بدأ الفلكيون بمراقبة المريخ ودراسته منذ قرون، ولكن تأخرت عملية رسم الخرائط لهذا الكوكب حتى القرن التاسع عشر.

أدت الخرائط دورًا أساسيًا في مساعدتنا على فهم كوكبنا، فهي أدوات بصرية تبيّن معالم سطح الأرض وتمكّننا من السفر ودراسة جغرافية الكوكب ومراقبة تغيّراتها وإجراء الأبحاث العلمية.

وبما أن مؤسسات الأبحاث الفضائية تدرس نقل الجنس البشري للعيش على كواكب أخرى، فمن المهم جدًا رسم خريطة لكوكب المريخ لاستكشافه على نحو أفضل ودراسة إمكانية العيش عليه.

لا تقدّر خريطة متكاملة لهذا الكوكب بثمن، إذ ستساعد على تخطيط المهام الفضائية والبحث العلمي واستخراج الموارد الموجودة على الكوكب والتأكد من أمان ونجاح أية مهام مريخية قادمة.

بيّنت أحدث تقارير شبكة سي إن إن أن الباحثين في جامعة نيويورك أبو ظبي قد أطلقوا مشروع أطلس المريخ بالاعتماد على البيانات المرسلة من مسبار الأمل الإماراتي، هذا المسبار الذي يواصل دورانه حول الكوكب منذ عام 2021.

يمثّل المسبار أول مهام الإمارات الفضائية، وقد انطلق من اليابان في 20 يوليو 2020 ووصل إلى مداره في 9 فبراير 2021.

خريطة لكوكب المريخ مكوّنة من 3000 صورة:

تتألّف هذه الخريطة الملونة من نحو 3000 صورة عالية الدقة من سطح المريخ التقطتها كاميرا الاستكشاف الإماراتية (EXI) الموجودة على متن المسبار.

يذكر التقرير أن هذا الأطلس سيساعد على تحديد الأماكن الأنسب للاستيطان البشري من ناحية الجغرافيا والمناخ والموارد.

يضيف تقرير الشبكة أن خريطة المشروع أُضيفت إلى برنامج المريخ 24 المقدّم من وكالة ناسا، وهو برنامج يستخدم مجموعة متنوعة من الخرائط ومصادر البيانات لتقديم تصوير مُفصّل للوقت على الكوكب.

استخدم هذا الأطلس أيضًا قاعدة بيانات JMARS العامة التي يستخدمها علماء ناسا في التخطيط للمهمات الفضائية.

أنشأ باحثو الجامعة بداية هذا العام خريطة مريخية أخرى بالاستناد إلى صور من المسبار.

تعرض هذه الخريطة أبرز معالم المريخ، كالصفائح الجليدية القطبية والجبال والبراكين والخوانق النهرية القديمة والبحيرات والوديان والفوهات الصدمية.

إعداد الخرائط المريخية بدأ منذ القرن التاسع عشر:

ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها العلماء إعداد خريطة للمريخ.

أصدر علماء معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في إبريل من عام 2023 خريطة فسيفسائية شاملة للكوكب باسم خريطة المريخ الفسيفسائية الشاملة.(Global CTX Mosaic of Mars). جُمعت هذه الخريطة من 110000 صورة أخذتها الكاميرا السياقية (CTX) غير الملونة من على متن مسبار ناسا للاستطلاع المريخي.

أوضحت ناسا أن كل بكسل من الخريطة التفاعلية تغطي 25 مترًا مربعًا من سطح الكوكب، ما يجعلها أكثر الصور دقةً وشمولًا للكوكب الأحمر على الإطلاق.

عمل الفلكيون على مراقبة المريخ ودراسته منذ قرون، لكن تأخرت عملية رسم الخرائط لهذا الكوكب حتى القرن التاسع عشر.

تذكر التقارير أن الفلكيين الألمان فيلهلم بير ويوهان هاينريش فون كانوا أول من رسم خريطةً للمريخ قرابة عام 1840.

بعد عدة سنوات، تحديدًا عام 1877، أظهرت خريطة الفلكي الإيطالي جيوفاني سكيابارلي بتفصيل شديد العديد من معالم الكوكب، أو «القنوات» و«الشقوق» كما أسماها.

طوّرت الرحلات الفضائية عملية رسم الخرائط المريخية تطويرًا هائلًا، إذ قدّمت رحلات برنامج ناسا مارينر في الستينيات والسبعينيات صورًا مقرّبة وبيانات دقيقة عن معالم الكوكب السطحية، كتدفقات الحمم والبراكين.

وأعدّت ناسا منذ ذلك الوقت خرائط عديدة، بما في ذلك خريطة تفاعلية ثلاثية الأبعاد للمريخ التي أصدرتها في السنوات الأخيرة.

ويستمر الفلكيون وعلماء الكواكب بإعداد الخرائط للمريخ باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيّات والأدوات المتقدمة.

اقرأ أيضًا:

رصد خزانات مياه على سطح المريخ

البحيرات الموجودة تحت سطح المريخ تزداد غموضًا

ترجمة: أحمد نور الله

تدقيق: تسبيح علي

المصدر