من المخيف أن تسمعي خلال حملك أن جنينك لديه اضطراب نظم، لكن ما معنى ذلك؟ اضطراب النظم هو ضربات قلب غير منتظمة، فهي سريعة جدًا أو بطيئة جدًا أو غير طبيعية عمومًا. قد يكتشف الطبيب هذا الشذوذ خلال الفحص الروتيني بالأمواج فوق الصوتية أو بالاستماع إلى قلب الجنين بتقنية دوبلر.

معظم اضطرابات النظم الجنينية حميدة. مع ذلك، قد يفحص الطبيب جنينك من كثب، إذ تشير بعض الحالات إلى وجود عيب قلبي. قد تؤدي هذه الحالات إن لم تُعالَج إلى زيادة السوائل في أنسجة الجنين -الاستسقاء الجنيني- أو ولادة مبكرة أو الوفاة.

أسباب اضطراب نظم القلب الجنيني:

سماع ضربات قلب صغيرك هو شيء مميز. تمكنك ملاحظة أنها أسرع من ضربات قلبك. في الواقع، يتراوح معدل ضربات القلب الطبيعي لدى الجنين 110-160 ضربة بالدقيقة. من المهم أيضًا ملاحظة أنه قد يتغير معدل ضربات قلب الجنين، وقد يختلف بين وقت وآخر.

عندما تكون ضربات قلب الجنين أبطأ أو أسرع من ذلك، أو توجد مشكلات أخرى مثل الضربات الواثبة، قد يشير هذا إلى مشكلات مثل العيوب القلبية ما يتطلب فحصًا شاملًا.

تحدث اضطرابات النظم الجنينية في 2% من حالات الحمل، ويزداد خطر الإصابة في الحالات التالية:

  •  الأجسام المضادة الذاتية (Ro/SSA) و(Lo/SSB)، التي توجد عند الأشخاص المصابين بأمراض مناعية ذاتية، مثل الذئبة الحمامية أو متلازمة شوغرن.
  • بيلة الفينيل كيتون.
  •  الإصابة القديمة بالسكري أو سكري الحمل.
  •  وجود حصار قلب جنيني في حمل سابق.
  •  تناول عقاقير أو أدوية ممنوعة.
  •  الإنتانات في الثلث الأول من الحمل مثل الحصبة الألمانية أو الفيروس الصغير b19 أو الفيروس المضخم للخلايا.
  •  ملاحظة شذوذات جنينية بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية.
  •  الحمل بالتلقيح الاصطناعي (الإخصاب خارج الرحم).
  •  الحمل بتوأم أحادي المشيمة (توأم متطابق بمشيمة واحدة).

قد يزداد خطر الإصابة بعيوب قلبية لدى الجنين أيضًا حال وجود تاريخ عائلي للإصابة أو شذوذات صبغية، مثل متلازمة داون أو متلازمة تيرنر أو التثلث الصبغي 13 و18.

يتضاعف الخطر ثلاث مرات حال إصابة أقارب الدرجة الأولى بعيوب قلبية، الأم أو الأب أو الإخوة والأخوات.

لا تحدث اضطرابات النظم الجنينية دائمًا بسبب عيوب قلبية بنيوية، بل قد تحدث أيضًا لأسباب مثل الالتهاب أو عدم توازن الكهارل أو لسبب غير معروف أحيانًا.

تشخيص اضطراب نظم القلب الجنيني

عندما يشتبه الطبيب بوجود اضطراب نظم لدى الجنين، قد يطلب إجراء صور أدق، تُسمى مخطط صدى القلب (الإيكو). يعمل ذلك على تصوير بنية القلب والتدفق الدموي ومظاهر أخرى تساعد على التشخيص.

هذا الفحص غير باضع، ويساعد على التشخيص خلال 12 أسبوعًا من الحمل لكنه يعطي نتائج أدق بعد 17-18 أسبوع.

يشاهد صورة الإيكو اختصاصي قلب الأطفال. إن لم تكن النتائج طبيعية تُحوَّل الأم إلى اختصاصي طب الأم والجنين لإجراء فحوص إضافية.

أنواع اضطراب نظم القلب الجنيني:

توجد أنماط مختلفة من اضطراب النظم، وبعض هذه الحالات خطير. اسألي الطبيب ليشرح لك حالة طفلك ولتعرفي ما الذي سيحدث وما الجزء المتضرر من القلب.

الأنواع الأكثر شيوعًا تتضمن:

 الانقباضات الخارجية أو التقلصات المبكرة (PCs):

الانقباضات الخارجية هي النوع الأكثر شيوعًا من اضطرابات النظم خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل. إذ يحصل لدى الجنين ضربات إضافية تنشأ إما من الأذينة (انقباضات أذينية باكرة أو PACs) أو من البطينات (PVCs).

لا تتطلب الانقاباضات الأذينية أو البطينية الباكرة علاجًا، وتزول تلقائيًا قبل الولادة. مع ذلك قد تتحول 2-3% من تلك الحالات إلى تسرع قلب فوق بطيني SVT.

