هل تسبب الغازات المحتبسة ألمًا في الصدر ؟ الجواب القصير هو نعم!!

عندما تُحتبس الغازات في الجزء العلوي من البطن، قد تسبب ألمًا شديدًا في الصدر. وفي الواقع، قد يتساءل بعض الناس عما إذا كانوا يعانون من نوبة قلبية، أم هم فقط بحاجة إلى إطلاق الغازات.

ومع أن ألم الصدر قد يشير إلى حالة طوارئ حقيقية، لكن لحسن الحظ أن هناك طرقًا لمعرفة الفرق بين الأسباب الكامنة وراء ألم الصدر وعلاجها المناسب.

تقدم لنا طبيبة الهضمية كريستين لي، بعض الإرشادات حول التعامل مع ألم الصدر الناتج عن الغازات المحتبسة فيه.

هناك مخرجان طبيعيان فقط يمكن للغازات الخروج منهما على طول أنبوب الجهاز الهضمي، المخرج الأول في الأعلى (فوهة الفم) ونسمي عملية خروج الغازات منها بالتجشؤ، والمخرج الثاني في الأسفل (فتحة الشرج) ونطلق عليها عملية إطلاق الريح أو الغازات البطنية.

يعد كل ذلك جزءًا طبيعيًا من عملية الهضم، إذ تحدث عملية الهضم دون حدوث ضجة كبيرة.

لكن هذا ليس هو الحال دائمًا. ففي بعض الأحيان، تُحتبس هذه الغازات في البطن، وإذا لم تتمكن لأي سبب من الأسباب من الخروج عبر المستقيم، فإنها تصعد نحو الأعلى مسببة ألمًا في الصدر.

كيف يبدو ألم الصدر الناجم عن الغازات؟

تقول الطبيبة لي: «تختلف طريقة التعبير عن الألم من شخص إلى آخر، ما يجعل من الصعب وصف الألم الصدري عمومًا وبدقة».

قد تشمل الأعراض الشائعة لتراكم الغازات في الصدر ما يلي:

  •  شعورًا بالثقل أو الضيق في الجانب الأيسر أو الأيمن من الصدر.
  •  ألمًا حادًا في الصدر أو الجزء العلوي من البطن.
  •  انتفاخ البطن.
  •  إطلاق الريح والتجشؤ الإرادي أو اللاإرادي.

في معظم الأحيان، تحدث آلام الغازات استجابة لشيء قد أكلته أو شربته، مثل:

  •  المشروبات الغازية، مثل البيرة أو الصودا.
  •  الأطعمة التي قد يطور البعض حساسية ضدها، مثل منتجات الألبان أو الغلوتين.
  •  الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف.
  •  ابتلاع كميات مفرطة من الهواء، التي ربما حدثت في أثناء تناول الطعام أو الشرب بواسطة قشة، التدخين، التحدث أو حتى مضغ العلكة.
  •  الأدوية مثل الستاتينات، مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية وبعض المسهلات.
  •  المحليات الصناعية.
  •  التسمم الغذائي، خاصةً إذا كان الألم مصحوبًا بالحمى أو الغثيان والإقياء أو الإسهال.

بالإضافة إلى بعض الحالات المرضية الطبية التي قد تندرج تحت الأسباب المحتملة لآلام الصدر، مثل:

  •  أمراض المرارة.
  •  القلس المريئي.
  •  حرقة المعدة.
  •  متلازمة الأمعاء الهيوجة (القولون العصبي).
  •  عسر الهضم.
  •  الداء الزلاقي.
  •  تأخر إفراغ المعدة (خزل المعدة).
  •  فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة أو SIBO.
  •  انسداد في الجهاز الهضمي، والذي قد يكون ناتجًا عن حالات مثل سرطان القولون والمستقيم أو سرطانات المبيض والمعدة.

كيف يمكن التمييز بين ألم الصدر الناتج عن الغازات والنوبة القلبية؟

ذكرنا سابقًا أن آلام الصدر الناتجة عن الغازات قد تحدث بعد الطعام أو الشراب، وأن التجشؤ أو إطلاق الريح يكون عادةً كافيًا للشعور بالراحة، أما النوبة القلبية فهي أكثر خطورة.

