الذكاء الاصطناعي يعثر على سلف شبحي غير معروف في الجينوم البشري . لا أحد يعلم من كانت، غير أنها كانت مختلفة: فتاة مراهقة منذ أكثر من 50,000 عام متميزة بشكل غريب، بدت وكأنها سلف هجين للبشر الحديثين لم يسبق للعلماء أن رأوا مثلها من قبل. الآن فقط، كشف الباحثون عن دليل على أنها لم تكن الوحيدة. في دراسة جديدة لتحليل الفوضى المعقدة للبشر ما قبل التاريخ، استخدم العلماء الذكاء الاصطناعي (AI) لتحديد نوع غير معروف من الجنس البشري الذي عثر عليه الإنسان الحديث ، في رحلة طويلة خارج أفريقيا منذ آلاف السنين.

تُفسِّر عالمة الأحياء التطورية (Jaume Bertranpetit) من جامعة (Pompeu Fabra) في إسبانيا: «ظهرت ما تُدعَى “خارج أفريقيا” منذ حوالي 80,000 عام، عندما تخلى جزء من السكان مُؤلَّفين بالأصل من البشر الحديثين، عن القارة الأفريقية وهاجروا الى قارات أخرى، مما أدى لظهور السكان الحاليين».

مثلما صاغ البشر المعاصرين هذا المسار الى أرض أوراسيا، فقد صاغوا أشياء أخرى أيضًا، مثل التكاثر مع أنواع أخرى غابرة ومنقرضة من أشباه الإنسان.

Washington, DC – March, 15: The Smithsonian Museum of Natural History is about to open its’ new Hall of Human Origins, March 15, 2010 in Washington, DC. Pictured, a row of skulls ending with homo sapiens, foreground. One of the more than 75 skulls on display. (Photo by Bill O’Leary/The Washington Post via Getty Images) StaffPhoto imported to Merlin on Mon Mar 15 14:55:03 2010 The exhibit hall includes more than 75 skulls, including two on loan from the Musee de l’Homme in France: The only Neanderthal skeleton in the United States and the original Cro-Magnon skull, discovered in 1868 in a French cave of the same name. The display shown here features an array of skulls culminating with a Homo sapiens.

حتى وقت قريب، كان يُعتقَد أن هؤلاء الشركاء الجنسيين العرضيين يشملون إنسان نياندرتال ودينيسوفان، وبقي الأخير غير معروف حتى عام 2010. لكن الآن، تم عزل إنسان ثالث قديم من الحمض النووي الأوراسي، بفضل خوارزميات التعليم العميق التي تنتقل عبر تراكيب معقدة من الشيفرات الوراثية البشرية القديمة والحديثة.

باستخدام التقنية الإحصائية التي تُدعَى استنتاجات النظرية الافتراضية (Bayesian inference)، وجد الباحثون دليلًا على ما سمّوه ” الانحراف الثالث”. “شبح” السكان القديمين الذين تهاجنوا مع الإنسان الحديث خلال الهجرة الجماعية من أفريقيا.

كتب الباحثون في مقالتهم: «هؤلاء السكان إما مرتبطون بنسل نياندرتال دينيسوفا أو ابتعدوا مبكرًا عن نسب دينسوفا». وهذا يعني أنه من المحتمل أن يكون هذا الإنسان الثالث في تاريخ الجنس البشري هو خليط من النياندرتال ودينيسوفا.

الجينوم البشري الجنس البشري الذكاء الاصطناعي سلف هجين أفريقيا

الجينوم البشري

المغزى من وجهة نظر التعليم العميق، أن هذا إثبات افتراضي لصنف الفتاة المراهقة “الهجينة المتحجرة” التي حُدِّدَت العام الماضي؛ وعلى الرغم من ذلك، فهذه الأيام الأولى، ومشاريع الأبحاث نفسها ليست مترابطة بشكل مباشر.

يقول أحد أعضاء الفريق، الأخصائي بعلم الوراثة (Mayukh Mondal) من جامعة (University of Tartu) في إستونيا: «تتفق نظريتنا مع العينة الهجينة المُكتشفَة في دينسوفا، وعلى الرغم من ذلك حتى الآن لا يمكن استبعاد احتمالات أخرى». مع ذلك، الاكتشافات في هذا المجال من العلوم تأتي كثيفة وسريعة.

تعرّف العام الماضي فريق آخر من الباحثين على دليل أطلقوا عليه اسم “حدث تزاوج ثالث مؤكد” إلى جانب دينيسوفان ونياندرتال، وتابعوا التسلسل الزمني حول كيفية تقاطع وتكاثر هذه الأنواع المنقرضة بتفاصيل أكثر وضوحًا عن كل ما سبق.

يوجد الكثير من الأبحاث التي يجب القيام بها بعد. تطبيق هذا النوع من تحليل الذكاء الاصطناعي هو حتمًا تقنية جديدة في مجال السلف البشري، والأدلّة الأحفوريّة المجهولة التي نتعامل معها ضئيلة جدًّا. ولكن تبعًا للبحث، ما وجده الفريق لا يُفسِّر عملية انجبال داخلي طويلة فقط – ولكن يُعطي معلومات حول من نحن اليوم.

وقال (Bertranpetit) لمجلة (Smithsonian): «اعتقدنا أننا سنحاول العثور على أماكن اختلاف عالية في الجينوم، ومعرفة من هم النياندرتال ومن هم الدينيسوفان، ثم نرى ما إذا كانت هذه النتائج توضّح الصورة بأكملها». «بحدوث ذلك ، إذا طرحت أجزاء النياندرتال ودينيسوفان، سيبقى شيء في الجينوم متباين للغاية».

نُشرت النتائج في Nature Communications.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: زينة زين صقر
تدقيق: رزوق النجار

المصدر