يعرّف الالتهاب الرئوي بأنه عدوى تصيب إحدى الرئتين أو كلتيهما بسبب البكتيريا أو الفيروسات أو الفطور، وهو عدوى خطيرة تمتلئ فيها الأسناخ بالقيح والسوائل.

يؤثر الالتهاب الرئوي الفصيّ على جزء واحد أو أكثر (عدة فصوص) من الرئتين. بينما يؤثر الالتهاب الرّئوي القصبي على مناطق بقعية في جميع أنحاء الرئتين.

ما سبب الالتهاب الرئوي؟

تختلف أسباب الالتهاب الرّئوي كثيرًا (أكثر من 30)، لكن الأنواع الرئيسية للالتهاب الرئوي تتلخص بما يلي:

 الالتهاب الرئوي البكتيري:

ينتج هذا النوع عن بكتيريا، والمسبب الأكثر شيوعًا هو المكورات العقديّة الرئوية. ويحدث عادًة عندما تضعف مناعة الجسم لسببٍ ما (كالمرض أو سوء التغذية أو الشيخوخة أو ضعف المناعة)، وتكون البكتيريا قادرة على الوصول إلى الرئتين. قد يؤثر الالتهاب الرئوي الجرثومي في جميع الأعمار، ولكن الأكثر عرضةً للخطر هم من يتعاطون الكحول، أو يدخنون السجائر، أو عند الوهن، أو الخضوع لعملية جراحية حديثًا، أو مرض في الجهاز التنفسي أو عدوى فيروسية، أو وجود ضعف في الجهاز المناعي.

 الالتهاب الرئوي الفيروسي:

يحدث هذا النوع بسبب فيروسات مختلفة، ومنها الأنفلونزا التي تُعد مسؤولة عن ثلث حالات الالتهاب الرئوي تقريبًا. قد يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي الجرثومي عند وجود الالتهاب الرّئوي الفيروسي.

 الالتهاب الرّئوي بالميكوبلازما:

يشار إليه بالالتهاب الرئوي غير النمطي، وتسببه بكتيريا الميكوبلازما الرئوية. ويسبب التهابًا رئويًا خفيفًا عمومًا، وهو واسع الانتشار ويؤثر في جميع الفئات العمرية.

 الالتهابات الرئوية الأخرى: تعد الأقل شيوعًا ومن أسبابها الفطور.

من هو المعرض لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي؟

قد يُصاب أي شخص بالالتهاب الرئوي، لكن المجموعات التالية هي الأكثر عرضة للخطر:

  • البالغين 65 عامًا فما فوق.
  •  الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة.
  •  المدخنين.

ما هي أعراض الالتهاب الرئوي؟

تشمل أعراض الالتهاب الرئوي الجرثومي ما يلي:

  •  لون مزرق للشفاه والأظافر.
  •  حالة ذهنية مشوشة أو هذيان، خاصة عند كبار السن.
  •  السعال الذي ينتج مخاطًا أخضر أو أصفر أو دموي.
  •  حمى.
  •  التعرق الشديد.
  •  فقدان الشهية.
  •  انخفاض الطاقة والتعب الشديد.
  •  تنفس سريع.
  •  زيادة النبض.
  •  قشعريرة.
  •  ألم حاد أو طاعن في الصدر، ويزداد سوءًا مع التنفس العميق أو السعال.
  •  ضيق في التنفس يزداد سوءًا عند الجهد.

الأعراض المبكرة للالتهاب الرئوي الفيروسي هي نفس أعراض الالتهاب الرئوي الجرثومي، وقد يتبعها:

  •  صداع.
  •  زيادة ضيق التنفس.
  •  ألم عضلي.
  •  ضعف.
  •  تفاقم السعال.

يوجد في الالتهاب الرّئوي بالميكوبلازما أعراض مختلفة وتشمل السعال الشديد الذي قد ينتج المخاط.

تشخيص الالتهاب الرئوي

يبدأ التشخيص بالنظر في القصّة المرضية (كالجراحة أو نزلات البرد أو السفر)، ووفقًا لهذه العوامل يقرر الطبيب تشخيص الالتهاب الرئوي بناءً على التاريخ الدقيق والفحص السريري، وقد يستخدم الاختبارات التالية لتأكيد التشخيص:

  •  الأشعة السينية الصدر.
  •  تحاليل الدم لتحديد انتشار العدوى إلى مجرى الدم، ويفحص اختبار غازات الدم الشرياني كمية الأكسجين في مجرى الدم.
  •  فحص القشع باختبار المادة التي تخرج من الرئتين إلى الفم عند السعال.
  •  قياس الأكسجة النبضي باستخدام جهاز صغير يقيس كمية الأكسجين في الدم، يعمل بلصق مشعر صغير أو بتثبيته على الإصبع و،عندما يكون الجهاز قيد التشغيل بالوسع رؤية ضوء أحمر صغير في المشعر، وهذا الاختبار غير مؤلم.
  •  فحص الصدر بالأشعة المقطعية، يُظهر التصوير المقطعي صورًا تفصيلية لأي جزء من الجسم، ويتضمن ذلك العظام والعضلات والدهون والأعضاء. وتُعد الأشعة المقطعية أكثر تفصيلًا من الأشعة السينية العادية.
  •  تنظير القصبات الذي يفحص القصبات الهوائية (الممرات الهوائية الرئيسية في الرئتين) مباشرة، وذلك باستخدام أنبوب مرن (يسمى منظار القصبات). يساعد على تقييم وتشخيص مشكلات الرئة، وتقييم الانسدادات، وأخذ عينات من الأنسجة أو السوائل للاختبار.
  •  فحص السائل الجنبي بأخذ عينة من عينة السوائل من الحيّز الجنبي، أي المسافة بين الرئتين وجدار الصدر، وذلك بإدخال إبرة طويلة ورفيعة عبر الجلد بين الأضلاع إلى الحيز الجنبي لتسحب السائل. وفي المختبر يُفحص السائل لمعرفة البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي.

علاج الالتهاب الرئوي

يعتمد العلاج على نوع الالتهاب الرئوي، وفي معظم الأحيان يكون العلاج في المنزل، ولكن في الحالات الشديدة يُعالج المريض في المستشفى.

تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرّئوي الجرثومي. وقد تعمل المضادات الحيوية أيضًا على تسريع الشفاء من الالتهاب الرئوي بالميكوبلازما وبعض الحالات الخاصة. أما في حالات الالتهاب الرّئوي الفيروسي فلا علاج محدد لها، وعادة ما تشفى من تلقاء نفسها .

قد يشمل العلاج تناول طعام جيد، وزيادة شرب السوائل، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، والعلاج بالأكسجين، ومسكنات الألم، والسيطرة على الحمى، ودواء تخفيف السعال إذا كان السعال شديدًا.

هل يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي؟

قد يساعد الحصول على لقاح الأنفلونزا كل عام في الوقاية من الأنفلونزا والالتهاب الرئوي. ويوجد أيضًا لقاح المكورات الرئوية، يجب أن يحصل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات والبالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر على اللقاح.

ما هي مضاعفات الالتهاب الرئوي؟

يستجيب معظم الأشخاص المصابين بالالتهاب الرئوي للعلاج، لكن الالتهاب الرّئوي قد يكون خطيرًا جدًا وحتى مميتًا.

يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات التهاب الرئة إن كان كبيرًا في السن، أو طفلًا صغيرًا جدًا، أو يعاني من ضعف في الجهاز المناعي، أو يعاني من مشكلة طبية خطيرة مثل الداء السكري أو تليف الكبد. قد تشمل المضاعفات ما يلي:

  •  متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS): شكل حاد من فشل الجهاز التنفسي.
  •  خراجات الرئة: جيوب قيحية تتشكّل داخل الرئة أو حولها. وقد تحتاج إلى تفجيرها بالجراحة.
  •  توقف التنفس: وهذا يتطلب استخدام جهاز التنفس الصناعي.
  •  الإنتان: عندما تدخل العدوى إلى الدم وقد يؤدي إلى قصور الأعضاء.

النقاط الرئيسية في الالتهاب الرئوي

الالتهاب الرئوي هو عدوى تصيب إحدى الرئتين أو كلتيهما بسبب البكتيريا أو الفيروسات أو الفطور.

يوجد أكثر من 30 سببًا مختلفًا للالتهاب الرئوي، وتُصنف حسب السبب إلى الأنواع الرئيسية: البكتيرية والفيروسية والميكوبلازما.

السعال الذي ينتج مخاطًا أخضر أو أصفر أو دموي هو أكثر أعراض الالتهاب الرئوي شيوعًا. تشمل الأعراض الأخرى الحمى والقشعريرة وضيق التنفس وانخفاض الطاقة والتعب الشديد.

يكون تشخيص الالتهاب الرئوي في كثير من الأحيان من خلال التاريخ المرضي الدقيق والفحص البدني. وبالوسع أيضًا استخدام الاختبارات المستخدمة لفحص الرئتين واختبارات الدم والاختبارات على القشع.

يعتمد العلاج على نوع الالتهاب الرّئوي الذي يعاني الشخص منه، فتستخدم المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرّئوي الجرثومي، وقد يسرع الشفاء من الالتهاب الرّئوي بالميكوبلازما وبعض الحالات الخاصة. معظم حالات الالتهاب الرّئوي الفيروسي ليس لها علاج محدد وتتحسن من تلقاء نفسها. قد تشمل العلاجات الأخرى اتباع نظام غذائي صحي، والمزيد من السوائل، والراحة، والعلاج بالأكسجين، وأدوية الألم والسعال والسيطرة على الحمى.

يستجيب معظم الأشخاص المصابين بالالتهاب الرئوي للعلاج استجابة جيدة، ولكن الالتهاب الرئوي قد يسبب مشكلات خطيرة في الرئة والعدوى وقد تكون مميتة.

اقرأ أيضًا:

لقاح الالتهاب الرئوي: متى يؤخذ؟ وما أعراضه الجانبية؟

الالتهاب الرئوي الجوال: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: زينب عبد الكريم

تدقيق: ألاء ديب

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر