اضطراب الانتصاب هو صعوبة انتصاب القضيب أو المحافظة عليه، وهي حالة تسبب مشاكل وإحراجات جنسية للرجال في جميع الأعمار، ويُعد داء بيروني أحد الأشكال النادرة للاضطراب التي تسبب انحناء القضيب جاعلةً عملية الانتصاب مؤلمة. على الرغم من أن انحناء القضيب لا يشير دائمًا إلى حالة مرضية، يعاني مرضى داء بيروني من مشاكل في الجِماع تسبب لهم القلق وعدم الارتياح. تابع القراءة للتعرف أكثر على هذا الداء.

أسباب داء بيروني:

وفقًا لمركز ((Mayo Clinic، فإن أسباب داء بيروني غير معروفة بدقة، وتقترح الدراسات الحديثة دور رض القضيب في حدوث الحالة، إذ يسبب حَني القضيب أو ضربه نزفًا الأمر الذي يتطور لاحقًا إلى نسيجٍ ندبي.

لا ينطبق هذا الأمر على جميع الحالات فقد أشار مركز Clearinghouse الوطني لأمراض الكلية والجراحة البولية إلى أن معظم حالات الداء تتطور دون سبب رضي.

عوامل الخطورة لداء بيروني:

يبدو أن للعمر والعوامل الوراثية دورًا هامًا في تطور داء بيروني، فتغيرات الأنسجة مع التقدم بالعمر تجعلها سهلة التأذي وبطيئة الترميم ما يزيد خطورة تعرضها للداء.

يكون لدى مرضى تَقفُّع دوبيتران احتمالية أعلى لتطور الداء، تقفع دوبيتران هو أحد أمراض النسج الرخوة الذي يسبب تثخُّنًا في راحة اليد يجعل الأصابع تنكمش للداخل.

أعراض داء بيروني:

العَرَض الرئيسي لداء بيروني هو تشكل نسيج ندبي مسطح يمكن الشعور به عبر الجلد يدعى اللويحة، تتشكل اللويحة عمومًا على الوجه العلوي للقضيب إلا أنها قد تتشكل أيضًا أسفل القضيب أو على جانبه.

يمكن أن تتموضع اللويحة حول القضيب مسببةً تشوهًا في الشكل كالانخماص (تجويف) أو تشوهًا على شكل عنق الزجاجة، يتجمع الكالسيوم في تلك اللويحات جاعلًا إياها شديدة القساوة، الأمر الذي يسبب انتصابًا مؤلمًا أو رخوًا بالإضافة إلى الانحناء الشديد.

يقلل النسيج الندبي مرونة المنطقة المصابة، فموضع اللويحة في الأعلى يجعل القضيب ينحني للأعلى عند الانتصاب، وموضعها جانبه يحنيه جانبًا، أما تعدد اللويحات فقد يجعل الانحناءات معقدة الاتجاهات.

يجعل هذا الانحناء عملية الإيلاج أصعب، وقد تتسبب هذه الندبات في انكماش القضيب أو قصره.

الاختبارات والتشخيص:

إذا كنت تعتقد إصابتَك بالداء فعليك بزيارة طبيب الرعاية الأولية، إذ يساعد الفحص السريري الطبيبَ على تحديد الإصابة من عدمها، ويتضمن هذا الفحص أخذ قياسات القضيب المبدئية، ومن خلال هذه القياسات يستطيع طبيبك تحديد موقع وكمية النسيج الندبي، ويساعده ذلك أيضًا في معرفة قصر طول القضيب، قد يطلب طبيبك صورًا شعاعية أو فائقة الصدى لتحديد موضع اللويحات، ويمكنه تحويلك إلى مختص في الجراحة البولية.

علاج داء بيروني:

لا يوجد علاج شافٍ للداء، من الممكن تطبيق بعض المعالجات وفي بعض الحالات يتراجع المرض عفويًا.

قد يبدو وصف الدواء فور التشخيص أمرًا مُغريًا إلا أن منهج (المراقبة والانتظار) هو المفضل عند معظم الأطباء خصوصًا إن لم تكن الأعراض شديدة.

المعالجة الدوائية:

قد يقترح طبيبك الأدوية حقنًا عبر القضيب أو حتى الجراحة إذا كنت تعاني من ازدياد الألم أو الانحناء مع مرور الوقت.

حصل دواء وحيد على موافقة إدارة الأطعمة والأدوية الأمريكية FDA)) لعلاج الحالة هو المطثّية الحالَّة للنسيج – clostridium hystolyticum واسمه التجاري Xiaflex، يُعطَى الدواء لحالات الانعطاف التي تزيد عن 30 درجة عند الانتصاب، وتتضمن هذه المعالجة حقنًا متكررًا في القضيب يحطم الكولاجين المتشكل في المنطقة، يمكن وصف دواءين آخرين للحالة:

  • الفيراباميل الفموي (أحد أدوية ارتفاع التوتر الشرياني)
  • حقن الإنترفيرونات (تساعد على تحطيم النسيج الليفي)

الخيارات غير الجراحية:

يُعد رحلان الأيونات -وهو تقنية حديثة تستخدم تيارًا كهربائيًا ضعيفًا لإيصال الدواء عبر الجلد- خيارًا علاجيًا لداء بيروني.

ما زالت بعض المعالجات غير الدوائية موضعًا للنقاش وتتضمن:

  •  العلاج بالصدمات الكهربائية لتحطيم النسيج الندبي.
  •  العلاج بسحب القضيب لتمطيطه.
  •  المعالجة بأجهزة الضغط السلبي.

