يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر اضطرابات النمو العصبي شيوعًا في مرحلة الطفولة.

يُشخّص عادةً لأول مرة في مرحلة الطفولة ويستمر غالبًا حتى مرحلة البلوغ.

يواجه أطفال متلازمة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبةً في التركيز والتحكم بالسلوكيات التلقائية فيتصرفون دون التفكير بالنتائج، أو يعانون فرط الحركة.

الأعراض والعلامات:

من الطبيعي أن يواجه الأطفال صعوبة في التركيز والتصرف بين وقت وآخر، لكن الأطفال المصابين بمتلازمة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا يتخلصون منها فحسب، إذ قد تستمر أو قد تكون شديدة فتسبب مشكلات في المدرسة والمنزل ومع الأصدقاء.

ومن الأمور التي قد يعاني منها الأطفال:

  •  الكثير من أحلام اليقظة.
  •  نسيان أو إضاعة الأشياء.
  •  التحدث كثيرًا.
  •  ارتكاب أخطاء نتيجة الإهمال أو تحمل أخطار غير مهمة.
  •  صعوبة مقاومة الإغواء.
  •  صعوبة في القيام بالتغيرات.
  •  صعوبة في الانسجام مع الآخرين.

أنماط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

يتظاهر الاضطراب بثلاث طرق مختلفة اعتمادًا على العرض المسيطر.

1. تظاهر قلة الانتباه غالبًا:

من الصعب على المصابين بهذا النمط تنظيم أو إنجاز مهمة والانتباه إلى التفاصيل ومتابعة التعليمات والمحادثات، ويتشتتون بسهولة، بالإضافة لنسيان التفاصيل المتعلقة بالحياة اليومية.

2. تظاهر فرط الحركة والتهور غالبًا:

يتصف المصابون بهذا النمط بالتململ والتحدث كثيرًا، ويجدون صعوبة في الجلوس لفترة طويلة عند تناول الطعام أو أداء الوظائف المدرسية.

ومن الممكن للأطفال الأصغر الاستمرار في الركض والقفز، ويشعرون بالقلق ويواجهون مشكلات في الاندفاع، إذ يتصف الشخص المندفع بمقاطعة الآخرين والاستحواذ على ممتلكات الآخرين والتحدث في الأوقات غير المناسبة، ولا يستطيعون انتظار دورهم أو الاستماع إلى التوجيهات وبالتالي هم أكثر عرضة للحوادث والإصابات.

3. النمط المشترك:

اجتماع أعراض كلا النمطين المذكورين آنفًا بالتساوي. ومن الجدير بالذكر أن الأعراض قد تتغير مع مرور الوقت.

الأسباب:

يبذل العلماء جهودًا كبيرة لتحديد أسباب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وعوامل خطورته، للوصول لأفضل الطرق لتدبيره وتقليل فرص الإصابة به. ولكن للأسف ما تزال أسبابه وعوامل خطورته مجهولة. وقد أظهرت الدراسات الحالية دور العوامل الجينية في إحداث ADHD.

من الأسباب الأخرى التي قد تحتمل مشاركتها في الإصابة بالإضافة للعوامل الجينية:

  •  أذية الدماغ.
  •  التعرض لعوامل خطر بيئية مثل الرصاص خلال الحمل أو في عمر مبكر.
  •  شرب الكحول والتدخين أثناء الحمل.
  •  الولادة المبكرة.
  •  نقص وزن المولود.

لا تدعم الأبحاث وجهات النظر الشعبية التي تنص على دور الإفراط في تناول السكر ومشاهدة التلفاز كثيرًا وأسلوب تربية الأطفال والعوامل الاجتماعية والبيئية مثل الفقر والفوضى الأسرية في التسبب بإحداث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن وجود هذه العوامل قد يزيد وضع المريض سوءًا، والأدلة غير كافية لإقرارها كأسباب رئيسية لهذا المرض.

التشخيص:

يجب اتباع العديد من الخطوات لتحديد فيما إذا كان الطفل مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو لا، مع التنويه لعدم وجود اختبار نوعي لتشخيصه، وقد يتشابه في الأعراض مع عدة اضطرابات مثل القلق والاكتئاب ومشكلات النوم وبعض أنواع صعوبات التعلم.

تتضمن الخطوات:

  •  تنفيذ اختبارات طبية للتحري عن السمع والرؤية للكشف عن وجود اضطرابات مرتبطة مع ADHD.
  •  يتضمن التشخيص قائمة لتقييم الأعراض وأخذ التاريخ الخاص بالطفل من الأهل والمعلمين وأحيانًا من الطفل نفسه.

العلاج:

في معظم الحالات، يعالَج اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه بمزيج من العلاج السلوكي والأدوية.

تتمثل أهداف العلاج السلوكي في تعليم السلوكيات الإيجابية أو تعزيزها والتخلص من السلوكيات غير المرغوب فيها، وتشمل:

  •  تدريب الوالدين على ضبط السلوك.
  •  العلاج السلوكي مع الأطفال.
  • التداخلات السلوكية في الصف الدراسي.

ويمكن استخدامها معًا.

وافقت إدارة الغذاء والدواء FDA على عدة أنواع من الأدوية للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات.

الأدوية المنشطة:

وهي الأكثر شهرة والأكثر استخدامًا لمعالجة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتصبح الأعراض لدى الأطفال أقل عند أخذ الأدوية سريعة التأثير.

الأدوية غير المنشطة:

لا تعمل بكفاءة الأدوية المنشطة ولكن قد تدوم فترة تأثيرها إلى 24 ساعة.

يوصى بالعلاج السلوكي للأطفال في سن ما قبل المدرسة (4-5سنوات) بدايةً، إذ يتم تدريب الوالدين قبل تجربة الأدوية.

بالإضافة إلى:

  •  نجاح العلاج يعتمد على الطفل وعائلته.
  •  تتضمن خطط العلاج الجيدة المراقبة الدقيقة والمتابعة.
  •  ضبط الأعراض والتمتع بالصحة، إذ يعد التمتع بصحة جيدة مهم لجميع الأطفال وخاصةً أطفال ADHA.
  •  يسهل امتلاك الطفل لنمط حياة صحي التعامل مع أعراض الاضطراب.

تتضمن السلوكيات الصحية:

  •  تطوير عادات الأكل الصحية، مثل أكل الكثير من الفواكه والخضار وكامل الحبوب واختيار مصادر البروتينات الخالية من الدهون.
  •  المشاركة في النشاطات الفيزيائية اليومية المناسبة للعمر.
  •  تحديد أوقات الجلوس أمام الشاشة، مثل التلفاز والحاسوب والجوالات وكل الإلكترونيات.
  •  الحصول على كمية النوم الكافية لكل عمر.

اقرأ أيضًا:

كيف نتعامل مع الأطفال الذين لا يستطيعون القراءة؟

قد تساعد هذه الاستراتيجيات مصابي نقص الانتباه مع فرط النشاط حتى دون تشخيصهم

ترجمة: نور أحمد الشعار

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر