الكوكب التاسع -يُعرف أيضًا بالكوكب X- هو جسم افتراضي ضخم في مدار بيضوي أبعد بكثير من بلوتو، تقريبًا على مسافة تستغرق من 10000 إلى 20000 سنة أرضية لإكمال دورة واحدة حول الشمس.

عرض فني للكوكب التاسع. (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا / ر. هورت / IPAC)

عرض فني للكوكب التاسع. (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا / ر. هورت / IPAC)

بالرغم من عدم وجود ملاحظات مباشرة إطلاقًا لجسم بمواصفات الكوكب التاسع، يمكننا تفسير أنماط غير متوقعة في مدارات أجسام أخرى، أصغر في الامتدادات الخارجية الجليدية للنظام الشمسي، من خلال قوة الجاذبية لهذه الأجسام.

في بدايات عام 2016، أعلن عالما الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، مايك براون -الذي اشتهر لدوره في خفض مرتبة كوكب بلوتو من المرتبة التاسعة في عام 2005- وكونستانتين باتيجين عن رصدهم لمدار الكوكب القزم 2012 VP113 مصطف بشكل جيد جدًا مع مدارات خمسة أجسام أخرى ما بعد نبتون.

بالرغم من احتمال كونها مصادفة، فاحتمالات حدوث هذا التجمع دون وجود شيء يسحبها من مكانها زهاء 1 من 14,000 وفقًا لبراون.

بعد سنتين، تم حساب الجسم العابر لنبتون 2015 BP519 على مسار غير عادي أيضًا يمكن أن يتأثر بكتلة مماثلة.

(معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا / ر. هورت / IPAC)

(معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا / ر. هورت / IPAC)

في الصورة: ستة أجسام متباعدة في النظام الشمسي ذات مدارات حصرًا عابرة لنبتون (أرجواني) تصطف جميعها في اتجاه واحد، وتميل مُبتعدًة عن مستوى النظام الشمسي بشكل متماثل تقريبًا. يشير الشكل البيضوي البرتقالي إلى المدار الافتراضي للكوكب التاسع المطلوب للحفاظ على هذه الهيئة.

حتى الآن، يظل هذا التكوين هو أفضل دليل على وجود كوكب غير مكتشف في أبعد امتدادات نظامنا الشمسي، مع ميلان غريب لمداراته ومدار 90377 Sedna الذي لا يمكن تفسيره بوجود نبتون.

مع ذلك، فإن التحليلات اللاحقة التي أجراها برنامج فحص أصول النظام الشمسي الخارجي، إضافةً إلى العديد من الفحوصات الأخرى، لم توجد أي علامة على التكتل بين الأجسام الأخرى العابرة لنبتون، ما يجعل في الوقت الحالي وجود الكوكب التاسع مثيرًا للجدل.

كيف يمكن أن يبدو الكوكب التاسع؟

بافتراض وجود هذا الجسم الشبيه بالكوكب، على الأرجح ستكون كتلته أكبر من كتلة الأرض (حوالي 10 مرات)، مع محيط يقترب من أحد عمالقة الجليد لدينا (أورانوس ونبتون).

سيناريو محتمل يشرح موقع الجسم البعيد يضع أصول نشأته في مكان ما بين المدارات من كوكب المشتري إلى نبتون، مع ولادة تشبه إلى حد كبير أيًا من الكواكب الغازية الأخرى في نظامنا الشمسي.
وقبل أن يتمكن الكوكب التاسع من التهام نفسه، قُذف بجاذبية أحد العملاقين الغازيين -المشتري وزحل- إلى وسط النفايات الجليدية.

على الرغم من مداره الكبير والبطيء، من المفترض أنه مرّ وقت كاف منذ ولادة النظام الشمسي حتى ينظف مداره من كتل الغبار والصخور المتجمدة، ما يُعطي كرة الغاز المتوقف نموّها هذه لقب الكوكب بشكل رسمي.

بدلاً من ذلك، على الرغم من احتمالية تلاشي الكوكب التاسع الضعيفة، يمكن أن يكون الكوكب التاسع طفلًا مُتبنى انتُزع من نجم عابر آخر منذ فترة طويلة جدًا.

ما الذي يمكن أن يفسر أيضًا التجمعات غير عادية لمدارات الأجسام عبر نبتون؟

بغض النظر عن الأخطاء أو التحيزات أو الصدف، فإن المدارات المترابطة بشكل غريب بين الأجسام العابرة لنبتون يمكن أن تكون نتيجة ظواهر عديدة بخلاف كوكب كبير مخفي.

على سبيل المثال، يمكن أن تُوفر عدة أجسام صغيرة في المنطقة المناسبة، في الوقت المناسب، قوة الجاذبية اللازمة. والأكثر غرابة، أنه يمكن تفسير الكتلة المظلمة الضخمة من خلال وجود ثقب أسود صغير، بحجم حبة العنب.

الأمر الأقل إثارة هو إمكانية وصف حالات عدم الاستقرار رياضيًا في قرص مداري.

كيف يمكننا التأكد من وجود الكوكب التاسع؟

إذا كان الكوكب التاسع موجودًا فعلاً، فإنّ بُعده الشديد -في مكان ما يبعد نحو 10 مرات أكثر من كوكب نبتون- يحُد من كمية ضوء الشمس المنعكسة من سطحه. وسيكون اكتشافه أكثر صعوبة كلما ابتعد، ليس فقط بسبب بطئه، لكن الانخفاض النسبي في سرعته المدارية سيُصعّب تحديد الاختلافات في الموقع.

توجد تلسكوبات قادرة على مراقبة جسم بهذا الحجم، لكن بسبب كبر مساحة السماء، سيحتاج الباحثون أولاً إلى تقليص أجزاء الفضاء في الأماكن غير المحتمل وجود الكوكب التاسع فيها.

يمكن أن يساعد تتبع المزيد من الأجسام العابرة لنبتون على هذا الأمر. استبعدت قياسات كاسيني على زحل أيضًا مناطق من نظامنا الشمسي من تأثير الكوكب الافتراضي.

حتى الآن ما يزال نظامنا الشمسي عبارة عن عائلة مكونة من ثمانية كواكب. حتى إذا لم نعثر على أي علامة لوجود كوكب تاسع، فقد يكشف بحثنا عن أسرار كافية حول منطقتنا الفلكية لجعل عملية البحث جديرة بالاهتمام.

اقرأ أيضًا:

اكتشافات جديدة تساعد على الكشف عن جيولوجيا الكواكب خارج المجموعة الشمسية

اكتشاف ثلاثة من الكواكب الخارجية في نظام نجمي يبعد عنا 73 سنة ضوئية فقط

ترجمة: طاهر كلبيت

تدقيق: سماح عبد اللطيف

المصدر