يحدث التشوه الشرياني الوريدي (AVMs) عندما تتشكل مجموعة من الأوعية الدموية في جسدك بطريقة غير طبيعية. في هذه التشوهات، ترتبط الشرايين والأوردة بنحو غير طبيعي، وتشكّل اتصالات مباشرة فيما بينها، متجاوزةً الأنسجة الطبيعية. ويحدث عادةً قبل الولادة أو بعدها بفترة وجيزة.

معظم الأشخاص المصابين بالتشوه الشرياني الوريدي لا يعانون أعراضًا بدائية أو مشكلات، بل يُكتشف المرض عندما يعالج مقدمو الرعاية الصحية حالة صحية أخرى مشابهة. أحيانًا، يُعرف المرض عندما تتمزّق أحد الأوعية الدموية في التشوّه الشرياني الوريدي. وأحيانًا أخرى، يُعثر عليه بعد الوفاة في أثناء تشريح الجثة.

حقائق

إن لم تظهر أعراض الإصابة بالتشوه الشرياني الوريدي قبل بلوغ 50 عامًا، فربمّا لن تظهر أبدًا. تقريبًا 12% من الأشخاص المصابين بالتشوه الشرياني الوريدي تظهر لديهم بعض الأعراض.

لا أحد يعلم لماذا يتشكل التشوه الشرياني الوريدي. يعتقد الخبراء أن خطر الإصابة به ربما يكون وراثيًا، ويمكن للتشوه الشرياني الوريدي أن يتشكل في أي مكان في الجسم. يدعى التشوه الشرياني الوريدي المتشكل في الدماغ أو بالقرب من الحبل الشوكي بالتشوه الشرياني الوريدي العصبي. ومن المرجح أن تكون له آثار طويلة الأمد.

يسبب التشوه نزيفًا لا يمكن السيطرة عليه عند أقل من 4% من الأشخاص، ويمكن أن تكون له آثار جانبية خطيرة وحتى قاتلة. وتحدث الوفاة نتيجةً مباشرة للتشوه الشرياني الوريدي عند نحو 1% من الأشخاص المصابين به.

أحيانًا، يقلل التشوه الشرياني الوريدي من كمية الأكسجين الواصلة إلى الدماغ والحبل الشوكي ويسمى هذا تأثير السرقة، ويعني أن الدم مسروق من حيث يجب أن يتدفق. يؤدي التشوه الشرياني الوريدي إلى الضغط على الأنسجة المحيطية. ويمكن حدوث السرقة في مكان آخر من الجسم، مثل اليدين أو القدمين، لكنها لا تكون واضحة.

يحدث التشوه عندما تتشكل الشرايين والأوردة بنحو غير طبيعي في منطقة من الجسم.

عادةً، تنقل الشرايين الدم المحمّل بالأكسجين والمواد المغذية من القلب إلى الجسم عبر أوعية صغيرة جدًا تسمى الشعيرات الدموية. ينتقل الدم إلى أنسجة الجسم من طريق هذه الأوعية الصغيرة، ثم يغادر الدم الأنسجة عبر الشعيرات الدموية، ويصب في الأوردة التي تعيد الدم إلى القلب.

تقلل الشعيرات الدموية من سرعة جريان الدم الأمر الذي يسمح للدم بتوصيل الأكسجين والمواد المغذية إلى الأنسجة.

لا يوجد في التشوه الشرياني الوريدي شعيرات دموية، لذلك لا تقل سرعة جريان الدم ولا تتزوّد أنسجة الجسم بالأكسجين الكافي. بدلًا من ذلك، ينتقل الدم المتدفق بسرعة كبيرة مباشرة من الشريان إلى الوريد. ونادرًا، إذا حصل تدفق دموي عالي عبر التشوه الشرياني الوريدي، فإنه سيسبب ضغطًا كبيرًا على عمل القلب، ما يؤدي إلى قصوره.

على الرغم من وجوده منذ الولادة، يُشخّص التشوه الشرياني الوريدي بعد الولادة مباشرة أو في وقت لاحق من الحياة، اعتمادًا على حجمه وموقعه. ويصبح واضحًا بعد حادث أو خلال فترة البلوغ.

أعراض التشوه الشرياني الوريدي

تعتمد أعراض التشوه على مكان وجود التشوه، وتكبر التشوهات الشريانية الوريدية مع نمو الشخص خلال فترة البلوغ أو خلال الحمل أو صدمة أو إصابة.

يتعرّض المُصاب بالتشوه الشرياني الوريدي للألم والإصابة بالقروح والنزيف، وإذا كان التشوه كبيرًا، فهو معرض للإصابة بقصور قلب.

تشمل الأعراض الجسدية:

  •  طنين.
  •  صداع (ما زال نوع الصداع غير محدد).
  •  آلام الظهر.
  •  نوبات.
  •  فقدان الإحساس في جزء من الجسم.
  •  ضعف العضلات.
  •  تغيّرات في الرؤية.
  •  شلل في الوجه.
  •  تدلي الجفون.
  •  مشكلات في التحدث.
  •  تغيّرات في حاسة الشم.
  •  مشكلات في الحركة.
  •  دوخة.
  •  فقدان الوعي.
  •  نزيف.
  •  ألم.
  • ازرقاق في الأصابع.

تشمل مضاعفات التشوه الشرياني الوريدي:

  •  سكتة دماغية.
  •  خدر في جزء من الجسم.
  •  مشكلات في الكلام أو الحركة.
  • تأخر نمو عند الأطفال.
  •  استسقاء الرأس (تراكم السائل النخاعي في الدماغ).
  •  انخفاض في جودة الحياة.
  •  خطر ضئيل للوفاة بسبب النزف.

متى تتصل بمقدّم الرعاية الصحيّة؟

إذا لوحظت أعراض، مثل النوبة أو التنميل أو القيء أو الضعف الجسدي، يجب الاتصال فورًا بالطوارئ للحصول على المساعدة. ومع ذلك، يجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية عندما يُشتبه بوجود تشوه شرياني وريدي، حتى مع عدم وجود أعراض واضحة.

التشخيص

يُشخّص العديد من الأطباء التشوهات الشريانية الوريدية من طريق مراجعة تاريخ المريض الطبي وفحص المنطقة المصابة. عامةً، لا يعد التشوه الشرياني الوريدي مرضًا وراثيًا.

أحيانًا، يُشخّص التشوه الشرياني الوريدي خطأً على أنه ورم وعائي طفلي (IH)، ولكن الورم الوعائي الطفلي ينمو فقط خلال فترة الطفولة.

وأحيانًا، يُشخّص خطأً على أنه تشوّه شعري (CMs)، ما يسمى عادةً وحمة بورت واين. الفرق أن الدم في التشوه الشرياني الوريدي سريع التدفق في الأوعية الدموية الكبيرة تحت الجلد، أما في التشوهات الشعرية يتدفق الدم في الأوعية الدموية الصغيرة، وتوجد في الطبقات العليا من الجلد فقط.

يُجرى التشخيص النهائي بناءً على اختبارات التصوير التي تُظهر مناطق تدفق الدم. وغالبًا يكون الفحص بالموجات فوق الصوتية أول اختبار يُطلب عند الشك بالإصابة بالتشوه الشرياني الوريدي. إذ تُستخدم الموجات فوق الصوتية لإجراء صورة للأوعية الدموية والأنسجة تحت الجلد، وتُستخدم أيضًا لقياس سرعة تدفق الدم، ما يساعد الأطباء على تشخيص التشوه.

تعد الموجات فوق الصوتية طريقة تشخيص جيدة للأطفال، لأنها لا تتطلب تخدير الطفل، وهي غير مؤلمة أيضًا.

يُعطي التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) صورة مفصلة أكثر لحجم وموقع التشوه الشرياني الوريدي داخل الجسم. ويُظهر أيضًا الأعصاب القريبة من التشوه، التي قد تتأثر بالعلاج.

يُظهر التصوير المقطعي المحوسب (CT) إن كان التشوه الشرياني الوريدي يؤثر في العظام. وهو يشبه التصوير بالرنين المغناطيسي، لكنه يستخدم الأشعة السينية X-rays عوضًا عن المجالات المغناطيسية.

قد يُطلب تخطيط للأوعية لإعطاء صورة مفصّلة للأوعية الدموية. يُجرى التخطيط تحت تأثير التخدير العام. ويُستخدم لتشخيص ورسم خريطة للأوعية الدموية، وتستخدم أيضًا في أثناء علاج التشوه الشرياني الوريدي.

العلاج

تعد التشوهات الشريانية الوريدية حميدة، يُركز العلاج على السيطرة على الأعراض وتحسين حياة المريض. لا توجد أدوية حتى الآن ثبتت فعاليتها في علاج التشوّه الشرياني الوريدي.

نظرًا لأن التشوه الشرياني الوريدي يكبر بمرور الوقت، حالما يتسبب بمشكلات سيبدأ الأطباء بالعلاج. إذا كان التشوه في منطقة حساسة أو خطرة، فقد يناقش الأطباء العلاج بسرعة بدلًا من الانتظار. يُعالج العديد من المرضى عندما يكونون أطفالًا أو مراهقين.

يعد الانصمام الوعائي والعلاج بالتصليب أكثر علاجات التشوّه الشرياني الوريدي شيوعًا.

لا يشفي الانصمام الوعائي والعلاج بالتصليب التشوه الشرياني الوريدي، بل يُستخدمان للسيطرة على الأعراض وجعل التشوّه أصغر. بمرور الوقت، ربما يكبر التشوه من جديد لذلك يتلّقى معظم المرضى العلاج عدة مرات طوال حياتهم. الهدف هو الحد من الأعراض قدر الإمكان.

أحيانًا، يُعالج التشوّه الشرياني الوريدي بالانصمام والتصليب معًا للحصول على نتيجة أفضل.

التحضير للعلاج

عادةً، في أثناء العلاج يكون المريض تحت تأثير التخدير العام. ويمكن لبعض المرضى العودة إلى المنزل في يوم انتهاء العلاج، وبعضهم يبقون في المستشفى ليلة واحدة أو أكثر.

غالبًا ما توجد حاجة إلى علاجات متعددة، وعادةً ما تكون متباعدة نحو 6 أسابيع أو أكثر. بعد العلاج، ربما يكون هناك تورّم أو تهيّج في الجلد وكدمات في الموقع المعالج.

بالنسبة إلى بعض أنواع التشوه الشرياني الوريدي، تعد الجراحة خيارًا متاحًا، ويعد النزف الدموي الشديد خطرًا في أثناء الجراحة. أحيانًا، يُجرى الانصمام الوعائي أو المعالجة بالتصليب قبل الجراحة لتقليل مخاطر النزف. يجب إجراء الجراحة فقط من قبل الجراحين ذوي الخبرة في علاج هذه الحالة المعقدة.

الوقاية من التشوه الشرياني الوريدي

تحدث التشوهات الشريانية الوعائية قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة، ولأن سببها غير معروف لا يمكن منعها. وأفضل طريقة للوقاية هي المقاربة المثلى للأعراض المذكورة سابقًا.

اقرأ أيضًا:

التشوّه الشرياني الوريدي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

الناسور الشرياني الوريدي

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: حسين جرود

المصدر