ولكن لأن تجربة الألم تختلف بين الأشخاص، وما يشعر به شخص ما على أنه مجرد احتباس غازات في الصدر، قد يشعر به شخص آخر مثل نوبة قلبية، فلا يمكن التعميم.

فيما يلي بعض العلامات الإنذارية المبكرة للنوبة القلبية، وعلينا أن ندرك أنها قد تتراوح بين عدم الشعور بأي ألم في الصدر على الإطلاق، وبين الشعور بألمٍ شديد:

  •  الشعور بالضغط أو الضيق في الصدر.
  •  ألم في الذراع، الفك، الرقبة أو الظهر.
  •  تعرق بارد.
  •  حرقة معدية أو عسر الهضم.
  •  ضيق في التنفس.
  •  الغثيان أو الإقياء.
  •  التعب المفاجئ والشعور بالإجهاد.

كيف نتخلص من الغازات المحتبسة في الصدر؟

قد تكون أفضل طريقة للتخلص من الغازات المحتبسة وتخفيف ألم الصدر هي إخراجها عبر التجشؤ أو إطلاق الريح.

قد يفيد أيضًا تجربة واحدة أو أكثر من هذه النصائح لتشجيع الغاز على الخروج:

  •  ممارسة التمارين اللطيفة، بما في ذلك المشي أو اليوجا، إذ تساعد الرياضة على إرخاء الأمعاء، وتصريف الغازات عبر السبيل الهضمي.
  •  يفيد التبرز أيضًا في تصريف الغازات المعوية.
  •  ثبت أن الزنجبيل يمنع الانتفاخ والغازات. مثل تجربة تناول قطع الزنجبيل المحلى، أو شرب كوب من منقوع الزنجبيل، أو حتى شرب بعض الماء الدافئ مع رش مسحوق الزنجبيل فوقه.
  •  وضع الوسائد الحرارية، أو زجاجة ماء ساخن على البطن للمساعدة في استرخاء الأمعاء.
  •  التدليك الذاتي اللطيف للبطن.
  •  تجنب الأدوية التي تبطئ الحركة المعوية مثل المخدرات والمواد الشبيهة بالأفيون ومسكنات الألم وبعض مضادات الحساسية.
  •  قد تفيد أيضًا بعض العلاجات الدوائية المحتوية على مادة السيميثيكون والتي تعطى طبعًا عبر وصفة طبية، وبعد استشارة الطبيب.

كيف نحد من احتباس الغازات وهجمات الألم الصدري في المستقبل؟

  •  الابتعاد عن الأطعمة صعبة الهضم مثل الفاصوليا والبروكلي والملفوف والبصل والثوم ومنتجات الألبان، والأطعمة التي تحتوي على محليات صناعية.
  •  الابتعاد عن المشروبات الغازية في النظام الغذائي، بما في ذلك المياه الغازية والصودا والبيرة.
  •  في حال عدم تحمل الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز أو الغلوتين، يجب تجنبها، وقد يستطيع متخصصو التغذية أو الأطباء المساعدة في وضع نظام غذائي مناسب.
  •  محاولة تقليل ابتلاع الهواء عبر تجنب استخدام القشة في الشرب، تقليل التدخين وتقليل مضغ العلكة وعدم التحدث في أثناء تناول الطعام.
  •  الانتباه إلى الأدوية المستخدمة في حال الاعتقاد بمساهمتها في إنتاج الغازات.
  •  الحفاظ على الترطيب ومنع الجفاف.
  •  ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب الجلوس لفترات طويلة للحفاظ على حركة الجهاز الهضمي، والحد من تراكم البكتيريا المنتجة للغازات.

متى تجب زيارة الطبيب؟

تقول الطبيبة لي: «إن الوقاية دائمًا أسهل من العلاج، وسواء كان الألم في الصدر علامة على مرضٍ قلبي أوعلى سرطان القولون والمستقيم، أو لمجرد أنك تتناول الكثير من البروكلي، فمن الأفضل استشارة الطبيب، لأنه كلما كان التشخيص مبكرًا أكثر، كان العلاج أو الشفاء أسرع».

اقرأ أيضًا:

ما أسباب ألم الصدر في أثناء التنفس؟

غازات البطن.. الأسباب والعلاج

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: نور حمود

المصدر