مؤخرًا، انتشر النمط الثاني من مرض السكري بين الأشخاص بنسبة أكبر بكثير عما كان عليه سابقًا، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة وقلة النشاط البدني لدى الأشخاص وزيادة التعداد السكاني لصالح الأشخاص المسنين.

في البلدان مرتفعة الدخل؛ انخفضت الوفيات الناجمة عن مرض السكري من عام 2000 إلى عام 2010، لكنها عادت وارتفعت بعد ذلك من عام 2010 إلى عام 2016. ما أدى إلى زيادة عامة بنسبة 5% في الوفيات المبكرة. وما يثير القلق أن النمط الثاني من مرض السكري يُلاحظ الآن بتكرار واضح عند الأطفال وذلك بسبب السمنة وقلة النشاط البدني.

يزيد النمط الثاني من مرض السكري من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب. أظهرت دراسات حديثة أن مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بالخرف. مع ذلك، فلم يُحقق بهذه الدراسة مسبقًا لمعرفة ما إذا كان السن الذي يبدأ به مرض السكري بالظهور مرتبطًا في خطر الإصابة بالخرف أم لا.

بحث جديد حول العمر الذي يظهر به مرض السكري وعلاقته بخطر الإصابة بالخرف

فحصت دراسة منشورة حديثًا العلاقة بين السن التي تبدأ فيها الإصابة بمرض السكري وتطور الخرف باستخدام دراسة جماعية كبيرة ومستمرة. تأسست المجموعة في عام 1985-1988 بين 10308 موظفًا تتراوح أعمارهم بين 35 و 55 عامًا (33% منهم نساء، 88% منهم من العرق الأبيض) في الدوائر الحكومية في لندن.

حُصل على بيانات عن الإصابة بمرض السكري، بما في ذلك دراسة نسب الجلوكوز الصيامي ودرجة مخاطر السكري الفنلندية (وهي استبيان لتحديد الأفراد المعرضين لخطر كبير لتطوير النمط الثاني من مرض السكري) في الأعمار 55 و 60 و 65 و 70. واستهلاك الخضار وأدوية ضغط الدم والنشاط البدني ومؤشر كتلة الجسم ومحيط مقاس الخصر.

إضافةً إلى مرض السكري، فحصوا أيضًا آثار العمر والجنس والعرق والتدخين واستهلاك الكحول والنشاط البدني واستهلاك الفاكهة والخضروات وارتفاع ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم وأمراض القلب التاجية وفشل القلب والسكتة الدماغية والأدوية ووجود مؤهبات وراثية لمرض ألزهايمر وصميم البروتين الشحمي E.

الآثار طويلة المدى لمرض السكري في الخرف

من عام 1985 إلى عام 2019 ، سُجلت 1710 إصابة بالسكري و 639 إصابة بالخرف. بالنسبة لكل 1000 شخص يفحصون سنويًا، كانت معدلات الخرف 8.9% لدى أولئك الذين لا يعانون مرض السكري في سن 70. وكانت المعدلات الإصابة بالخرف عند مرضى السكري 10% بالنسبة لأولئك الذين عانوا المرض مدة خمس سنوات، و 13%؜ الذين عانوا المرض مدة 6 إلى 10 سنوات. و 18.3% الذين عانوا المرض مدة 10 سنوات أو أكثر.

تُظهر هذه النتائج بوضوح أنه كلما أُصيب الشخص بمرض السكري مبكرًا، زادت مخاطر الإصابة بالخرف.

كيف يسبب مرض السكري الإصابة بالخرف

توجد العديد من الأسباب التي تجعل الإصابة بالنمط الثاني من مرص السكري عاملًا مهمًا للإصابة بالخرف. يرتبط أحد الأسباب بآثار مرض السكري في القلب، إذ يرتبط كل من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم بالسكتات الدماغية التي بدورها قد تؤدي إلى الخرف. مع ذلك، لا يبدو أن السيطرة على حدوث السكتات الدماغية هي الحل لتفادي المخاطر. إذ وجدت بعض الدراسات أن مرض السكري أدى إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف حتى عند السيطرة على السكتات الدماغية.

يوجد عامل آخر يتعلق بنوبات نقص السكر في الدم الشائعة في مرض السكري. مع أن السيطرة الصارمة على نسبة السكر في الدم قد أثبتت قدرتها على الحد من المخاطر طويلة المدى للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، فإن التحكم الصارم قد يؤدي أيضًا إلى نقص السكر في الدم وفقدان الذاكرة والخرف. وهنا من المحتمل أن يكون السبب هو أن انخفاض نسبة السكر في الدم معروف أنه قد يُسهم في تلف في الحُصين؛ وهو مركز الذاكرة في الدماغ.

إحدى الفرضيات الأكثر إثارة للاهتمام هي أن مرض السكري يسبب مرض ألزهايمر بطريقة مباشرة. في الواقع، يُطلق على مرض ألزهايمر اسم النمط الثالث من مرض السكري بسبب السمات الجزيئية والخلوية المشتركة بينهما. مثلًا، يؤدي الإنسولين دورًا مهمًا في تكوين لويحات الأميلويد ويشارك أيضًا في فسفرة البروتين تاو، ما يؤدي إلى التشابك الليفي العصبي. بعبارة أخرى، مقاومة الإنسولين في الجسم قد تؤدي إلى النمط الثاني من مرض السكري، ومقاومة الإنسولين في الدماغ قد تؤدي إلى تراكم لويحات بيتا أميلويد وحدوث تشابكات مرض ألزهايمر.

تقليل خطر الإصابة بمرض السكري والخرف

يمكن تقليل خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري والخرف. يجب التحدث مع الطبيب حول ما إذا كانت التعديلات التالية في نمط الحياة مناسبة للمريض عند تشخيص إصابته بالنمط الثاني من مرض السكري. مثلًا:

  •  ممارسة التمارين الرياضية مدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، خمسة أيام من كل أسبوع.
  • اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط.
  •  الحفاظ على وزن صحي للجسم.
  •  علاج ارتفاع ضغط الدم.
  •  علاج ارتفاع الكوليسترول.
  •  الامتناع عن التدخين.

أيضًا، قد يساعد الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والسلوك الإيجابي وتعلم أشياء جديدة كالموسيقى العقل على العمل في أفضل حالاته وتقليل خطر الإصابة بالخرف.

اقرأ أيضًا:

أصغر مصاب بمرض ألزهايمر، مراهق يبلغ من العمر 19 عامًا في الصين!

ما الرابط بين فقدان السمع والإصابة بالخرف؟

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر