الحادث الدماغي الوعائي هو المصطلح الطبي للسكتة الدماغية، ويعني توقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ بسبب انسداد ما، أو بسبب تمزق أحد الأوعية الدموية.

ثمّة علامات مهمة للسكتة الدماغية يجب أن يكون الجميع على دراية بها، والتنبّه لها وطلب العناية الطبية على الفور حال الشعور بالأعراض، فكلما كان العلاج مبكرًا، كان أفضل في الاستجابة، ولأن السكتة الدماغية التي تُترك دون علاج قد تؤدي إلى تلف دائم في الدماغ.

أنماط الحوادث الدماغية الوعائية:

للحوادث الدماغية الوعائية نوعان رئيسيان:

أولًا: السكتة الدماغية الإقفارية: تحدث بسبب انسداد وعاء دموي، وتُعد الأكثر شيوعًا، ولحدوثها طريقتان:

  •  السكتة الدماغية الصمّية: تتشكّل خثرة دموية في مكان ما من الجسم وتستقر في وعاء دموي في الدماغ.
  •  السكتة الدماغية الخثارية: تتشكّل الخثرة في وعاء دموي داخل الدماغ.

ثانيًا: السكتة الدماغية النزفيّة: تحدث بسبب تمزق أحد الأوعية الدموية أو نزفها، من ثم تمنع وصول الدم إلى جزء من الدماغ، وقد يحدث النزف في أي وعاء دموي في الدماغ أو في الغشاء المحيط بالدماغ.

في كلا النوعين يُحرم جزء من الدماغ من الدم والأكسجين، ما يسبب موت خلايا الدماغ.

أعراض الحادث الدماغي الوعائي:

كلمّا كان التشخيص والعلاج أسرع، كان سير الاستجابة أفضل، لذلك من المهم فهم أعراض السكتة الدماغية والتعرف عليها:

  1. صعوبة المشي.
  2. الشعور بالدوار.
  3. فقدان التوازن.
  4. صعوبة في التحدث أو الفهم.
  5. خدر أو شلل في الوجه أو الساق أو الذراع، غالبًا في أحد جانبي الجسم.
  6. تشوش الرؤية أو إظلامها.
  7. صداع مفاجئ مصحوبًا بالغثيان أو التقيؤ أو الدوار.

قد تختلف أعراض السكتة الدماغية اعتمادًا على الفرد ومكان حدوث السكتة الدماغية، وعادةً ما تظهر الأعراض فجأة وإن لم تكن شديدة جدًا، وقد تتفاقم بمرور الوقت.

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا، التي يجب التوجه إلى المستشفى فورًا حال ظهورها ما يأتي:

  1. فقدان التحكم بالوجه، وتدلّي جهة منه.
  2. ضعف الذراع، تصبح الذراع ضعيفة وخدرة وعندما تُرفع تنخفض ببطء نحو الأسفل.
  3. صعوبة في الكلام وتلعثم.

التشخيص:

لتحديد الإصابة بالسكتة الدماغية العديد من الطرق، بدايةً الفحص الشامل للجسم والتحقق من القوة وردود الفعل والرؤية والكلام والحواس، ثم جسّ الأوعية الدموية في الرقبة للتحقق من صوت معين يُسمى اللغط «الأصوات الصادرة من القلب في أثناء انقباضه وانبساطه»، ويشير إلى تدفق غير طبيعي للدم، وأخيرًا فحص ضغط الدم، الذي يكون مرتفعًا حال الإصابة.

قد يجري الطبيب أيضًا اختبارات تشخيصية للكشف عن سبب السكتة الدماغية وتحديد موقعها، ومنها:

  •  الاختبارات الدموية: للكشف عن ما قد يؤدي إلى السكتة أو يطورها، مثل زمن التخثر أو مستويات السكر في الدم، أو البحث عن عدوى.
  •  تصوير الأوعية الدموية: يُجرى بإضافة صبغة إلى الدم وأخذ صورة بالأشعة السينية للرأس للعثور على الأوعية الدموية المسدودة أو النازفة.
  •  الموجات فوق الصوتية السباتية: يُستخدم للكشف عن أي تدفق غير طبيعي للدم نحو الدماغ.
  •  الأشعة المقطعية: تُجرى عادةً بعد وقت قصير من ظهور أعراض السكتة الدماغية للعثور على موقع السكتة أو سببها.
  •  الرنين المغناطيسي: يُعد الأكثر تفصيلًا للدماغ مقارنةً بالأشعة المقطعية، يُجرى للكشف عن السكتة.
  •  تخطيط صدى القلب: تستخدم تقنية التصوير هذه الموجات الصوتية لإنشاء صورة للقلب، تساعد في العثور على مصدر جلطات الدم.
  •  مخطط كهربية القلب: هو اختبار يقيس النشاط الكهربائي للقلب، يساعد على تحديد هل نظم القلب غير الطبيعية سبب السكتة؟

العلاج:

يعتمد العلاج على نوع السكتة الدماغية، قد يكون الهدف من العلاج إعادة تدفق الدم أو السيطرة على النزيف في حالة السكتة النزفية.

  •  السكتة الإقفارية: قد يُعطى عقار في الحال للخثرات أو مميع للدم، وقد يُعطى الأسبرين أيضًا لتفادي حدوث سكتة دماغية ثانية، وقد يشمل العلاج حقن عقار في الدماغ أو إزالة الانسداد بإجراء ما.
  •  السكتة النزفية: قد يُعطى خافض للضغط، وإذا كان النزيف شديدًا قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الدم الزائد، وقد يحتاج أيضًا إلى إصلاح الأوعية الدموية الممزقة.

توقعات سير الإصابة:

يختلف طول فترة التعافي بعد الإصابة بأي نوع من السكتات الدماغية اعتمادًا على مدى خطورتها، فقد يحتاج المريض إلى إعادة تأهيل بسبب آثار السكتة على الدماغ، خاصةً أي إعاقات قد تسببها، يشمل ذلك علاج النطق أو العلاج الفيزيائي أو العلاج عند طبيب نفسي.

تعتمد التوقعات بعيدة المدى على عدّة عوامل:

  •  نوع السكتة الدماغية.
  •  مدى الضرر الواقع على الدماغ.
  •  سرعة القدرة على تلقي العلاج.
  •  الصحة العامة للمُصاب.

تُعد توقعات سير الإصابة عند المصابين بالسكتة الدماغية الإقفارية أفضل من النزفية.

تشمل المضاعفات الشائعة الناتجة عن السكتة: صعوبة التحدث أو البلع أو الحركة أو التفكير، قد تتحسن الأمور خلال عدة أسابيع أو أشهر وحتى سنوات بعد الإصابة بالسكتة الدماغية.

الوقاية من الحادث الدماغي الوعائي:

ثمة العديد من عوامل الخطر للإصابة بالحادث الدماغي الوعائي، منها السكري والرجفان الأذيني وارتفاع ضغط الدم، لكن بالمقابل يمكن اتخاذ عدة تدابير للمساعدة في الوقاية من الإصابة بالحادث الدماغي الوعائي والأمراض القلبية، منها:

  •  الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي.
  •  الحد من تناول الدهون المشبعة والكوليسترول.
  • الامتناع عن التدخين، وشرب الكحول باعتدال.
  •  السيطرة على داء السكري.
  •  الحفاظ على وزن صحي.
  •  ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  •  تناول نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه.

قد يصف الطبيب أدوية للوقاية من السكتة الدماغية، مثل مميعات الدم والأدوية التي تمنع تشكل الخثرات.

اقرأ أيضًا:

العلاج الأول من نوعه لطفلة مصابة بالتلف الدماغي!

الغشي (الإغماء): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: سنا أحمد

تدقيق: غفران التميمي

المصدر