يُعد تغير المناخ من أهم القضايا في عصرنا، إذ إن تغيّر المناخ المستمر قد يؤدي إلى نقص في الغذاء بسبب تغيّر أنماط الطقس، وإن ارتفاع منسوب مياه البحر قد يسبب فيضانات كارثية في أنحاء العالم. تشير الأمم المتحدة إلى أهمية تجنب إلحاق ضرر دائم بالنظام البيئي ومناخ كوكب الأرض.

حثّت الأمم المتحدة البلدان على اتخاذ تدابير عاجلة على مستوى الجهود الجماعية، أمّا فيما يتعلق بالجهود الفردية للمساعدة في حماية الأرض، فيوجد عدة طرائق نستطيع عبرها المساهمة يوميًا في تقليل الانبعاثات الكربونية، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ما يقلل تأثيرنا السلبي في البيئة.

تؤكد الأمم المتحدة أن مسؤولية العناية بكوكبنا ليست مجرد أمر مهم فقط، بل إنها أمر لا بد منه.

يوجد 10 أشياء نستطيع فعلها شخصيًا للمساعدة على الحفاظ على كوكبنا:

1. الحفاظ على المياه.

تؤكد وكالة حماية البيئة EPA أهمية الإجراءات الصغيرة التي قد تُحدث فرقًا كبيرًا، مثل إيقاف تشغيل الماء في أثناء تنظيف الأسنان. إذا ترك الشخص المياه تتسرب من الصنبور، قد يؤدي ذلك إلى فقدان ما يصل إلى 340 لترًا من الماء يوميًا؛ لذلك إن إصلاحه مهم جدًا، فأمره بسيط وغير مكلف.

يُفضّل التوقف عن شرب المياه المعبأة، والبدء بشرب المياه النظيفة من الصنبور بدلًا من ذلك. لن يوفر لك هذا المال فحسب، بل سيُساهم أيضًا في تقليل كمية كبيرة من النفايات البلاستيكية.

2. استعمال السيارة بما يخدم البيئة.

تنصح وكالة حماية البيئة بتخفيض الانبعاثات الكربونية في الأرض عبر الابتعاد عن قيادة السيارة لمدة يومين على الأقل في الأسبوع؛ إذ يُساعد ذلك في خفض معدل انبعاث غازات الاحتباس الحراري بمعدل 721 كيلوغرامًا سنويًا.

لتحقيق ذلك، يمكن للشخص جمع مهامه وأدائها دفعة واحدة، مثل الذهاب إلى متجر البقالة، ثم الذهاب إلى المدرسة. إضافة إلى ذلك، يستطيع مناقشة خيار العمل عن بعد مع صاحب العمل، ما سيعود بالفائدة عليه وعلى الشركة.

على الرغم من ذلك، فإن أهمية الانتباه لاستعمال السيارة تنطوي أيضًا على صيانتها بانتظام؛ إذ يستطيع الشخص تقليل استهلاك الوقود نحو 0.6% إلى 3% بالحفاظ على إطارات السيارة منفوخة إلى مستوى الضغط الصحيح، والتأكد من إصلاح السيارة باستمرار.

3. المشي، أو ركوب الدراجة، أو استعمال وسائل النقل العامة.

يُعد المشي وركوب الدراجات من طرائق الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الأرض.

إضافة إلى ذلك، تؤدي ممارسة التمارين الرياضية إلى حرق السعرات الحرارية.

إذا كان الشخص يعيش في منطقة لا يسهل المشي فيها، فينبغي له أن يفكر في استعمال وسائل النقل العامة إذا كانت متاحة، أو مشاركة سيارته مع جيرانه؛ إذ إن إيقاف سيارة واحدة عن العمل قد يكون له تأثير إيجابي في البيئة.

4. تقليل النفايات عبر إعادة استعمالها، أو إعادة تدويرها.

يمكن المساهمة في تقليل التلوث ببساطة بوضع علب الصودا في سلة إعادة التدوير، إذ قد يحدِث هذا الإجراء البسيط فرقًا كبيرًا.

يسهم الحد من كمية النفايات الورقية أيضًا في تقليل التلوث على الأرض، إذ أفادت دراسة نشرتها جامعة بريغهام يونغ أن الأسرة الأمريكية العادية تنتج نحو 13 ألف قطعة من النفايات الورقية سنويًا، وتكون غالبًا من الأغلفة والبريد غير المرغوب فيه.

يمكن استعمال أكياس قابلة لإعادة التدوير عند التسوق من البقالة، وتجنب استعمال الأطباق والملاعق، والأكواب الزجاجية والمناديل الورقية.

يجب على الشخص الاتصال بالشركات التي ترسل البريد غير المرغوب فيه لإزالة اسمه من قوائمها البريدية، وتجميع طروده البريدية لإرسالها دفعة واحدة عند طلبها عبر الإنترنت، وشراء المنتجات المصنوعة من مواد قابلة لإعادة التدوير، وعدم نسيان إعادة تدوير أوراقه، كل ذلك قد يحدث فرقًا مهمًا.

5. استعمال المواد القابلة للتحلل (السماد العضوي).

أنتج الأمريكيون عام 2018 نحو 292.4 مليون طن من النفايات. حُوّل فقط 25 مليون طن منها إلى سماد عضوي، وأُعيد تدوير جزء منها، أما الجزء الآخر منها فقد استُخدم في توليد الطاقة عبر الاحتراق.

لسوء الحظ، آلت نصف النفايات (نحو 146 مليون طن) إلى مكب النفايات.

ماذا لو استطعنا تحويل مزيد من هذه النفايات إلى سماد عضوي؟ سيقلل ذلك من كمية النفايات غير المفيدة التي تنتهي في مكبات النفايات. إضافة إلى ذلك، يُعد السماد العضوي الناتج عن النفايات سمادًا طبيعيًا رائعًا يُستعمل على الأرض.

6. استعمال مصابيح الليد (LEDs).

على الرغم من أن مصابيح الإضاءة الفلورية المدمجة CFLs لها فوائد كثيرة، مثل: تدوم 10 مرات أكثر من المصابيح المتوهجة العادية، وتستهلك ما لا يقل عن ثلثي الطاقة، فإنها تحتوي بعض المشكلات.

إحدى المشكلات الرئيسية للمصابيح الفلورية صعوبة التخلص منها؛ لأنها تحتوي على الزئبق، إذ تُعد مصابيح LED هي الحل والبديل الأمثل؛ لأنها موفرة للطاقة.

من الجيد استبدال مصابيح الإنارة المتوهجة القديمة بمصابيح LED بأسرع وقت ممكن.

على الرغم من أنها قد تكلف أكثر من المصابيح الفلورية ومن المصابيح المتوهجة الأخرى، فإنّ مصابيح LED قد تدوم لمدة تصل إلى 30 ألف ساعة على الأقل، وهي أكثر من مدة المصابيح المتوهجة بكثير (1,000 ساعة)، أو المصابيح الفلورية (8,000 إلى 10,000 ساعة).

7. ترشيد استهلاك الطاقة على الأرض.

توفير المال بترشيد استعمال الطاقة.

تُعد النوافذ في المباني السكنية مسؤولة بنسبة 25-30% في تقليل اكتساب الحرارة غير المرغوب فيها وخسارتها من المنزل.

إذا كانت النوافذ قديمة وغير فعالة، فيجب إعادة النظر في إصلاحها. إضافة إلى ذلك، يُعد وجود نظام عزل حراري مناسب ضروريًا جدًا؛ إذ تُقاس فعالية العزل الحراري بالمقاومة الحرارية أو قيمة آر، فكلما زادت المقاومة الحرارية، كان العزل أفضل.

تستند كمية العزل الحراري التي يحتاجها المنزل إلى عوامل عدة، مثل: المناخ على الأرض، ونوع نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، ومكان إضافة العزل.

