يُعد السُّماك مرضًا جلديًا له أكثر من 20 نوعًا. وأكثر أنواعه شيوعًا وأخفها بالأعراض هو السماك الشائع، فنسبته بين الأنواع الأخرى هي 95%. يتصف السماك الشائع بجفاف الجلد وثخانته وتقشره. وتبدأ هذه الحالة بالظهور في مرحلة الطفولة غالبًا في العام الأول من الحياة، لكن الكبار قد يصابوا بالسماك.

يُعد السماك شائعًا جدًا؛ فهو يصيب شخصًا من كل 250-300 شخص من مختلف الأجناس والأعراق.

ما الذي يسبب السماك الشائع؟

يكون السماك الشائع غالبًا موروثًا. لكنه في حالات أخرى قد يحدث بسبب مرض آخر، أو يكون رد فعل على دواء معين.

تتكاثر خلايا الجلد عند الإصابة بمرض السماك بشكل ومعدل طبيعيين، لكنها لا تنفصل عن سطح الجلد بسرعة عند موتها، ما يؤدي إلى تراكم الجلد الميت وتشكيله طبقات قاسية.

يحدث السماك الشائع عند الأطفال بسبب إحدى الجينات الموروثة من أحد الأبوين أو من الاثنين معًا، وهذا ما يُسمى بالسماك الشائع الموروث.

ليس على الأهل أن يكونوا مصابين بالمرض حتى ينقلوا الجين لطفلهم، ونسبة تطور المرض عند طفل لديه الجين هي 50%.

خلال تطور الجنين في الرحم، قد تحدث طفرة في إحدى الجينات مسببةً إصابته بالسماك الشائع. فيولد الطفل ولديه نقص بروتين فيلاغرين الذي يساعد على تكوين الطبقة الأخيرة من الجلد والتخلص من الجلد الميت.

يُسمى هذا المرض عند الكبار بالسماك الشائع المكتسب الذي تسببه أمراض معينة مثل: الفشل الكلوي، وبعض أنواع السرطان، والساركوئيد، والجذام، والإيدز HIV.

قد يكون سبب السماك في حالات نادرة لدى الكبار هو أخذ أدوية معينة مثل السيميتيدين المستخدَم في علاج قرحة المعدة وحموضتها، أو كلوفازيمين المستخدَم في علاج الجذام، أو أحد الفيتامينات مثل حمض النيكوتينيك (أحد أنواع فيتامين B).

للسماك الشائع الأعراض نفسها عندما يكون موروثًا أو مكتسبًا.

ما أعراض السماك الشائع؟

تتضمن الأعراض كلًا مما يلي:

  •  جلد جاف وحكة جلدية.
  •  جلد ثخين وقاس يبدو كأنه متسخ، ويلاحَظ بكثرة في راحة اليد وباطن القدم.
  •  حراشف بيضاء أو رمادية أو بنية تظهر على الجزء الأمامي من الساقين أو الجزء الخلفي من الذراعين أو فروة الرأس أو الظهر أو البطن. وإذا ظهرت التقشرات الجلدية على الوجه، تكون غالبًا على الجبين والخدين، وأحيانًا تتجعد حوافها فيصبح الجلد قاس.
  •  خطوط زائدة على راحة اليد وباطن القدم. وفي الحالات الشديدة يزداد عمق هذه الخطوط مسببةً تشققات بالجلد، وإذا كانت هذه التشققات عميقةً بما فيه الكفاية ستحدث عدوى مكانها.
  •  نتوءات خشنة على الذراعين والفخذين والأرداف، التي تُسمى بتقرن الجُرَيبات الشعرية. وقد يُخلط بينها وبين حب الشباب.
  •  عدم القدرة على إفراز العرق على نحو كاف، إذ يحدث هذا في الحالات الشديدة ويسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم (لأن العرق يبرد الجسم).

لا يعرف معظم المرضى أن لديهم سماك شائع لأن الأعراض تكون خفيفة جدًا، فيظنون فقط أن جلدهم جاف ويستخدمون المرطبات التي تخفف التقشر.

يميل السماك الشائع إلى الأسوء خلال الشتاء؛ لأن الهواء الجاف والبارد يزيد الأعراض، أما في الصيف فيختفي المرض تمامًا بسبب الهواء الدافئ والرطب.

يلاحظ المرضى في بعض الأحيان أعراض السماك الشائع قبل ظهور أحد الأمراض الخطيرة التي تحدثنا عنها سابقًا، وفي حالات أخرى يظهر السماك بعد عدة أعوام من الإصابة بهذه الأمراض.

كيف يُشخّص السماك الشائع؟

من الصعب تشخيص السماك الشائع عامةً، فهو يشبه ثخانة الجلد وجفافه الطبيعي.

إذا لم يساعد وضع المرطب مرتين يوميًا على علاج الأعراض، سيفحص طبيب الأمراض الجلدية الجلد جيدًا وسيقصي الأمراض الجلدية الأخرى حتى يشخص السماك الشائع.

قبل زيارة الطبيب تأكد من:

  •  وجود أحد أقارب الدرجة الأولى يشكو الأعراض نفسها.
  •  تسجيل الملاحظات عند ظهور الأعراض.
  •  كتابة لائحة بالأمراض الأخرى -إن وجِدَت- وبالأدوية والفيتامينات التي يتناولها المريض.

قد يأخذ الطبيب خزعة من الجلد ويفحصها تحت المجهر. وبما أن المرض عند الأطفال موروث، فقد يطلب اختبارًا جينيًا.

كيف يُعالَج السماك الشائع؟

ليس هناك علاج نوعي للسماك الشائع، لكن يمكن تخفيف أعراض جفاف الجلد وثخانته. إذ يوصي الأطباء بعدة أمور:

  •  أخذ حمام أكثر من مرة يوميًا لترطيب الجلد.
  •  وضع الفازلين قبل الحمام أو أي مرطب على التقرحات المفتوحة والتشققات العميقة، ما يخفف الحروق والألم والتشققات. ووضع الملح في ماء الحمام، ما يقلل من الحروق والحكة والألم.
  •  استخدام مرطب للجلد بعد الحمام مباشرةً حتى يتغلغل بالجلد، فهناك مرطبات تحتوي على مواد مثل حمض اللاكتيك، وحمض الساليسيليك، واليوريا تساعد على ترطيب الجلد جيدًا.
  •  تناول الأدوية وخاصة المضادات الحيوية لعلاج التهابات الجلد.
  •  وضع كمية ضئيلة من المبيضات في ماء الحمام إذا تكرر ظهور التهابات الجلد، ما يقلل من عدد الجراثيم على الجلد، علمًا بأن هذه الخطوة يجب أن تتم تحت إشراف الطبيب.
  •  التخلص من الجلد الميت في الحمام باستخدام إسفنجة خاصة.
  •  علاج الأمراض التي تسبب السماك الشائع، وتقليل جرعة الأدوية التي تسببه.

ما المضاعفات المصاحبة للسماك الشائع؟

تتضمن المضاعفات:

  •  عدوى والتهاب بالجلد.
  •  زيادة عوامل الخطر لتتطور إلى إكزيما، وربو، وحمى القش، وطفح جلدي لدى الأطفال المصابين.
  •  الجفاف، وارتفاع درجة الحرارة، وظهور تقرحات، ونقص بالوزن، وحساسية جلدية.
  •  معاناة المريض نفسيًا أيضًا بسبب مظهر الجلد.

ما توقعات المرض على المدى البعيد لمرضى السماك الشائع؟

تبدأ التقشرات الجلدية بالاختفاء عند بعض الأطفال في فترة البلوغ، وفي حالات أخرى قد تختفي الأعراض خلال فترة الطفولة، لتعاود الظهور في فترة المراهقة أو الكبر.

تتحسن الحالة مع تقدم العمر، ولا يؤثر المرض في الصحة العامة للجسم. وفي أغلب الحالات يعيش المرضى حياة طبيعية مع أن علاج الجلد يستمر على الدوام.

اقرأ أيضًا:

الدخينة (البقعة الجلدية البيضاء): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

جفاف الجلد المصطبغ: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: عمار علي نصري

تدقيق: جنى الغضبان

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر