ما هو التشوه الشرياني الوريدي (AVM)؟

هو اضطراب خلقي (موجود منذ الولادة) يتسم بشبكة متشابكة معقدة من الشرايين و الأوردة ، توجد فيها دارة قصيرة وضغط مرتفع بسبب جريان الدم الشرياني بسرعة في الأوردة. يحدث التشوه الشرياني الوريدي في الدماغ، جذع الدماغ أو النخاع الشوكي. من أكثر أعراض التشوه الشرياني شيوعًا: النزف والنوبات المرضية والصداع، بالإضافة إلى مشاكل عصبية تتمثل بـِ: الشلل وفقدان القدرة على النطق وفقدان الذاكرة أو العمى. يمكن أن تتسبب حالات النزيف الناتجة عن التشوه الشرياني الوريدي مشاكل عصبية خطيرة، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الموت. لكن العديد من الناس مصابين بالتشوه الشرياني الوريدي، ولم يسبب لهم أي مشاكل.

لماذا يتشكل التشوه الشرياني الوريدي ؟

إن السبب وراء تشكل التشوه الشرياني الوريدي ليس واضحًا، لكن يعتقد الباحثون أن هذه الأوعية المتشابكة موجودة منذ الولادة. تترافق العديد من الأمراض الجينية النادرة مع تشوهات شريانية وريدية.

هل يعتبر التشوه الشرياني الوريدي خطرًا مهددًا للحياة؟

قد يسبب التشوه الشرياني الوريدي نزيفًا داخل الدماغ وحوله، والنوبات المرضية والصداع، بالإضافة إلى مشاكل عصبية تتمثل بـِ: الشلل وفقدان القدرة على النطق وفقدان الذاكرة أو العمى. يمكن أن تتسبب حالات النزيف الناتجة عن التشوه الشرياني الوريدي مشاكل عصبية خطيرة، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الموت.

بحث:

تُجرى العديد من الدراسات الواسعة من أجل استكشاف الآليات المعقدة لتطور الدماغ الطبيعي. تؤمن المعرفة المكتسبة من هذه الدراسات الأسس المطلوبة لفهم كيفية حدوث المشاكل، مقدمةً الأمل عبر وسائل جديدة لمعالجة التشوهات الولادية والوقاية منها متضمنةً التشوهات الشريانية الوريدية.

(الناسور الجافي – Dural Fistulae) أو (التشوهات الشريانية الوريدية الجافية – Dural AVMs) أو (الوصلة الشريانية الوريدية الجافية – Dural Arteriovenous Shunts/DAVS):

تشير جميع هذه الأمراض إلى نمط نادر من الأمراض يتسم بدارة قصيرة شاذة بين الشرايين والأوردة في الأم الجافية (dura) (إحدى طبقات السحايا) التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي. بينما لا زال السبب وراء هذه الأمراض غير واضح، أصبحت الطرق التي يسبب بها المرض مشاكل للمرضى أوضح، ترتبط معظم هذه الطرق بارتفاع الضغط في أوردة الأم الجافية والأوردة الموجودة على سطح الدماغ.

قد تسبب التحويلات الشريانية الوريدية الجافية العديد من المشاكل، مثل: النزف، أو سكتات دماغية بسبب الأوردة المسدودة، أو انخفاض وحتى توقف وظائف الدماغ أو النخاع الشوكي بسبب الاحتقان الوريدي.

هل تُعتَبر الوصلات الشريانية الوريدية الجافية الدماغية خطرًا مهددًا للحياة؟

الوصلات الشريانية الوريدية الجافية تمتلك تأثيرات معقدة، تتراوح بين عدم وجود أي خطر تقريبًا إلى كونها خطر يهدد الحياة. لذلك، لا يحتاج جميع المرضى إلى علاج مكثف. تمتلك بعض الحالات صفات تجعلها معرضةً لتمزق هذه الأوعية مسببةً سكتات دماغية بمعدلات أعلى من حالات (أمهات الدم – aneurysms) الدماغية، لذلك، يجب تقييم الوصلات الشريانية الوريدية الجافية بعناية شديدة.

تمتلك الوصلات الجافية ذات الأعراض الشديدة نمطًا مميزًا لتدفق الدم، فتدفق كميات هائلة من الدم إلى أوردة صغيرة هشة على سطح الدماغ، وبالتالي قد تنفجر هذه الأوردة أو تتشكل فيها خثرة تمنع الدماغ من الحصول على كمية الدم التي يحتاجها.

الاضطرابات الوعائية النخاعية (Vascular Disorders Of The Spine):

تُعتَبر الاضطرابات الوعائية النخاعية مرضًا نادرًا يتميز بوجود دارة قصيرة شاذة بين الشرايين والأوردة داخل النخاع الشوكي أو حوله، قد تكون مشابهةً للتشوه الشرياني الوريدي، الذي يسبب مشاكل نزفية، أو مشابهة للوصلات الشريانية الوريدية الجافية التي تسبب الاحتقان مؤديةً إلى تراكم جريان الدم، وبالتالي توقف وظائف النخاع الشوكي.

أسباب التشوه الشرياني الوريدي علاج التشوه الشرياني الوريدي الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج الدماغ الأم الجافية مرور الدم الأوردة الشرايين

التشوهات الشريانية الوريدية المحيطية (Peripheral AVMs)، تشوهات الشعيرات الدموية والتشوهات الوريدية اللمفاوية (Hemangiomata & Lymphangiovenous Malformations):

تُعد هذه التشوهات غير اعتيادية، تحدث مختلف أمراض (الجملة الوعائية – peripheral vasculature) المحيطية إما في حالة وجود دارة قصيرة بين الشرايين والأوردة (التشوهات الشريانية الوريدية المحيطية)، أو عند وجود تشوه في الأوردة أو الأوعية اللمفاوية، بسبب تجمع الدم أو اللمف (تشوهات الشعيرات الدموية والتشوهات الوريدية اللمفاوية).

التشخيص والاختبارات:

كيف يُكشَف عن التشوهات الشريانية الوريدية الدماغية (Brain AVMs)؟

يمكن الكشف عن حجم هذه التشوهات وشكلها وموقعها عن طريق استخدام التصوير بالأشعة، مثل:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging/MRI)
  • التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography/CT)
  • تصوير الأوعية الدماغية بالرنين المغناطيسي (Cerebral Angiogram MRA/Magnetic Resonance Angiography)
  • تصوير الأوعية المقطعية (Computed Tomography Angiography/CTA)

يُكشَف عن العديد من حالات التشوه الشرياني الوريدي فقط بعد نزفهم أو بسبب ظهور أعراض، إذ إن الأشخاص المصابين بهذا المرض لا يعانون من أية أعراض عادةً. مثل أمهات الدم غير المتمزقة، يمكن الكشف عن التشوهات الشريانية الوريدية خلال تصوير إصابة رأس رضحية (traumatic head injury) أو مشاكل بصرية أو صداع.

كيف يُكشَف عن الوصلة الشريانية الوريدية الجافية؟

يمكن الكشف عن وجود وصلة شريانية وريدية جافية عن طريق استخدام التصوير بالأشعة، مثل:

التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging/MRI)

التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography/CT)

تصوير الأوعية الدماغية بالرنين المغناطيسي (Cerebral Angiogram MRA/Magnetic Resonance Angiography)

ولكن، بسبب الطبيعة المعقدة للمرض، لا بد من تصوير الأوعية بالقثطرة (Catheter Angiography). لا يعلم أغلب المرضى أنهم مصابون بمرض الوصلة الشريانية الوريدية الجافية حتى تظهر لديهم أعراض تتعلق باحتمال إصابتهم بالمرض.

كيف يُكشَف عن الاضطرابات الوعائية النخاعية؟

يُعتَبر تصوير النخاع الشوكي بالرنين المغناطيسي طريقةً جيدةً للبحث عن هذه الأمراض، ولكن لا بد من صورة وعائية بالقثطرة لفهم شكل المرض بشكل كامل. لا يعلم أغلب المرضى أنهم مصابون باضطرابات وعائية نخاعية حتى تظهر لديهم أعراض تتعلق باحتمال وجود هذه الاضطرابات.

 التدابير العلاجية:

الخيارات العلاجية للتشوهات الشريانية الوريدية:

يُعد علاج التشوه الشرياني الوريدي بأسرع وقت ممكن أفضل طريقة لتجنب المضاعفات الخطيرة لهذا المرض، يتطلب التشوه الشرياني الوريدي مزيجًا علاجيًا يتضمن: الجراحة (Surgery)، وإحداث الانسداد (Embolization)، والإشعاع (Radiation).

الجراحة: يطبق الاستئصال الجراحي بهدف إزالة الأوعية الدموية المتشابكة، يستخدم الجراح أسلوبًا يدعى حج القحف (Craniotomy) للوصول إلى الدماغ، خلاله يقوم الجراح بإحداث ثقب صغير في الجمجمة.

بمجرد وصول الجراح إلى مكان وجود التشوهات الشريانية الوريدية، يزيل الشرايين والأوردة غير السوية. يعيد هذا الإجراء توجيه تدفق الدم إلى الأوعية السليمة، مانعًا الشرايين والأوردة المشوهة من التسريب أو التمزق.

إحداث الانسداد: تعتمد عملية الإصمام على إدخال نوع من الغراء إلى الشرايين والأوردة المشوهة عبر أنبوب رفيع جدًا يدعى القثطرة (Catheter). يمنع هذا الغراء جريان الدم إلى داخل الشرايين والأوردة المشوهة، ما يساعد على الحد من خسارة الدماء خلال الجراحة، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يبطئ جريان الدم ما قد يقلل من إمكانية النزف في حال عدم تطبيق جراحة مفتوحة فورًا بعد ذلك.

الجراحة الإشعاعية (Radiosurgery): خلال العلاج بالأشعة، تُوجَه حزم من الفوتونات (جسيمات الضوء) عالية الطاقة نحو التشوهات الشريانية الوريدية باستخدام أداة تدعى سكين غاما (Gamma Knife)، مع مرور الوقت تسبب الأشعة تقلص هذه التشوهات تاركةً ندبة تغلق الأوعية الدموية غير السوية لمنع تدفق الدم إليها بعد الآن، ما يخفض خطر النزف. وقد تسهل علاج التشوه الشرياني الوريدي باستخدام التقنيات الجراحية المفتوحة.

الخيارات العلاجية للوصلة الشريانية الوريدية الجافية:

الجراحة: يمكن تطبيق العلاج الجراحي من أجل إزالة الاتصالات الشاذة. يستخدم الجراح إجراءً يدعى حج القحف للوصول إلى الدماغ، خلاله يقوم الجراح بإحداث ثقب صغير في الجمجمة. عند وصول الجراح إلى مكان وجود الوصلة، يمكن إغلاق الشرايين والأوردة غير السوية.

إحداث الانسداد: تتضمن عملية الإصمام إدخال غراء إلى مكان حدوث الدارة القصيرة عبر أنبوب رفيع جدًا يدعى القثطرة، يمنع هذا الإجراء جريان الدم إلى نقطة الوصل، وبالتالي التقليل من جريان الدم في الأوردة الهشة.

الخيارات العلاجية للاضطرابات الوعائية النخاعية:

الجراحة: يمكن تطبيق العلاج الجراحي من أجل إزالة الاتصالات الشاذة. يستخدم الجراح إجراء يدعى استئصال الصفيحة الفقرية (Laminectomy) ليصل إلى النخاع، خلاله يقوم الجراح بإحداث ثقب صغير في العظم الذي يغطي النخاع الشوكي (من خلال الصفيحة الفقرية). عند وصول الجراح إلى مكان وجود الوصلة، يمكن إغلاق الشرايين والأوردة غير السوية.

وإحداث الانسداد: تتضمن عملية الإصمام إدخال مِلفات أو غراء إلى مكان حدوث الدارة القصيرة عبر أنبوب رفيع جدًا يدعى القثطرة. يمنع هذا الإجراء جريان الدم إلى نقطة الوصل، وبالتالي الحد من الجريان الشاذ للدم.


اقرأ أيضًا:

ترجمة: أنس داغستاني

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر