سيطر شات جي بي تي على نتائج محركات البحث، وأصبح حديث الساعة حول العالم منذ إطلاقه بداية 2023.

تُظهر البيانات التي عرضتها منصة الأخبار المالية Finbold أن شعبية مصطلح شات جي بي تي حصلت على تقييم 100 من 100 في الخامس من شهر نوفمبر، ذلك يُعادل زيادة في شعبية البوت وصلت إلى 400% مما كانت عليه في الأول من شهر يناير.

تعكس هذه الشعبية الهائلة تبنّي استخدام الأداة على نطاق واسع وفي مجالات عديدة، ما يضعها في المقدمة عند الحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية.

توضح البيانات تصنيف الدول الأكثر استخدامًا لشات جي بي تي، إذ تحتل الصين الصدارة بحصولها على 100 نقطة من 100 للتعبير عن شعبية الأداة، وتتبعها كل من الفلبين ونيبال.

تتشارك كل من سنغافورة وسيريلانكا المرتبة الثالثة بـ 31 نقطة. يتضح إذن مدى كفاءة بوت شات جي بي تي، الذي تخطى جميع الحدود الجغرافية في تأثيره على الدول من مختلف أنحاء العالم.

بداية الهيمنة:

يُمكن القول إن رحلة شات جي بي تي الصاروخية نحو القمة سببها استخداماته العديدة وكونه الأول من نوعه من بين أدوات الذكاء الاصطناعي التي ظهرت على الإنترنت.

يُعزى أيضًا إلى استثمار مايكروسوفت المدروس في شركة OpenAI بداية العالم، ما عزز مكانة البوت أكثر في العالم الرقمي.

تجدر الإشارة إلى ميزات الإدماج العديدة التي ظهرت في منتجات مايكروسوفت بعد إقدامها على الاستثمار في الأداة، أهمها عمل البوت داخل محرك بحث بينغ.

ساعدت قدرات البوت التوليدي المتنوعة -التي تشمل كتابة الأكواد البرمجية وتوليد المحتوى والاستجابة للأوامر المختلفة- في زيادة شعبيته خاصةً بين الطلاب.

تابعت شركة OpenAI تحديث البوت دون توقف طيلة هذا العام، إذ ساعدت آراء الناس وتقييماتهم في تحسين أداء الأداة.

بعض أهم التحديثات تتضمن خدمة شات جي بي تي بلس المدفوعة، وتطبيقًا خاصًا للهواتف الذكية، وتطويرات للذاكرة والقدرة على تصميم مُساعد قائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي يتناسب مع احتياجات كل مستخدم.

وفّر آخر تحديث أيضًا سوقًا لبوتات الدردشة شبيهًا بمتجر تطبيقات الهواتف المحمولة، ما زاد من تنوع قدرات الأداة وفعاليتها.

أحدث نجاح شات جي بي تي ثورةً في مجال الذكاء الاصطناعي، ومهد الطريق للعديد من الشركات الأخرى التي أطلقت منتجاتها الخاصة بعد ذلك مباشرةً.

توضح منصة Finbold أن القطاع شهد زيادة مهولة في القيمة السوقية بلغت 2.86 مليار دولار منذ يناير وحتى نوفمبر 2023.

يتجسد هذا النمو في الإنجازات التي حققتها شركة إنيفيديا المختصة بصنع الرقائق، إذ تجاوزت القيمة السوقية للشركة مليار دولار. كان ذلك تأكيدًا على ازدهار القطاع كله وتحقيقه لأرباح غير مسبوقة.

أدى نجاح شركة OpenAI في السوق إلى تسابق المتنافسين لإطلاق منتجاتهم الخاصة القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي أهمها بارد (Bard) من إنتاج شركة غوغل وغروك (Grok) من إنتاج شركة إيلون ماسك xAi ومؤخرًا البوت الذي أطلقته أمازون أوليمبس (Olympus).

الفاكهة المحرمة:

بقي الطلب على بوت الدردشة شات جي بي تي قويًا حتى بعد محاولات الصين الأخيرة لمنع استخدامه، إذ يلجأ البعض إلى طرق متنوعة، مثل الشبكات الافتراضية الخاصة VPN والمواقع البديلة، للوصول إلى الأداة.

اتخذت الشركات التقنية المحلية العملاقة، من أمثال تينسنت وبايدو، نتيجة هذه الشعبية الهائلة خطوات تضمن لها تحقيق أرباح كبيرة بواسطة إنشاء منتجات مشابهة لشات جي بي تي.

يواجه بوت شات جي بي تي الآن وفي المستقبل القريب تحديات تتمثل في الحفاظ على مكانته في السوق بسبب المنافسة المحتدمة، في حين أن شركة OpenAI مشغولة في الدعاوى القضائية التي تزعم انتهاك الشركة لحقوق الطباعة والنشر.

ازدادت أيضًا في الآونة الأخيرة مخاوف مرتبطة بأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي والمخاطر المترتبة على ذلك.

أصبح مسار نمو شات جي بي تي موضوعًا شيقًا مع اقتراب نهاية العام الذي صدر فيه. هل سيستمر المسؤولون عن هذه الأداة في الابتكار والتطوير والتكيف للاحتفاظ بمكانة البوت المرموقة في القطاع؟

لن يتضح أي من ذلك إلا مع الوقت، لكن الواضح الآن عدم تخلي OpenAI عن مشروعها، خاصةً بعد عملها المشترك لتصميم رقائق ذكاء اصطناعي مهيأة للخدمات التي تُقدمها شركة مايكروسوفت.

اقرأ أيضًا:

شات جي بي تي سوف يرى ويسمع ويتكلم في التحديث القادم

علماء يبتكرون طريقة لمعرفة فيما إذا كان شات جي بي تي واعيًا لنفسه

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: باسل حميدي

المصدر