بالنسبة لنا بوصفنا مستخدمين شرهين للحواسيب فإن أسوأ كابوس قد يواجهنا هو أن يتعرض الحاسوب لهجوم من أحد البرمجيات الضارة، عندها سنفكر فورًا بأفضل الطرق لإزالته. وقد تسبب الفيروسات أضرارًا جسيمة لكن قد نتمكن من إزالة هذه الأضرار باستخدام مجموعة من الأدوات المفيدة.

نستخدم مصطلح البرامج الخبيثة (malware) للإشارة إلى جميع أنواع البرمجيات الضارة، سواء أكانت فيروسات أو برامج فدية (ransomware) أو برامج إعلانية أو أي شيء آخر. ولكل من هذه التهديدات تعريفه الخاص، لكن غالبًا ما تُستخدم هذه المصطلحات بعمومية وقد تعني أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين. لذلك وللتبسيط، عندما نقول برمجيات ضارة فإننا نعني كل ما لا ترغب بوجوده على الحاسوب، من الفيروسات التي قد تحذف الملفات أو البرامج الإعلانية التي تتبع تصفح الويب أو غيرها.

مع وجود الكثير من أنواع البرمجيات الضارة واختلاف طرق الحماية اللازمة، لا نستطيع تغطية كل سيناريو، لكن نستطيع تقديم بعض النصائح العامة لإزالة البرمجيات الضارة.

حدد المشكلة أولًا

قد تتلقى رسالة تهديد عندما يهاجمك أحد البرمجيات الضارة، لكن قد لا يحدث ذلك أحيانًا، وعندها قد تلاحظ بعض العلامات مثل بطء الحاسوب غير المعهود، وظهور الكثير من النوافذ المنبثقة في متصفح الويب، وتوقف بعض التطبيقات.

تتمتع معظم الأجهزة بنوع من الحماية الأمنية من الفيروسات، سنجد على الأقل أداة Windows Defender المُضمّنة في أنظمة ويندوز 10 و11.

لا يحتاج نظام ماكنتوش لبرامج الأمان الإضافية، ذلك لأن دفاعاته المدمجة فعّالة جدًا، لكن هذا لا يمنع أن تخترق بعض البرمجيات الضارة الذكية هذه الدفاعات.

إذا كان لديك بالفعل أداة أمان مثبتة فتأكد من تحديثها باستمرار، ثم أجرِ فحصًا شاملًا للنظام عندما تشك في تعرضه للإصابة، عادةً ما يتضمن النظام نفسه إرشادات حول ذلك. وتلك دائمًا الخطوة الأولى للتخلص من البرامج غير المرغوب فيها.

قد يكتشف برنامج الأمان المثبت لديك المشكلة، ويزيل البرمجيات الضارة بفعالية من تلقاء نفسه، وتستطيع في هذه الحالة تستطيع متابعة استخدام حاسوبك دون مشكلات.

لكن لسوء الحظ، إذا كان برنامج مكافحة الفيروسات الذي تستخدمه لا يستطيع العثور على المشكلة أو التعامل معها، فلديك بعض الخطوات الإضافية التي عليك القيام بها.

كيف تتعامل مع التهديدات؟

إذا ظهرت بعض المشكلات في حاسوبك، مثل رسالة تحتوي رمز خطأ معين أو تنبيهًا يتضمن طلب فدية، فأجرِ بحثًا على الويب للحصول على مزيد من المعلومات. إذا أدّت المشكلة إلى توقف الجهاز بالكامل أو حدوث مشكلات في متصفح الويب فيجب عليك البحث عن إجابات باستخدام هاتفك أو حاسوب آخر.

قد يبدو في هذا الطلب تجنبًا للمسؤولية، لكن غالبًا ما تكون هذه هي أفضل طريقة للتعامل مع أكبر التهديدات وأحدثها.

لإزالة البرمجيات الضارة التي تجاوزت وسائل الحماية من الفيروسات المضمنة في الحاسوب، ستحتاج على الأرجح إلى اتباع إرشادات محددة، وإلاّ فقد تجعل الوضع أسوأ عن غير قصد.

وما إن تظهر تهديدات جديدة، تسارع شركات الأمن إلى نشر الإصلاحات والأدوات، ما يعني أنه من المهم البقاء على اتصال بأحدث أخبار التكنولوجيا فور إعلانها.

إذا كان برنامج مكافحة الفيروسات لا يجدي نفعًا، فتحقق عبر الإنترنت لمعرفة ما إذا كانت الشركات قد أصدرت أدوات إصلاح مخصصةً تستطيع استخدامها للتعامل مع المشكلة.

أخيرًا، بناءً على ما يخبرك به البحث وبرنامج مكافحة الفيروسات، فكّر في فصل الحاسوب الخاص بك عن الإنترنت لمنع انتشار المشكلة أو إيقاف تشغيل جهازك تمامًا لتجنب تلف الملفات.

جرّب بعض الأدوات المتخصصة التي تزيل البرمجيات الضارة المستعصية

ولكن بعد استمرار المشكلة بعد فحص الحاسوب بحثًا عن البرمجيات الضارة باستخدام برنامج الأمان المُضمنة، أو إجراء بعض الأبحاث حول المشكلة وتكون غير نافعة، عندها تستطيع البحث عن البرامج المخصصة لمواجهة البرمجيات الضارة عبر الإنترنت. فبالوسع تثبيت هذه البرامج بسهولة لتكون مفيدةً ومساعدةً إلى جانب تطبيقات مكافحة البرمجيات الضارة الموجودة أساسًا.

تشمل الأدوات (Microsoft Safety Scanner) و (Spybot Search and Destroy) و (Bitdefender Virus Scanner) الذي يُستخدم مع نظام ماكنتوش، و (Kaspersky Security Scan) و (Avira PC Cleaner) و (Malwarebytes) وغيرها. وبالوسع استخدامها للحصول على دعم إضافي، لأن هذه الأدوات تتحرى عن الخلل بدقة وتصلحه، وتساعد أدوات الأمان الحالية.

سبب آخر لاستخدام هذه الأدوات الإضافية هو أن بعض البرمجيات الضارة قد تمنع أدوات الأمان المعتادة من العمل بطريقة صحيحة، بل قد تؤدي أحيانًا إلى حظر الوصول إلى الويب. في هذه الحالة، يجب استخدام حاسوب آخر لتنزيل أحد هذه الأدوات على USB ثم نقل البرنامج إلى الجهاز المصاب.

تستطيع جميع التطبيقات المذكورة أعلاه إجراء فحص شامل للحاسوب وإزالة أية برمجيات ضارة تعثر عليها. وللتأكد من ذلك، تستطيع دائمًا إجراء عمليات مسح باستخدام أدوات مختلفة.

إذا أُصيب الحاسوب فمن المرجح أن تكون هذه التطبيقات قادرةً على اكتشاف المشكلة والتعامل معها، أو على الأقل إعطاء المزيد من الإرشادات.

إذا لم تُظهر أدوات الأمان المضمنة أية مشكلات، إلى جانب الأدوات الإضافية، فعلى الأغلب يُعد الحاسوب في وضع جيد. لأن هذا يعني أن أية أخطاء أو أعطال قد تُسببها عوامل أخرى، مثل تثبيت بعض التحديثات بشكل سيء أو مشكلات في القرص الصلب.

حذف التطبيقات وإعادة ضبط النظام

بعد أن تستنفذ كافة الحلول باستخدام برامج الأمان، سيتبقى لديك خياران تستطيع اللجوء إليهما.

الأول: هو البحث في التطبيقات المثبتة والإضافات الخاصة بالمتصفح، وإلغاء تثبيت أي شيء لا تعرفه أو لا تحتاج إليه. وتكمن المشكلة في هذه الطريقة في أنك قد تحذف خطأً جزءًا من البرنامج يتبين أنه ضروري. لذلك إذا أردت هذا الإجراء فعليك أولًا البحث جيدًا عبر الإنترنت لمعرفة ما إذا كانت هذه التطبيقات والإضافات موثوقةً أم لا.

الخيار الآخر: هو الأكثر تشددًا لكنه فعّال جدًا، ألا وهو إعادة ضبط الحاسوب، وذلك يعني إزالة النظام القديم وإعادة تثبيت نظام التشغيل، والبدء مرةً أخرى من نقطة الصفر.

ومع إن هذا سيؤدي إلى حذف جميع ملفاتك الشخصية، لكنه سيزيل البرمجيات الضارة والبرامج الأخرى غير المرغوب فيها في الوقت نفسه.

وقبل اتخاذ هذه الخطوة، تأكّد من الاحتفاظ بنسخة احتياطية من جميع ملفاتك ومجلداتك المهمة في مكان آخر، وتأكد من أنك ستتمكن من تنزيل جميع التطبيقات مرة أخرى.

عملية تثبيت نظام التشغيل وإعادة الحاسوب إلى حالته الأساسية باتت أسهل بكثير مما كانت عليه سابقًا. إذ يوجد دليل خاص لإعادة تثبيت نظامَي التشغيل ويندوز 10 و11، وإرشادات من شركة آبل لنظام التشغيل ماكنتوش، وتستطيع العثور على الكثير من المعلومات الإضافية عبر الإنترنت.

هل هذا يكفي؟

بعد استخدام كافة طرق الإزالة المخصصة، وبرامج الأمان الافتراضية والبرامج المتخصصة، وإعادة تعيين النظام إذا لزم الأمر، إذا بقيت أية برمجيات ضارة على جهازك، فقد حان الوقت لاستدعاء الخبراء من متخصصي إصلاح تكنولوجيا المعلومات.

كيف تمنع هذه المشكلات في المستقبل؟

إن الحماية الوقائية للحاسوب من البرمجيات الضارة ليست مجموعة من التعليمات قد نتبعها وينتهي الأمر، لكن إليك ملخصًا سريعًا للأساسيات:

  •  كن حذرًا مع الروابط والمرفقات التي تفتحها والملفات الموجودة على الحاسوب.
  •  تذكر أن معظم الفيروسات والبرمجيات الضارة ستصل إلى الحاسوب من خلال بريدك الإلكتروني أو متصفح الويب، لذا فكّر جيدًا وتوخى الحذر بشأن ما تنقر عليه وما تحمّله.
  •  يجب أيضًا الحرص على الحفاظ على أمان حساباتك عبر الإنترنت.
  •  ثبّت أداة أمان قوية تستطيع الوثوق بها.
  •  بالنسبة لنظامَي التشغيل ويندوز 10 و11، يعد برنامج Windows Defender المدمج أداةً فعّالةً لمكافحة الفيروسات حتى دون إضافة أي شيء آخر. وبالوسع تعزيز دفاعات الجهاز بالدفع مقابل برامج إضافية، مثل مضادات الفيروسات نورتون وأفاست وغيرها الكثير.
  •  مع إن عدد البرامج المشبوهة التي تستهدف أجهزة آبل في ازدياد، فهي ما تزال أكثر أمانًا من أجهزة ويندوز. لأن الإجماع العام هو أن أنظمة ماكنتوش آمنة في الغالب، بشرط أن تثبت البرامج حصرًا من مخزن البرامج الخاص بالشركة App Store، وتتوخى الحذر الدائم. هذا يعني أن تتجنب تتبع الروابط المشبوهة أو توصيل محركات أقراص USB غريبة وجدتها ملقاةً في الشارع.
  •  أخيرًا، تأكّد من تحديث برنامجك دائمًا. ستتحدث معظم المتصفحات وأنظمة التشغيل تلقائيًا، لكن تستطيع التحقق من وجود تحديثات معلقة على نظام التشغيل ويندوز 10 من خلال فتح الإعدادات والنقر فوق التحديث والأمان (في ويندوز 11، يكون ضمن الإعدادات ومن ثم Windows Update).
  •  إذا كان لديك حاسوب يعمل بنظام ماكنتوش، فما عليك سوى فتح متجر التطبيقات والانتقال إلى علامة التبويب (التحديثات) لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء متاح لم تُنزله بعد.

من الصعب تقديم إرشادات محددة لكل نظام وكل مستخدم، ولكن يجب أن تتذكر دائمًا أنه من الصعب ضمان الحماية الفعّالة بنسبة 100%. ابقَ دائمًا على أهبة الاستعداد.

اقرأ أيضًا:

بطاريات المستقبل: بطارية أيونات الأكسجين التي قد تكون بديلة لبطارية أيونات الليثيوم

ثغرة أمنية في إحدى إضافات ووردبريس تمنح التحكم الكامل في ملايين المواقع

ترجمة: أحمد عضيم

تدقيق: منال توفيق الضللي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر