حوّلت الأمطار الموسمية الناجمة عن تغير المناخ والزراعة هذه الصحراء العملاقة إلى منطقة خضراء.

فقد أصبحت صحراء ثار في الهند أكثر خضرة بنحو 38% في السنوات العشرين الماضية، نتيجة تغير المناخ والتوسع الزراعي، وفقًا لدراسة جديدة.

فقد شهد العقدان الماضيان تزايد عدد السكان في هذه الصحراء، ما حوّلها إلى منطقة زراعية وعمرانية على نحو متزايد، وهو أحد أسباب زيادة الخضرة في المنطقة، حسب ما ذكر الباحثون.
أما السبب الآخر لهذا التغيير فيعود إلى تغير المناخ، الذي أدى إلى زيادة هطول الأمطار الموسمية في المنطقة.

تمتد صحراء ثار -المعروفة باسم الصحراء الهندية الكبرى- على مساحة 200000 كيلومتر مربع في شمال غرب الهند وجنوب شرق باكستان.

وتعدُّ هذه الصحراء مركزًا للنمو الحضري والزراعي، وأكثر الصحارى اكتظاظًا بالسكان في العالم، إذ يقطنها أكثر من 16 مليون نسمة، مع أن العديد من الصحارى في العالم تعاني تفاقم الجفاف.

قال فيمال ميشرا -المهندس المدني في المعهد الهندي للتكنولوجيا في غانديناغار والمؤلف المشارك في الدراسة- لموقع لايف ساينس عبر البريد الإلكتروني: «لقد أدت زيادة توافر المياه والطاقة إلى التوسع في المناطق الزراعية والحضرية، مع زيادة كبيرة في إنتاج المحاصيل في المنطقة. لا توجد صحراء أخرى في العالم شهدت زيادة في التحضر والزراعة وهطول الأمطار في الفترة الأخيرة».

وقد نُشرت الدراسة الجديدة في 3 أبريل، إذ حللت بيانات الأقمار الصناعية من عام 2001 إلى 2023.

وجد ميشرا وفريقه أن الصحراء أصبحت أكثر خضرة بنسبة 38% في أثناء هذه الفترة، مع ظهور المزيد من الغطاء النباتي في صور الأقمار الصناعية.

ولفهم أسباب هذا التحول نحو الخضرة، درس الباحثون السجلات التاريخية لتوسع السكان في صحراء ثار، والبنية التحتية للري، ونماذج المناخ.

أظهرت النتائج أن خضرة صحراء ثار ناتجة أساسًا عن زيادة هطول الأمطار في أثناء مواسم الرياح الموسمية الصيفية -بزيادة إجمالية قدرها 64%- وثانيًا بسبب البنية التحتية للري التي تتيح جلب المياه الجوفية إلى السطح خارج موسم الأمطار.

تساعد الإدارة المستدامة لموارد المياه في صحراء ثار على التكيف والاستمرار في دعم سكانها المتزايدين حسب اقتراح المؤلفين.

مع ذلك، يهدد ارتفاع درجات الحرارة 16 مليون شخص يعيشون في هذه الصحراء، وأشار الباحثون إلى خطر الإفراط في استخدام المياه الجوفية للري، ما يهدد باستنزاف الموارد.

لذلك توجد خطة مستقبلية للتنمية في صحراء ثار، منها إدارة المياه المستدامة، والمحاصيل المقاومة للجفاف، والتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، والطاقة المتجددة.

وقد تعني زيادة الأمطار الموسمية أيضًا المزيد من الفيضانات، إذ تتوقع النماذج المناخية أن تحدث هذه الزيادة على شكل موجات شديدة من الطقس المتطرف، التي يمكن أن تلحق أضرارًا بالمنازل والمباني في الصحراء.

ومن المخاطر المحتملة حدوث الفيضانات الناتجة عن زيادة الأمطار الموسمية وما تلحقه من أضرار بالمنازل والمباني في الصحراء، ولكن إذا جرى التعامل معها جيدًا والتكيف معها، فقد تتيح للزراعة والسكان الازدهار في المنطقة.

وقد توقع باحثون في دراسة منفصلة أن تصبح المزيد من المساحات خضراء بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين.

يؤدي هذا التغير إلى تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة، ولكنه قد يهدد التنوع البيولوجي المحلي للأنواع المتخصصة المتكيفة مع البيئة الصحراوية، والأساليب التقليدية للزراعة البدوية. وحذر العلماء من أن الحاجة إلى الحفاظ على هذه الجوانب من البيئة الصحراوية يجب أن تؤخذ في الاعتبار مع استمرار التنمية.

اقرأ أيضًا:

عندما تحول البحر المتوسط إلى صحراء ملحية قاحلة!

الصحراء تتحول إلى أرض خضراء خصبة كل 21000 عام بحسب دراسة جديدة

ترجمة: لور عماد خليل

تدقيق: تمام طعمة

مراجعة: باسل حميدي

المصدر