يعاني بعض الأشخاص من حالات تمنع الحيوانات المنوية والبويضة من الانتقال عبر قناة فالوب. قناة فالوب هي المكان الذي يتم فيه الإخصاب والمراحل الأولى من انقسام الخلايا. فيما يلي بعض الإجراءات الإنجابية المساعدة. وسنتحدث بالتفصيل عن عملية نقل البويضة الملقحة داخل قناة فالوب، الأقل استخدامًا مقارنةً بنقل الأمشاج والتلقيح الصناعي، لكنها قد تحسن فرص الحمل. الخطوة الأولى قبل كل هذه العلاجات هي تحفيز المبايض دوائيًا لإنتاج عدة بويضات ناضجة.

نقل الأمشاج داخل قناة فالوب:

أولًا تُجمع عدة بويضات من مبايض المرأة، التي ستُستخدم بعد ذلك في عملية نقل الأمشاج داخل قناة فالوب. توضع البويضات في أنبوب مرن رفيع –قثطرة- مع الحيوانات المنوية المراد استخدامها. ثم تُحقن الأمشاج -البويضات والحيوانات المنوية- في قناة فالوب باستخدام إجراء جراحي يسمى تنظير البطن. يستخدم الطبيب التخدير الكُلي.

نقل البويضة الملقحة داخل قناة فالوب:

يشبه نقل البويضة الملقحة نقل الأمشاج داخل قناة فالوب، لكن يتم الإخصاب في المختبر. تُحفز البويضات أولًا ثم تُجمع باستخدام طرق التلقيح الاصطناعي. تُخلط البويضات بالحيوانات المنوية في المختبر، ثم تُعاد البويضات الملقحة إلى قناة فالوب بواسطة الجراحة بالمنظار، لتنتقل بعد ذلك إلى الرحم. هدف هذا الإجراء زرع البويضة الملقحة في الرحم حتى تتطور إلى جنين.

يجب أن تمتلك المرأة قناة فالوب واحدة سليمة على الأقل كي تنجح عملية نقل البويضة الملقحة داخل قناة فالوب، حيث يستطيع الطبيب زرع البويضة الملقحة. تستغرق عملية نقل البويضة الملقحة داخل قناة فالوب نحو 4 أسابيع، يشمل ذلك الفترة التي تخضع فيها المريضة للعلاج الهرموني، لتحفيز المبيض باستخدام أدوية الخصوبة مثل «كلوميد»، لإنتاج عدة بويضات ناضجة. يزيد العقار كمية الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر في الأنثى، وهما هرمونان ضروريان لنضج البويضات. وقد يحقن الطبيب المريضة بجرعات إضافية من الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر وريديًا، لزيادة فعالية دواء كلوميد الفموي.

يستخرج الطبيب البويضات من خلال إجراء غير جراحي يُسمى استعادة البويضات عبر المهبل، وذلك بعد أن يساعد العلاج الهرموني على إنتاج العديد من البويضات الناضجة، وهي نفس التقنية المستخدمة مع التلقيح الاصطناعي ونقل البويضات إلى داخل القناة. يستخرج الطبيب البويضات عبر المهبل بإدخال إبرة رفيعة موجهة بواسطة الموجات فوق الصوتية عبر جدار المهبل، تدخل المبيضين لاستخراج عدة بويضات ناضجة. ثم يحصل الطبيب على الحيوانات المنوية من الذكر قبل الزراعة بفترة وجيزة.

يسمح الطبيب للحيوانات المنوية بتخصيب البويضة معمليًا في طبق بتري، يحدث التخصيب طبيعيًا أو بواسطة الحقن المجهري. إذا وُجدت مشكلة في خصوبة الذكر، مثل انخفاض عدد الحيوانات المنوية، أو زيادة نسبة الحيوانات المنوية المشوهة، أو انخفاض حركية الحيوانات المنوية، يُفضل حقن الحيوانات المنوية بعملية الحقن المجهري بالتزامن مع نقل البويضة الملقحة داخل القناة. يحقن الطبيب الحيوانات المنوية مباشرةً في البويضة في طبق بتري خلال الحقن المجهري لزيادة فرص الإخصاب. تختلف الدراسات بخصوص كون حقن الحيوانات المنوية مباشرةً في البويضة يزيد من فرص حدوث عيوب خلقية لدى الطفل، لكن هذه الاحتمالات منخفضة جدًا وغير محددة بدقة.

يراقب الطبيب البويضات المخصبة مدة 24 ساعة تقريبًا بعد الإخصاب في المختبر حتى يبدأ انقسام الخلية. يزرع الطبيب البويضة الملقحة داخل قناة فالوب. يختلف ذلك عن التلقيح الاصطناعي حيث ينتظر الطبيب حتى تنقسم البويضة الملقحة إلى 8 خلايا قبل زرعها في الرحم. يعتمد المكان الذي يزرع فيه الطبيب الجنين النامي على مرحلة تطور الجنين، بحيث يتتبع الجنين مساره الطبيعي بعد ذلك.

في عملية نقل البويضة الملقحة، يضع الطبيب 1-4 خلايا ملقحة في قناة فالوب باستخدام تقنية جراحية تسمى تنظير البطن، وهي عملية جراحية تستخدم شقًا صغيرًا في البطن، على عكس التلقيح الاصطناعي، حيث يضع الطبيب الجنين المكون من 8 خلايا في الرحم بالدخول عبر عنق الرحم. بعد نقل البويضة المخصبة داخل قناة فالوب تنتقل البويضة إلى أسفل قناة فالوب بهدف زرعها في جدار الرحم. تقارب فرصة المرأة الشابة السليمة لانغراز البويضة الملقحة في جدار الرحم -ومن ثم وقوع الحمل- نسبة 32-36٪. يعتمد عدد البويضات الملقحة التي يضعها الطبيب في قناة فالوب على عمر المريضة وخياراتها. كلما تقدمت المرأة في العمر، صعب حدوث الحمل، وعلى هذا يفضل الطبيب زرع المزيد من البويضات الملقحة لزيادة فرصة تكوّن الجنين في الرحم وولادة طفل معافى.

تزداد فرص حدوث حمل خارج الرحم -تُزرع البويضة الملقحة في أي مكان آخر سوى داخل الرحم- مع نقل الأمشاج أو البويضة الملقحة داخل قناة فالوب. مع أن احتمالية حدوث الحمل بنقل البويضة الملقحة داخل قناة فالوب قريبة من احتمال حدوث التلقيح الاصطناعي، فإنها تشكل 1٪ فقط أو أقل من كل الإجراءات الإنجابية المساعدة المستخدمة حاليًا في الولايات المتحدة. يقل اختيار نقل البويضة الملقحة داخل قناة فالوب بسبب الجراحة الغازية لتنظير البطن المستخدمة في نقل البويضات وارتفاع تكلفتها مقارنةً بالتلقيح الاصطناعي، الذي -نظرًا إلى شعبيته- قد اجتذب المزيد من الأبحاث وأدى إلى معدلات نجاح أعلى لكل من عمليات الإخصاب وولادات أطفال حية.

ظهرت فكرة نقل البويضة المخصبة داخل قناة فالوب بعد تقنية التلقيح الاصطناعي ونقل الأمشاج داخل قناة فالوب، طريقةً أخرى للمساعدة على حدوث الحمل. يولد حاليًا ما يقرب من 250-280 طفلًا كل عام في الولايات المتحدة نتيجة نقل البويضة المخصبة داخل قناة فالوب، مقارنةً بـ 40,000 طفل يولدون من سائر تقنيات الإنجاب المساعدة.

اقرأ أيضًا:

البويضة الملقحة (المخصبة أو الزيجوت): مراحل تشكلها ونموها

البويضة البشرية تفضل نوعًا محددًا من النطاف!

ترجمة: منار سعيد حلمي

تدقيق: أميمة الغراري

المصدر