قد يستفيد المرضى المُعالَجون بعقار Xiaflex من تمارين القضيب غير العنيفة، إذ يمارسون تمرينين لمدة ستة أسابيع بعد المعالجة هما:

  •  تمطيط القضيب غير المنتصب ثلاث مرات يوميًا لمدة 30 ثانيةً لكل مرة.
  •  تقويم القضيب عند الانتصاب العفوي غير المتعلق بالنشاط الجنسي لمدة 30 ثانيةً مرة واحدة يوميًا.

تغيير نمط الحياة:

يقلل تغيير نمط الحياة من خطورة اضطرابات الانتصاب المتعلقة بداء بيروني ويتضمن:

  •  الإقلاع عن التدخين.
  •  تقليل استهلاك الكحول.
  •  إيقاف استخدام العقاقير غير الشرعية.
  •  التمارين الرياضية المنتظمة.

الجراحة:

تعد الجراحة الملجأ الأخير عند معالجة تشوهات القضيب الشديدة، ووفقًا لمركز ((NUKDC يجب عليك الانتظار سنة على الأقل قبل اللجوء للعلاج الجراحي.

تتضمن الخيارات الجراحية:

  •  تقصير الطرف غير المتأثر.
  •  تطويل الطرف المصاب بالندبة.
  •  زرع بالون ضمن القضيب.

يحمل التطويل خطورة أكبر لاحتمال اضطراب وظيفة الانتصاب، ويُستخدم التقصير في حالات الانحناء الخفيفة. تُدعى إحدى إجراءات التقصير بطَيّ القضيب لنيسبيت-Nesbit plication وفيها تُزال الأنسجة الزائدة للطرف الطويل ما يجعل القضيب أقصر طولًا وأكثر استقامةً.

المعالجات الطبيعية:

لم تخضع معظم المعالجات الطبيعية للدراسة وإنما هي مبنية على الأقاويل السائدة، وعلى الرغم من ذلك، دُرِست بعض هذه المعالجات وأبدت نتائج واعدة، إذ أظهرت دراسة نُشِرت عام 2001 في مجلة BJU International أن الأسيتيل كارنيتين المُيسر أكثر فعالية وأمانًا من التاموكسيفين في معالجة الشكل الحاد أو المراحل الباكرة من الشكل المزمن للداء، ولم تُنشر أي دراسة للمتابعة منذ ذلك الحين.

بينما بينت نتائج دراسة نُشرت عام 2010 في المجلة الدولية لأبحاث العنَّة أن التميم الإنزيمي Q10 يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل الانحناء في المراحل الباكرة من الشكل المزمن مع الحاجة لمزيد من الأبحاث في هذا المجال.

ووفقًا لمقالة نُشِرت في مجلة مراجعات في الجراحة البولية – Reviews in Urology فإن لفيتامين E دورًا هامًا في معالجة داء بيروني، إلا أن الدراسات الحديثة لم تُظهر أي تحسن للمرضى المُعالَجين بالفيتامين مقارنة بالدواء التمويهي placebo.

داء بيروني عند الشباب:

إن حالات داء بيروني أكثر انتشارًا عند الرجال في منتصف العمر، ولكن قد يتعرض لها الشباب بعمر العشرين، إذ بينت الدراسات أن 8 إلى 10 بالمئة من المرضى هم دون سن الأربعين.

يتسم المرض عند معظم الشباب بالانتصاب المؤلم، وهم يحتاجون غالبًا للتدخل الطبي بسبب الوصول لمرحلة حرجة.

وجدت سوابق لاضطرابات الانتصاب عند أقل من 21 بالمئة من المرضى.

تعقيدات:

لا تقتصر التعقيدات على التوتر والقلق الذي قد تسببه الحالة لك ولشريكك، وإنما تتعدى ذلك إلى صعوبة الانتصاب أو المحافظة عليه ما يجعل الممارسة الجنسية أصعب، وإذا لم يكن الجماع مُمكنًا، فقد ترتبط الإصابة بالعُقم، ما يستدعي طلب الدعم من فريق طبي يضم أطباء واستشاريين نفسيين لمساعدتك على مواجهة هذه القضايا المعقدة.

التحدث إلى الشريك:

يسبب هذا النوع من التوتر والقلق مشاكل مع الشريك، فيجب عليك مواجهة الموضوع في بدايته والتحدث للشريك عن أثر الداء على أداءك الجنسي، ولا تتردد في طلب دعم الطبيب أو المعالج النفسي للمساعدة على التأقلم.

النظرة بعيدة المدى للداء:

تتواصل الأبحاث لمساعدة العلماء على فهم أسباب الداء بشكل أفضل، ويأمل الباحثون أن تقود مساعيهم إلى إيجاد علاج فعال لمرضى داء بيروني، وفي غضون ذلك افعل ما بوسعك لفهم الحالة واتخذ الخطوات الضرورية لتغيير نمط حياتك في غرفة النوم وخارجها.

سؤال:

هل توجد أعراض شديدة لداء بيروني تستدعي التدخل الطبي العاجل؟

الجواب:

شكرًا لك على هذا السؤال، يوجد عرضان يثيران القلق ويستدعيان طلب المساعدة العاجلة في هذا الداء هما الألم والانتصاب الدائم، وأي حالة مشخصة أو مشتبهة للداء ترافقت مع ألم عند الانتصاب أو دونه تشير إلى ضرورة زيارة عيادة الطبيب أو أقرب مركز طبي.

أما العرَض الخطير الثاني فهو الانتصاب الدائم غير المرغوب فيه، فإذا استمر أكثر من 30 دقيقة وخصوصًا إذا ترافق مع الألم فلابد من اتخاذ التدابير للحصول على العناية الطبية بأسرع وقت ممكن.

مقالات ذات صلة:

خراجات الشرج: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

كثرة الشعر (الشعرانية): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: رامي طحطوح

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: نغم رابي

المصدر