اضطراب النظم التسرعي:

عندما يكون معدل ضربات قلب الجنين أكثر من 160 ضربة بالدقيقة فهذا يسمى تسرع القلب، وعندما يحدث ذلك باستمرار فإنه يسمى تسرع القلب المستمر، الذي يحدث أكثر من 50% من الوقت.

قد تؤدي ضربات القلب السريعة جدًا إلى استسقاء أو فشل القلب أو زيادة السائل الأمنيوسي.

من بين جميع الاضطرابات التسرعية فإن الرفرفة الأذينية وتسرع القلب فوق البطيني، حيث معدل ضربات القلب بين 220-300 ضربة بالدقيقة، هي الأنواع الأكثر شيوعًا.

 اضطرابات النظم التباطُئية:

عندما يكون معدل ضربات قلب الجنين أقل من 110 ضربة بالدقيقة، فإن ذلك يسمى تباطؤ القلب. يُصنف تباطؤًا قلبيًا مستمرًا عندما يبقى معدل ضربات قلب الجنين منخفضًا مدة 10 دقائق أو أكثر عند قياسه.

الفترات الأقصر من تباطؤ القلب تُسمى التباطؤ الجنيني العابر وقد يكون حميدًا خاصةً في الثلث الثاني من الحمل. 30% من حالات تباطؤ القلب المستمر تُشفى دون علاج قبل الولادة.

 إحصار القلب الأذيني البطيني:

أو إحصار القلب الخلقي، وله درجات مختلفة. مثلًا، الحصار الكامل، الذي يسبب خللًا خطيرًا في معدل ضربات القلب، ويحدث لدى 1 من كل 20,000 ولادة في الولايات المتحدة.

تحدث الحصارات القلبية بسبب عيب قلبي خلقي أو بسبب التعرض للأجسام المضادة (Ro/SSA) من الأم، كما في حالة الذئبة الحمامية لدى حديثي الولادة.

علاج اضطراب نظم القلب الجنيني:

لا تتطلب جميع اضطرابات النظم بالضرورة علاجًا خاصًا. إذا لاحظ الطبيب ضربات قلب غير طبيعية خلال المراجعة، سيحولكِ إلى اختصاصي لمراقبة ضربات قلب جنينك خلال الحمل. إذا بقيت الأمور مستقرة أو تحسنت تلقائيًا، فلا داعي لعلاج مخصص. في الحالات التي تتطلب علاجًا، يعتمد تحديد العلاج المناسب على:

  •  السبب.
  •  الحالة العامة للأم.
  •  الحالة العامة للجنين.
  •  مدة الحمل.

قد يفضل الطبيب علاج الجنين داخل الرحم بالأدوية أو جراحيًا في بعض الحالات. يجب إجراء فحص من كثب لمراقبة تقدم المرض. قد يعالج الطبيب حصار القلب الكامل بإعطاء الستيرويدات أو الأدوية مثل هيدروكسي كلوركين.

يشرح الطبيب مراحل العلاج والمراقبة التي أُجريت لحالتك مباشرةً. كل حالة هي فريدة بذاتها، ويجب أخذ ذلك بالحسبان عند العلاج.

توقعات اضطراب نظم القلب الجنيني:

معظم اضطرابات النظم الجنينية حميدة، تُشفى تلقائيًا قبل الولادة. الاضطرابات العابرة –المؤقتة- أكثر شيوعًا من اضطرابات النظم المستمرة.

أعلن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن 1% من الأجنة سنويًا (40 ألف) يولدون بعيوب قلبية خلقية في الولايات المتحدة.

قد تؤدي حالات مثل تسرع القلب المستمر أو تباطؤ القلب الدائم إلى استسقاء جنيني أو ولادة مبكرة أو الوفاة إذا تُركَت دون تشخيص أو علاج.

الأخبار الجيدة هي أن نتائج العديد من حالات اضطرابات النظم القلبية التي تعالج باكرًا إيجابية. قد لا تحتاج الأجنة المعالجة داخل الرحم إلى أي دعم خاص أو معالجة بعد الولادة.

الخلاصة:

استشيري الطبيب إذا كانت لديك مخاوف حول ضربات قلب الجنين أو إذا كانت لديك أي عوامل خطر للعيوب القلبية الخلقية.

إذا شخص الطبيب وجود اضطراب نظم، فاحرصي على متابعة مراجعات ما قبل الولادة وأي مراجعات مطلوبة لدى الاختصاصي أو أي اختبارات إضافية مثل مخطط صدى القلب.

تسمح المراقبة الإضافية للطبيب بمتابعة الجنين وتقدم خطة العلاج خلال الحمل أو بعده عند الضرورة.

اقرأ أيضًا:

يرث الجنين أمراض القلب والأوعية الدموية عبر المشيمة!

متلازمة الجنين الكحولي FAS: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: سلام يونس الونوس

تدقيق: طارق طويل

المصدر