الكاميرات المزدوجة: ما فائدتها في هاتف iPhone 7 Plus وغيره من الأجهزة؟


سيشهد تيار تكنولوجيا الهواتف الذكية وصول نوعية جديدة من الكاميرات، ألا وهي الكاميرات المزدوجة، والحاضرة في الهاتف الذكي أيفون Iphone 7 Plus لشركة آبــل Apple)). رغم أن هذه الكاميرات قد تثبط الجهود المبذولة لتطوير نوعية الصور، إلا أنها ستوفر لنا ميزات جديدة كاستعمالها من طرف شركة Apple للتموضع وذلك لمصلحة عالم الواقع المعزز AR (The Augmented Reality) والمشهور في لعبة بوكيمون جو (Pokemon Go).

يقوم المصنعون بدمج الكاميرات المزدوجة في الهواتف الذكية جاعلين هذه الأخيرة تمتلك نوعية في التصوير مشابهة لآلة التصوير الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة DSLRC))، الاحترافية المشهورة منذ أواسط القرن الماضي. فاستحالة دمج عدسات كبيرة في هاتفٍ نقالٍ ذي أبعاد رقيقة وصغيرة، أدّى إلى ضرورة الرجوع إلى الكاميرات المزدوجة. يؤدي استعمال ميزات تكبير الصور في البرامج بالوصول إلى حدود نوعية للصورة أو بجعلها رديئة، وبالتالي، مع انخفاض كلفة العدسات يُستحب استعمال كاميرا إضافية، علما أن استعمال الاثنين معا يتطلب الاعتماد على الاستيفاء بين الصورتين.

dual-cam-1
عدستين أفضل من واحدة. شركة آبــل

للكاميرتين بعدان مختلفان عن البؤرة، واحدة ذات عدسة واسعة والأخرى ذات عدسة مقربة، واللتان توفران عدة فوائد. تستعمل العدسات المقربة لتصحح التشوه الذي يحدث في العدسات واسعة الزاوية، وذلك بعملية مزج تأثير التسطيح ناتج عن العدسات الطويلة. امتلاك عنصرين مختلفين قليلا للالتقاط، يُوفِّر مجالا ديناميكي أحسن وأكبر، من الفاتح إلى الداكن، أي أنه يمكن للكاميرا أن تعطي صورة بتفاصيل أكثر وضوحاً وغنية بالألوان، فالاعتماد على عدسات بصرية حقيقية بدلا من التكبير بواسطة البرامج، يقلص من الضوضاء والشوائب الرقمية التي تجعل الصورة محببة.

dual-cam-2
استحالة التقاط صورة مماثلة لهذه بميزة التركيز، بهاتف ذكي عادي يحمل كاميرا واحدة عادية. (PiccoloNamek, CC BY-SA)

الكاميرا المزدوجة أو ما يدعى بالكاميرتين التوأم ذات 12 ميغابيكسيل الموجودة في خلفية الأيفون iPhone 7 Plus، هي نتيجة شراء شركة آبــل لشركة Linx المصنعة للكاميرات عام 2015، فقامت بدمج عدسة واسعة الزاوية 28 مم وعدسة مقربة 65 مم في هواتف الأيفون.
البرنامج المتحكم في تفعيل الكاميرا المزدوجة يستعمل أحدهما أو كلاهما لتوفير نوعية جيدة للتصوير، الذي يجعل طريقة التقاط الصور واضحة عبر نظام التشغيل iOS والذي يسمح بانتقال سهل بين العدسات، واسعة الزاوية (×1)، المقرب (×2)، وبرنامج التكبير (×10).

إنشاء مشاهد ستيريو كوبية:

يسمح دمج الكاميرا المزدوجة في الهاتف الذكي باستفادة من مزايا أخرى، إذ بامتلاك مشهدين من كاميرتين مختلفتين متجاورتين تسمح معالجة الصورة بحصول المشهد على بعد إضافي المتمثل في العمق.
بما أن المسافة بين الكاميرتين معلوم، يقوم البرنامج بحساب لحظي حسب قوانين التثليث لتحديد المسافة نحو نقاط معينة في الصورتين، حقيقة فإن عقلنا يقوم بأمر مشابه، يدعى بـ Stereopsis يسمح لنا برؤية العالم حولنا حسب ثلاثة أبعاد.
يقوم هاتف الأيفون باستعمال خوارزميات التعلم الآلي لـتفحص ما يوجد في المشهد و إنشاء لحظي لمشهد ثلاثي الأبعاد للتضاريس و الأشياء، يستعمل هاتف الايفون ذلك حالياً في فصل ما هو خلفي عن ما هو أمامي و التركيز على هذا الأخير. عدم تركيز ما هو خلفي، هو تأثير يدعى بالبوكيه غير متوفر في الكاميرات العادية المتواجدة في الهواتف الذكية مع أنه متواجد في عدسات DSLRC. ستسمح خريطة العمق للأيفون لمحاكاة البؤر المتغيرة معطية بذلك المساحة الخارجة عن تركيز الصورة.

تصميم تفاعلي متبادل:

يعتبر هذا الإنجاز الخطوة الأولى لشركة آبــل نحو جهاز مشابه لمايكروسوفت هـولـوليـنز (HoloLens)، النظارات الذكية للواقع المعزز التي لا تزال على قيد التطوير، ستقوم شركة مايكروسوفت بدمج خبرتها المُكتسبة من طرف تكنولوجيا الكينكت لألعاب الفيديو إكس بوكس في مشروع الهـولـوليـنز و توسيعه بتقنية SLAM أي نظام التموضع و بناء الخريطة في آن واحد، حيث تُرسَم المنطقة المحيطة على خريطة ثلاثية الأبعاد ويتم خلق تراكب رسومي جرافيكي على أو داخل فيديو يُبَث على المباشر.

البرمجيات التي تقوم بتحليل مماثِل لحركات الناس ومواضعهم داخل المشهد للكاميرات المزدوجة، ستقدم نافذة رقمية للعالم الحقيقي.
باستعمال التعرف على حركة اليد يمكن للمستعمل أن يتفاعل مع مزيج من العوالم الواقعية، كما يسمح تسارع الهاتف ومعطيات نظام تحديد المواقع GPS برصد التغيرات التي تحدث في ذلك العالم.
إلى جانب اقتناء آبــل لشركة Linx ، قامت بشراء رائد الواقع المعزز Metaio في 2015 مقترحة تصميماً للعبةٍ، وذلك لتطوير برنامج للواقع المختلط، زيادة عن ذلك اشترت آبــل عام 2013 الشركة الإسرائيلية PrimeSense التي قامت بترخيص تقنية الاستشعار الثلاثي الأبعاد (3D Sensing) لصالح شركة مايكروسوفت، و ذلك لتطوير الكينكت!!
قد تحاول شركة آبــل باستعمال الإنجاز في خرائط آبــل (َ(Apple Maps لدعمها بمعلومات رقمية حول الأشياء الواقعية، كما ستكون استعمالات أخرى ربما تبرز مستقبلاً كدمج المصنعين ومطوري التطبيقات لمنتجاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي و فرص التسوق، المتوفرة عبر الهواتف الذكية.
مع بروز مواقع التواصل الاجتماعي وكون آبــل تركز على ذلك، سيسمح الواقع المعزز بإنشاء نظام للدردشة بتقنية التواجد عن بعد.


ترجمة : عبروش محمَّد السَّعيد
تدقيق: مرام سالم
المصدر