يعاني معظم العاملين بدوام المناوبات الليلية اضطرابات في النوم، وأكدت دراسة جديدة أن نحو 1 من كل 10 أشخاص يناوبون ليلًا يعانون مشكلات السهر، ومن المحتمل أن يكون أكثر من نصفهم قد أصيبوا بنوع من اضطراب النوم على الأقل، مثل الأرق.

جمع فريق من الباحثين من هولندا وبلجيكا بيانات حول العمل والنوم من 37662 فردًا، وصنفوهم في مجموعات بناء على جدول عملهم ليلًا أو نهارًا.

دُرست ستة أنواع شائعة لاضطرابات النوم منها: الأرق، فرط النوم (النعاس المفرط في أثناء النهار)، الخطل النومي (الحركات أو الأحلام غير الطبيعية)، توقف التنفس في أثناء النوم، اضطرابات الحركة المرتبطة بالنوم (حركات ارتجاج في الساقين والذراعين في أثناء النوم)، اضطرابات النوم والاستيقاظ بسبب إيقاع الساعة البيولوجية.

يقول الباحث في علم النوم ماريك لانسل، من جامعة جرونينجن في هولندا: «بالمقارنة مع العمل في فترات منتظمة خلال ساعات النهار، فإن العمل في الأوقات الأخرى من اليوم يرتبط بارتفاع معدل حدوث اضطراب النوم، لا سيما العمل الدوري والمنتظم في الفترات الليلية».

ومن الجدير بالذكر أن 51 %؜ من الأشخاص الذين يعملون في الليل قد سجلوا نتائج إيجابية للإصابة بأحد اضطرابات النوم على الأقل. وأكثر من ربع العاملين في المناوبات الليلية تقريبًا -نحو 26%؜- أبلغوا عن معاناتهم اثنين أو أكثر من اضطرابات النوم.

أما نتائج الدراسة بأكملها، وبعد الجمع بين جميع جداول بيانات المشاركين، فقد بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون اضطراب نوم واحد على الأقل نحو واحد من كل ثلاثة أشخاص.

حلل فريق الباحثين النتائج بناءً على عوامل ديموغرافية معينة، فكانت اضطرابات النوم أكثر شيوعًا عند النساء، على الرغم من أن الرجال يميلون إلى النوم ساعات أقل، وكان المشاركون صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 30 وما دون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم، بينما كان كبار السن أصحاب متوسط ساعات النوم الأقل. بالإضافة إلى أخذ التعليم بعين الاعتبار أيضًا،

يقول لانسل: «إن آثار العمل بنظام المناوبات على النوم هي الأبرز لدى الشباب ذوي مستويات التعليم الأقل، فلقد توضح أن المشاركين الأقل تعليمًا مؤهلون للإصابة بأحد اضطربات النوم أكثر من غيرهم».

من الجدير بالذكر أن بيانات المشاركين جمعت كلها بناءً على إجابات ذاتية للمشاركين وليست من تحليل النوم في المختبر، ولا تثبت أن العمل والمناوبة في الليل مرتبطة مباشرةً بحدوث هذه المشكلات الصحية، لكن الإحصائيات قد وجدت علاقة مهمة بين الاثنين.

رُبِط العمل لساعات غير منتظمة -خاصةً في الليل- بالعديد من الاضطرابات، بما في ذلك الإصابة بمرض السكري والسرطان والاكتئاب، ومن الواضح أن العمل في الليل يجعل من الصعب الالتزام بروتين نوم جيد، لاسيما أن المجتمع الحديث يعتمد على نظام العمل الليلي، لكن يجب الطلب من أصحاب العمل أن يكونوا أكثر وعيًا حول الآثار السلبية للسهر في الليل، والانتقال إلى العمل بنظام الورديات قدر الإمكان.

اختتم الباحثون ورقتهم المنشورة: «يُنصح عمومًا باعتماد المناوبات الدورية، لا سيما جداول العمل الدورية السريعة مع تقصير فترة العمل الليلي قدر الإمكان ووضع الكثير من أيام الراحة بين فترات العمل الليلية للتعافي من مشكلة نقص النوم المتراكم، لتفادي الإصابة بالاضطرابات الصحية المذكورة أعلاه وتقليل تعريض صحة العمال للخطر».

اقرأ أيضًا:

يؤثر السهر طوال الليل واختلاف توقيت تناول الطعام بطريقة مضرة ومدمرة في صحة الجسم

قد يؤدي السهر طوال الليل في الواقع إلى تخفيف الاكتئاب لدى بعض الأشخاص!

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر