أشعة سينية غريبة في قياساتٍ جديدة، ما زاد الآمال لإمكانية أن تكون علامة على وجود المادة المظلمة.

كشفت بيانات صادرة عن مرصد شاندرا للأشعة السينيةChandra X-ray observatory- التابع لوكالة ناسا عن وجود فائض للأشعة السينية في طاقةٍ محددة، خالقةً نتوءًا على قطعة أرض، كما أعلن علماء على الإنترنت في التاسع والعشرين من يناير على موقع arXiv.org، إن الأشعة السينية تكشف عن وجود المادة المظلمة وهي مادة غير معروفة تشكل معظم المادة في الكون حسب ما يعتقده العلماء.

 

سابقاً عُثر باستخدام عدة تلسكوبات مختلفة على خط للأشعة السينية، ولكن فشلت بعض عمليات البحث في تحقيق النتيجة المرغوبة، إن الملاحظة الجديدة تُقوّي حقيقة وجود المادة الغريبة وتدحض التفسيرات المملة المحتملة.

“إنه لأمر مشوّق للغاية” يقول عالم الفيزياء الفلكية نيكو كابيلوتيNico Cappelluti- من جامعة ييل-Yale University والمؤلف الأصلي للمقال، ويعتبره مقياس يرى الخط من منظور آخر.

إن التحليل الجديد يستخدم بيانات أُخذت من مراقبة الفضاء السحيق عبر التلسكوبات، بدلاً من التركيز على عنقود مجريّ معيّن.

لذا إن دلت الإشارة على المادة المظلمة فيرجع ذلك لوجود جسيمات في المنطقة المحيطة بدرب التبانة أي حول هالة المجرة، وإن اضمحلال المادة المظلمة الافتراضية المعروفة بالنيترونات العقيمة، يُنتج الأشعة السينية في طاقة الخط وتقدر بحوالي 3500 الكترون فولت.

 

وجد كابيلوتي وزملائه أن الكثافة النسبية للخط في الهالة والخط السابق لمركز مجرتنا، متسّقة مع الاختلاف المتوقع لتركيز المادة المظلمة في مختلف أنحاء المجرة.

ليست المادة المظلمة التفسير الوحيد الممكن، فالفيزياء القياسية مُحتمل أن تقدر على شرح الخط.

يقول عالم الفيزياء الفلكية شانساكو هوريوتشي-Shansaku Horiuchi من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في بلاكسبرغ_Virginia Tech in Blacksburg والذي لم يشارك في العمل الجديد: “الكثير من الجدل على المحك، يبدو أن الخط حقيقة، لكن لا نعلم بعد إن كان عبارة عن مادة مظلمة أم فيزياء ذريّة”.

على الرغم من الفرصة الضئيلة لإمكانية أن تكون النتيجة مجرد صدفة إحصائية، فإن التحليل يلغي بعض التفسيرات الممكنة الأخرى.

اقتُرح أن الخط عبارة عن نتيجة لأيونات الكبريت التي تجذب الإلكترونات من ذرات الهيدروجين في الفضاء، لكن هذه العملية لا تُفسّر البيانات الجديدة. وبالمثل، فإن انعطاف التلسكوب نفسه لا يفسّر الخط الذي حددوه.

ويقول هوريوتشي بهذا الشأن: “إن ذلك يبعث الآخرين على الابتهاج”.


ترجمة: ساره جمال
تدقيق: ايمان قاسم

المصدر