من الطبيعي أحيانًا أن ننام أكثر من اللازم، لكن في بعض الأحيان، قد يوجد سبب أساسي لذلك.

ربما حدث ذلك لأي منا: نتعافى من نزلة برد، أو نبدأ بروتين تمرين شاق، أو نتعافى من جراحة مؤلمة. أو ربما كان فقط أسبوعًا طويلًا وصعبًا وسيئًا. الآن، لا يمكنني الاستيقاظ ببساطة.

لا داعي للقلق. الخبيرة في علم النوم ميشيل دريروب، الحاصلة على دكتوراه في علم النفس وعلم النوم والصحة السلوكية، لديها بعض الأخبار الجيدة.

تقول الدكتورة دريروب: «أحيانًا، يحتاج الجسم فقط إلى قليل من وقت الراحة الإضافي. نوع من الإصابة أو المرض، أو جدول عمل يمنع الحصول على قسط كاف من النوم، قد يؤدي أي من ذلك إلى النوم فترةً أطول من المعتاد».

من جهة أخرى، قد يكون الإفراط في النوم شيئًا يجب القلق منه أحيانًا. تشرح الدكتورة دريروب لنا الفروقات:

ما الذي يُعد نومًا زائدًا؟

وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، يحتاج البالغون عمومًا إلى 7-9 ساعات من النوم كل ليلة. في حالة المراهقين فإن متطلبات النوم تكون أطول قليلًا، إذ يُوصى بـ 8-10 ساعات في الليل.

يوجد مجال للتفاوت الفردي ضمن هذه التقديرات. الجميع يعرف أشخاصًا يشعرون بتمام الراحة بعد ست ساعات من النوم. ويوجد من يعرفون بالنائمين طويلًا، الذين يجب أن يذهبوا إلى الفراش في الساعة التاسعة مساءً حتى يستيقظوا بنشاط في الصباح.

من المُفترض ألا تؤثر عادات نوم الشخص في وظيفته اليومية، ما يعني أنه لا يواجه صعوبة في الذهاب إلى العمل، أو حضور الدروس، أو الوصول إلى المواعيد، ومتابعة المطالب الروتينية للحياة اليومية، مثل تناول الطعام والحفاظ على النظافة الشخصية، ودفع الفواتير ورعاية الأطفال أو الأشخاص المعتمدين عليه. لكن إذا حدث أي من ذلك، فعليه أن يكون قلقًا.

كيفية التعرف على الإفراط النوم:

في معظم الحالات، يحصل الأشخاص الذين يعانون النوم الزائد «فرط النوم» على تسع ساعات أو أكثر من النوم كل ليلة، لعدة أسابيع، وحتى بعد ذلك يشعرون بالتعب وعدم الراحة بعد الاستيقاظ.

تشير الدكتورة دريروب: «التجربة الشائعة مع الإفراط في النوم، هي أنه كلما نمنا أكثر، زادت حالتنا سوءًا».

بعض العلامات المحتملة للنوم الزائد:

  1.  مواصلة النوم رغم صوت المنبه.
  2.  الاستيقاظ على صوت المنبه ثم إطفائه والعودة إلى النوم.
  3.  الاستيقاظ لكن لا يستطيع الشخص مغادرة السرير.
  4.  الاستيقاظ في معظم الأيام مع صداع. «عرض محتمل لانقطاع التنفس في أثناء النوم».
  5.  الشعور بالنعاس دائمًا بصرف النظر عن عدد ساعات النوم.
  6.  عدم الشعور بالانتعاش أبدًا.

إذا استمرت هذه السلوكيات 6-8 أسابيع، يُنصح باستشارة الطبيب.

الأسباب الشائعة للإفراط في النوم:

الإفراط في النوم بتكرار عرض، لا اضطراب في حد ذاته. لذلك، تحديد السبب الأساسي جزء مهم من الحصول على علاج فعّال.

وفقًا للدكتورة دريروب، المسبب الرئيسي قد يكون إحدى حالتين:

أولًا: اضطراب انقطاع التنفس في أثناء النوم غير المُعالج:

اضطراب يجعل الشخص يتوقف عن التنفس في أثناء النوم. عندما يحدث ذلك، يحاول الدماغ حمايته بإيقاظه بما يكفي للتنفس. لكن الاستيقاظ المستمر «قد يستيقظ الأشخاص الذين يعانون انقطاع التنفس الشديد أكثر من 30 مرة في الساعة» يمنع النوم الصحي والمريح.

تشمل علامات انقطاع التنفس في أثناء النوم النعاس خلال النهار، والصداع الصباحي، والإرهاق عند الاستيقاظ.

تقول الدكتورة دريروب: «تسبب هذه الحالة انقطاع النوم واضطرابه، وحتى عندما ينام الأشخاص الذين يعانون انقطاع التنفس في أثناء النوم فترةً أطول، لا يشعرون بتحسن لأن الاضطراب مازال مستمرًا».

من السهل نسبيًا تشخيص انقطاع التنفس في أثناء النوم وإدارته بمساعدة مقدم الرعاية الصحية أو الخبير في علم النوم.

ثانيًا: اضطراب الاكتئاب الكبير:

هو اضطراب مزاجي يسبب مشاعر دائمة من الحزن، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع الشخص بها، واضطرابات في التفكير والذاكرة والأكل والنوم.

تشرح الدكتورة دريروب: «قد ينام الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب كثيرًا لأنهم ببساطة لا يشعرون بقدرتهم على مواجهة اليوم، يوجد إحساس بأن البقاء نائمًا هو نوع من الهروب، أو وسيلة لتجنب مواجهة الحياة».

يعاني نحو 15% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب من الإفراط في النوم. لحسن الحظ، يمكن تشخيص الاكتئاب وعلاجه. مع العلاج الفعّال، تمكن عادة إدارة الأعراض، متضمنةً الإفراط في النوم.

الحالات الأخرى التي قد ترتبط بالنوم الزائد:

  •  اضطراب التغفيق «الناركولبسي».
  •  الألم المزمن.
  •  فرط نشاط الغدة الدرقية «الدرقية الكسول».
  •  بعض الأدوية.
  •  اضطرابات استخدام المواد.

قد يصعب أحيانًا التمييز بين السبب والتأثير، تشير الدكتورة دريروب: «معظم الارتباطات تكون ذات اتجاهين، وهذا يعني أن التأثيرات قد تكون ذهابًا وإيابًا. مثلًا، قد يسبب الاكتئاب النوم الزائد، والنوم الزائد قد يزيد الاكتئاب سوءًا. وكذلك الأمر بالنسبة إلى العلاقة بين الألم المزمن والنوم الزائد».

كيف يعالج الإفراط في النوم؟

نظرًا إلى أن العلاج السليم للإفراط في النوم يعتمد على معرفة السبب، يجب أن تكون المحطة الأولى للشخص عند طبيب الأسرة أو مقدم الرعاية الأولية.

تنصح الدكتورة دريروب: «إذا أُبلغ عن أن شخص يشخر ويستيقظ بانقطاع التنفس، سيهتم الطبيب باستبعاد انقطاع التنفس في أثناء النوم، أما إذا أُبلغ عن أن أحدهم ببساطة لا يشعر بأنه قادر على التقلب عن السرير، لأنه لا يرغب في مواجهة اليوم أو ليس لديه شيء يتطلع إليه، فقد يقترح إجراء فحص للاكتئاب».

قد يُحال الشخص إلى عيادة طب النوم للتقييم الأدق. من ثم يمكن توقع ما يلي:

  •  موعد مع اختصاصي طب النوم لمراجعة تاريخ نومه وأنماط النوم والأعراض.
  •  إجراء دراسة النوم، سواء في مختبر طب النوم أو في منزله، اعتمادًا على الظروف.
  •  بعد دراسة النوم، سيراجع الطبيب البيانات، لتحديد ما إذا كان يعاني من حالة طبية وتشخيصها.
  •  يتصل الطبيب بالحالة ويقدم توصيات بشأن الخطوات التالية، متضمنةً خيارات العلاج.

نصائح لتجنب الإفراط في النوم:

وقثًا لدريروب توجد عدة خطوات يمكن اتخاذها لإدارة الأعراض في المنزل:

  1.  تحديد وقت استيقاظ ثابت والالتزام به. تقول الدكتورة دريروب: «الجسم في حالة سكون يرغب في البقاء في حالة سكون. لكن ساعة إضافية أو ساعتين من النوم لن تُشعرك بتحسن. لذا، يجب تحديد وقت ثابت للاستيقاظ والنهوض من الفراش».
  2.  وضع المنبه في الجانب الآخر من الغرفة. عندها ستضطر للنهوض من الفراش.
  3.  الحصول على سبب لمغادرة السرير. مثل موعد صباحي أو موعد إفطار مع صديق يوفر الحافز للنهوض.
  4.  فور النهوض، لا بد من الذهاب مباشرة إلى الحمام، لغسل الوجه وتفريش الأسنان. تقول الدكتورة دريروب: «بذلك، يجد الشخص نفسه مستيقظًا بما يكفي للمواصلة».
  5.  ترتيب الفراش بعد الاستيقاظ. تحذر الدكتورة دريروب: «الاستلقاء في السرير ومشاهدة البرامج الصباحية والانزلاق في النوم مجددًا لن يُشعرك بالراحة أكثر، إذا لم يكن من السهل العودة إلى السرير، ربما سنختار أن نبقى مستيقظين».
  6.  محاولة ممارسة نشاط بدني فور الاستيقاظ.
  7.  التفكير في ممارسة التمارين في الهواء الطلق. التعرض للضوء في الصباح قد يكون مفيدًا جدًا لزيادة اليقظة، وقد يساعد على مكافحة بعض آثار الرغبة في العودة إلى النوم. جرب الانطلاق في نزهة صباحية.
  8.  الاستفادة من مساعدة أحد أفراد العائلة أو شركاء السكن. قد يكون الأشخاص الذين نعيش معهم مترددين من إيقاظنا، لكن فكر في طلب مساعدتهم. بوسعك أن تطلب من شريك السكن أن يكون جزءًا من فريقك المحفز.
  9.  التفكير في تناول كوب من القهوة. بالنسبة إلى البعض، قد يكون استخدام الكافيين مفيدًا، ما دامت حالتنا الصحية تسمح بذلك، قد يكون كوب القهوة الصباحي وسيلة محفزة لبدء اليوم.

اقرأ أيضًا:

هل تعوّض القهوة أو القيلولة الحرمان من النوم؟

يمكن للوحدة أن تحرم كبار السن من النوم

ترجمة: عقيل الحسن

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر