يُعرف ارتفاع التوتر الرئوي بزيادة ضغط الدم في الأوعية الدموية المغذية للرئتين (الشرايين الرئوية)، ويمثل حالة خطيرة إذ يُلحق الضرر بالجانب الأيمن من القلب.

تزداد سماكة جدران الشرايين الرئوية وقساوتها، فتفقد القدرة على التمدد الكافي للسماح بمرور الدم عبرها، ويؤدي انخفاض الجريان الدموي إلى تراجع قدرة القلب الأيمن على ضخ الدم عبر الشرايين.

قد يُضعف إجهاد القلب الأيمن من قوته تدريجيًا، مما يؤدي إلى الإصابة بالفشل القلبي.

يُعد ارتفاع التّوتر الرئوي حالة نادرة وغير متعلقة بالعمر، لكنها تزداد لدى الأشخاص الذين يعانون اضطرابات قلبية أو رئوية أخرى.

أعراض ارتفاع التوتر الرئوي:

تشمل أعراض ارتفاع التوتر الرئوي ما يلي:

  •  ضيق النفس.
  •  التعب.
  •  الإعياء أو الدوار.
  •  آلام الصدر (الذبحة الصدرية).
  •  تسارع ضربات القلب (الخفقان).
  •  تورم (وذمة) في الساقين أو الكاحلين أو القدمين أو البطن.

تسوء هذه الأعراض غالبًا عند إجراء التمارين الرياضية، ما يحد من القدرة على ممارسة النشاطات البدنية.

قد تغيب الأعراض عند الإصابة بارتفاع التوتر الشرياني الرئوي (PAH)، وهو أحد أنماط ارتفاع التوتر الرئوي، فلا تظهر أعراضه إلا في الحالات المتقدمة جدًا.

ما أفضل وقت للحصول على الاستشارة الطبية؟

تجب زيارة الطبيب عند الشعور بأي عرض من أعراض ارتفاع التوتر الرئوي، إذ يسأل الطبيب عن هذه الأعراض والتاريخ الطبي للمريض، وقد يُخضعه إلى الفحص السريري.

يُنصح بطلب الإسعاف أو التوجه إلى قسم الحوادث والطوارئ عند الشعور بألم مفاجئ ومستمر في الصدر ولم يتوقف خلال عدة دقائق، أو في حال الشعور بخفقان في القلب مع ألم في الصدر أو ضيق في النفس، أو عند الشعور بالإعياء والغياب عن الوعي.

قد تظهر هذه الأعراض أيضًا في حالات أخرى كالصمة الرئوية والاضطرابات القلبية الخطيرة، لذلك يستغرق التشخيص النهائي والصحيح لارتفاع التوتر الرئوي بعض الوقت أحيانًا.

تشمل الاختبارات المُشخصة لارتفاع التوتر الرئوي كلًا من تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية، وقثطرة القلب الأيمن التي تُجرى بإدخال أنبوب رفيع ومرن في الشريان الرئوي.

أسباب ارتفاع التوتر الرئوي:

تتضمن أسباب التبدلات في الشرايين الرئوية التي تؤدي إلى ارتفاع التّوتر الرئوي ما يلي:

  •  الحالات التي تسبب اضطرابات في الفروع الصغيرة من الشرايين الرئوية (PAH).
  •  الحالات التي تؤثر على الجانب الأيسر من القلب.
  •  أمراض الرئة أو نقص الأكسجين في الجسم (نقص الأكسجة).
  •  تشكل الخثرات الدموية مما يؤدي إلى تضيق أو انسداد الشرايين الرئوية.

علاج ارتفاع التوتر الرئوي:

لا يوجد علاج جذري شاف ٍلارتفاع التوتر الرئوي، لكن اتخاذ الإجراءات المناسبة يقلل من الأعراض ويساعد في تحسين الحالة.

تسوء الإصابة بارتفاع التوتر الرئوي عادةً بمرور الوقت، وقد تنتهي بفشل القلب عند تجاهل العلاج، وهي حالة مهددة للحياة، لذلك ينبغي البدء بالعلاج عند أقرب وقت ممكن.

يجب البدء أولًا بعلاج المرض الأساسي المسبب لارتفاع التوتر الرئوي في حال وجوده، إذ يقي ذلك من إصابة الشرايين الرئوية بأذية دائمة.

تشمل علاجات ارتفاع التوتر الرئوي كلًا من مضادات التخثر التي تقلل من احتمالية تجلط الدم، ومدرات البول التي تساعد في التخلص من السوائل الزائدة نتيجة الفشل القلبي، بالإضافة إلى موسعات الأوعية الدموية. قد يخضع المريض أيضًا إلى العلاج بالأكسجين في المنزل في حال انخفاض تركيزه في الدم.

توقعات الإصابة بارتفاع التوتر الرئوي:

تختلف الآفاق بالنسبة إلى ارتفاع التوتر الرئوي اعتمادًا على عدة عوامل، مثل السبب وسرعة تشخيصه ومدى تقدم أعراضه وترافقه بحالة صحية كامنة أخرى، ويزود الطبيب مرضاه بالمعلومات التفصيلية حول المرض.

قد تؤثر الإصابة بارتفاع التوتر الرئوي على قدرة المريض على ممارسة النشاطات اليومية.

اقرأ أيضًا:

ارتفاع التوتر الشرياني الرئوي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

فرط ضغط الدم الرئوي (PH): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: أورشينا دنحو

تدقيق: أنس الرعيدي

المصدر