إذا أراد البشر معرفة المزيد عن تاريخ الشمس، فعليهم دراسة القمر. ذلك هو الاقتراح الذي قدمه فريق الباحثين الذين يأملون بتسخير المعلومات التي ستجمعها رحلات أرتميس إلى القمر في محاولة لفهم تاريخ حياة الشمس.

لطالما أثرت الشمس في جميع الأجرام الموجودة في النظام الشمسي. إذ تُشِع الشمس باستمرار الحرارة والضوء إلى كوكب الأرض، إضافةً إلى الجسيمات عالية الطاقة والرياح الشمسية.

صورة بحجم 300 ميجابكسل تجمع فيها 15,000 صورة متفرقة للشمس. (أندرو مكارثي)

صورة بحجم 300 ميجابكسل تجمع فيها 15,000 صورة متفرقة للشمس. (أندرو مكارثي)

هذا الأمر ليس بجديد، فإنه يحدث يوميًا منذ مدة من الزمن تُقدر بنحو 4.5 مليار سنة.

مع مرور الوقت، أصبحت تأثيرات الشمس في كوكب الأرض فيما مضى غير واضحة بسبب عوامل عديدة، أهمها: التجوية، والتعرية، ودورات تغير الصفائح التكتونية باستمرار. غطّت هذه العوامل على أي تأثيرات سابقة للشمس في باطن الأرض أو قشرتها.

لكن، بحسب تقرير ظهر في أرشيف لمسودات ورقات علمية arXiv، فإن العوالم الميتة تحمل سجلات عن النجوم المحيطة.

بما أن القمر هو أقرب عالم ميت للأرض، ومهمات أرتميس تسعى إلى دراسة القمر بالتفصيل، فمن البديهي البحث عن الأجوبة المتعلقة بتاريخ الشمس هناك.

في الواقع، لقد سجل الباحثون نشاطات حدثت على سطح القمر منذ نشأته، مثل: تدفق الحمم البركانية الناتجة عن سقوط المذنبات والكويكبات عليه. ويؤكد ما جاء في التقرير أن هذه الأمور تساعد الباحثين ولا تعيقهم.

تغلق تدفقات الحمم البركانية أجزاء كبيرة من القمر وتمنع تعرضها للشمس.

إذا تمكن الباحثون من الحفر تحت أماكن هذه الحمم والوصول إلى أعماق الحطام الصخري، عندها سيحصلون على معلومات قبل تدفق الحمم، ومن ثَمّ صورة أوضح عن تاريخ الشمس.

مع أن تعرض سطح القمر للاصطدامات المختلفة قد يُغير من طبيعته بعض الشيء، فإن هذا الأمر يكشف أيضًا الطبقات العميقة تحت السطح، ما يُسهل الوصول إليها مع الوقت.

مثلًا، سيتمكن العلماء من تحديد المدة التي تعرضت لها عينة مأخوذة من باطن القمر للإشعاعات الكونية. ومن ثمّ سيصبح بالإمكان وضع نموذج لحساب معدل إنتاج الشمس للإشعاع الكوني من مليارات السنوات.

يُمكن الوصول إلى هذه المعلومات أيضًا بتتبع الآثار التي تركتها الجسيمات عالية الطاقة في أثناء تلاشيها إلى داخل قشرة الأرض.

مع مرور الوقت، تتحول تربة القمر إلى صخور متلاحمة، ويختلف معدل التغير هذا بحسب نسبة تعرض التربة للإشعاع الشمسي.

يمكن فهم تغير شدة إضاءة الشمس عبر تاريخها بالمقارنة بين عينات مختلفة من الصخور المتلاحمة على سطح القمر وفي أعماق مختلفة أيضًا.

بحسب التقرير، إن القمر هو أكثر مكان يسهل الوصول إليه في النظام الشمسي، ويتيح للبشر اكتشاف المزيد عن تاريخ الشمس عبر دراسته.

بكل بساطة، يُمثّل القمر آلة رجوع في الزمن للتعرف على الشمس.

اقرأ أيضًا:

العثور على كويكبات قريبة من الأرض لم نستطع رؤيتها سابقًا بسبب وهج الشمس

رصد نوع جديد من الموجات الشمسية قد يفتح أفقًا لدراسات واسعة

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: هادية أحمد زكي

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر