بعض الطيور تمتلك قدرات مذهلة حقًا، فهي قادرة على الطيران لفترات طويلة دون توقف، إذ يمكن بعضها الطيران لأكثر من خمس ساعات بدون رفرفة وحتى لأكثر من 10 أشهر متتالية. ولكن رغم هذه القدرات الرائعة، قد يكون البقاء في الجو لفترات طويلة مجهدًا حتى بالنسبة لأمهر الطيارين. فأين تستريح هذه الطيور عندما تحلق فوق المحيط؟ دعونا نلقي نظرة.

بالنسبة لبعض الطيور، الاستراتيجية الأمثل هي عدم التوقف على الإطلاق. وفقًا لدراسة أجريت في عام 2021، رُصدت خمسة أنواع من الطيور التي تهاجر مسافات طويلة خلال فصل الخريف. وتبين أن هذه الأنواع، مثل صقر الشاهين والعقاب، يعتمدون على ظروف الرياح المستقرة لخلق ارتفاع يساعدهم في توفير الطاقة خلال رحلاتهم الطويلة.

حتى وقت قريب، كان يُعتقد أن قوة الرفع ضعيفة أو غائبة فوق سطح البحار. ولكن المؤلفة الرئيسية إلهام نوراني أكدت في بيانها أن هذا الاعتقاد غير صحيح. فقد اكتشفوا أن الطيور المهاجرة تعدل مسارات طيرانها للاستفادة من أفضل ظروف الرياح وقوى الرفع عندما تحلق فوق البحار، ما يساعدهم على الاستمرار في الطيران لمئات الكيلومترات.

تشير التقديرات إلى أن نحو 2000 نوع من الطيور، أي ما يعادل 20% من إجمالي عددها في العالم، تُهاجر بانتظام وفقًا لمنظمة RSBP، ورغم أن هناك من يقدر الأعداد بأكثر من ذلك. ورغم أن بعض الطيور المهاجرة البرية قد تمكنت من تحديد مناطق توقف لها تستخدمها لأجيال، فإن البحث أظهر وجود عدد أكبر من الطيور التي تستخدم السفن كمحطات استراحة مما كان معروفًا سابقًا.

يعتبر توقف الطيور على متن السفن حدثًا نادرًا وملحوظًا في دراسات علم الطيور، وهذا ما أشار إليه باحثون في ورقة بحثية نُشرت في عام 2022. ومع ذلك، قرر هؤلاء الباحثون أداء حملة علمية في البحر الأبيض المتوسط وسجلوا توقف 13 نوعًا مختلفًا من الطيور على قاربهم خلال رحلتهم التي استغرقت 25 يومًا.

وجد الفريق أن متوسط الوقت الذي توقفت فيه الطيور على متن قاربهم كان 42 دقيقة، ويعتقد أن الوقت قد يكون قصيرًا نسبيًا بسبب نقص الموارد الغذائية التي قد تتغذى عليها الطيور على متن قاربهم. ومع ذلك، يعتقد الفريق أن معظم الطيور اختارت التوقف إما لأنها واجهت طقسًا سيئًا أو كانت في حالة بدنية سيئة وتحتاج إلى الراحة.

باستنادهم إلى بياناتهم حول الطيور، يقدرون أن نحو 4 ملايين طائر قد يستخدمون السفن في وسط البحر الأبيض المتوسط كمحطات توقف، مما يشير إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول تأثير حركة المرور البحرية على هجرة الخريف.

اقرأ أيضًا:

الجيل الجديد من التجسس: تحنيط الطيور الميتة وتحويلها إلى طائرات مسيرة

أجسام الطيور تتقلص مع ارتفاع درجة حرارة العالم

ترجمة: يوسف الشيخ

تدقيق: رغد أبو الراغب

المصدر