بعض الإجراءات البسيطة التي نستطيع اتخاذها على الفور لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المنزل:

أولًا: يجب تغيير فلتر الهواء بانتظام؛ لمنع مكيف الهواء من العمل على نحو مفرط.

ثانيًا: يُفضل إغلاق النوافذ عندما يكون الجو حارًا أو باردًا جدًا في الخارج.

ثالثًا: تثبيت منظم حرارة قابل للبرمجة مثل Nest؛ حتى لا يعمل المكيف ويهدر الطاقة عندما يكون الشخص خارج المنزل.

8. تناول الأطعمة المستدامة.

يُمثل إنتاج الغذاء على الأرض نحو 25% من انبعاث غازات الاحتباس الحراري! إذن، كيف نحقق نظامًا غذائيًا مستدامًا؟ ينبغي لنا اختيار الأطعمة التي ينتجها المزارعون الذين يعطون الأولوية للحفاظ على الموارد الطبيعية، ويهدفون إلى تقليل تأثيرها السلبي في البيئة.

قد يكون لدعم المزارعين المحليين تأثير إيجابي في الأطعمة المستدامة؛ إذ نستطيع دعمهم أيضًا بالتفكير في زراعة الفواكه والخضروات، وزراعة بعض الأشجار في حديقة المنزل.

إضافة إلى ذلك، قد يُسهم استهلاك مزيد من الحبوب والخضروات، والفواكه والمكسرات، وتقليل تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة في زيادة التأثير الإيجابي.

9. زرع شجرة على الأقل.

يُشير تقرير الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية IPCC التابعة للأمم المتحدة عام 2023، إلى أنّ الوضع الحالي للبيئة أسوأ من أي وقت مضى؛ إذ تستمر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على الأرض في الارتفاع، ومعظم الدول لم تنجح في خفض الانبعاثات الكربونية.

أضاف التقرير، تُعد زراعة الأشجار طريقة طبيعية وفعالة للحد من تغير المناخ، فالأشجار لديها القدرة على امتصاص الكربون على نحوٍ طبيعي من الهواء.

تستطيع شجرة صغيرة امتصاص 5 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وتزداد هذه النسبة مع نمو الشجرة، إذ تستطيع شجرة عمرها 10 سنوات امتصاص 21 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

تنقّي الأشجار الهواء من الملوثات الأخرى، مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين، والجسيمات الصغيرة. لذلك، مع أن زراعة الأشجار طريقة بسيطة، فإن لها تأثير كبير في الحفاظ على البيئة ومكافحة تغير المناخ.

10. الاستغناء عن البلاستيك على الأرض.

وفقًا للإحصائيات، يشتري الناس في أنحاء العالم مليون زجاجة بلاستيكية كل دقيقة، ويستهلكون ما يصل إلى 5 تريليون كيس بلاستيكي سنويًا، إذ أصبح استهلاك البلاستيك إدمانًا لدى البشر، ويُعاد تدوير نسبة صغيرة منه، نحو 9% فقط.

حاليًا، تحتوي المحيطات الملوثة بالبلاستيك على نحو 68-219 مليون طن من البلاستيك، لذلك حان الوقت لوضع نهاية لهذا التلوث!

يجب تقليل استعمال المياه المعبأة في زجاجات، واعتماد أكياس القماش التي يُعاد استعمالها بدلًا من أكياس التسوق البلاستيكية.

يجب التخلص من المصاصات البلاستيكية، واختيار أكواب قابلة لإعادة الاستعمال لتناول المشروبات.

أخيرًا، قد يؤدي التقليل من استعمال البلاستيك في حياتنا اليومية إلى تقليل كمية النفايات على الأرض بنسبة كبيرة في محيطاتنا وفي مكبات النفايات.

اقرأ أيضًا:

دراسة صادمة تكشف عدم وجود مكان آمن على الأرض لحمايتنا من التلوث البيئي

كيف سيبدو كوكب الأرض لو لم توجد الحياة على سطحه؟

ترجمة: عبدالله محمد

تدقيق: ريمي سليمان

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر