يُعرف الكيتامين بأنه عقار ترفيهي أو مخدر. وتوجد عدة أدلة على فائدته في مساعدة المصابين بالاكتئاب صعب العلاج.

أظهرت دراسة أسترالية نتائج إيجابية، بعد إعطاء بعض مرضى الاكتئاب صعب العلاج حُقن الكيتامين. استدامة هذه النتائج على المدى الطويل ليست مؤكدة. وتوجد طرق أخرى لإعطاء الكيتامين، وعقاقير كثيرة لعلاج هذا النوع من الاكتئاب.

ما الكيتامين؟

استُخدم الكيتامين بوصفه مخدرًا عامًا قويًا أكثر من 50 عامًا. ويُعد عقارًا مخدرًا قد يُساء استخدامه ويسبب الهلوسة. إذ تؤثر المهلوسات في النواقل العصبية في الدماغ مسببةً تغيرًا عميقًا في الإدراك والمزاج والقلق.

بينت دراسات سابقة على الحيوانات تأثير الكيتامين في زيادة مستوى بعض النواقل العصبية في الدماغ مثل الدوبامين، ما دفع الباحثين لتجربة إعطاء الكيتامين للبشر ودراسة تأثيره في أدمغتهم.

يُستفاد من جرعات الكيتامين المخففة -أقل من تلك المستخدمة في التخدير- في علاج الاكتئاب صعب العلاج، ذلك بعد استخدام نوعين من مضادات الاكتئاب على الأقل دون تحسن ملموس.

يُوصَف الكيتامين عادةً في حالات محددة، في وجود رقابة تحد من بعض المخاطر، مثل الرغبة المتزايدة بالانتحار لدى البعض. لذلك تجب مراقبة المرضى في أثناء العلاج والفترة التالية، وتقييم حالتهم.

لذلك تجنب فريق من الأطباء استخدام الكيتامين خشية إساءة استخدامه. يُستعمل الكيتامين أيضًا لمعالجة بعض الاضطرابات الأخرى مثل اضطراب ما بعد الصدمة.

الدراسة الجديدة:

أظهرت دراسة شملت عدة مراكز في أستراليا ونيوزيلندا كفاءة الكيتامين عند حقنه تحت الجلد لدى مرضى الاكتئاب المعند، مقارنةً بأدوية أخرى.

قسّمت التجربة 184 متطوعًا إلى مجموعات عشوائيًا، بعضها يتلقى الكيتامين، وآخرون يتلقون الميدازولام، مرتان في الأسبوع مدة أربعة أسابيع.

هذه التجربة ثنائية الإخفاء، ما يعني أن كل من المتطوعين والمسؤولين عن تقييم النتائج لا يعلمون أي المجموعات تناولت الكيتامين وأيها لا.

بلغت درجة الاكتئاب في بداية الدراسة لدى المتطوعين على الأقل 20 -اكتئاب معتدل- حسب مقياس مونتغومري أسبيرغ. بحث فريق الدراسة عن درجة اكتئاب أقل من 11، التي تشير إلى التعافي من الاكتئاب. ظهر تحسن ملحوظ بعد أربعة أسابيع بين الأشخاص الذين عولجوا بالكيتامين، إذ بلغت نسبة الشفاء 19.6%، مقارنةً بالميدازولام إذ بلغت نسبة الشفاء 2%.

استُخدمت طريقة أخرى أقل دقة لتقييم النتائج التجربة، بالبحث عن خفض درجة الاكتئاب إلى النصف. أظهر ذلك فرقًا أكبر في النتائج، إذ بلغت النسبة 29% للكيتامين مقابل 4% للميدازولام.

مع ذلك، بعد أربعة أسابيع من العلاج، لم يظهر سوى تحسن محدود في الأعراض في مجموعة الكيتامين، ما قد يشير إلى الحاجة إلى مواصلة العلاج فترةً أطول.

خيارات أخرى:

أَعطي الكيتامين في التجربة بالحقن تحت الجلد، وهو خيار عملي قليل التكلفة. قد يُعطى الكيتامين مباشرةً في مجرى الدم بالتقطير عبر الوريد. لا يتوفر أي من هذين الخيارين بشكل اعتيادي في أستراليا ونيوزيلندا خارج نطاق التجارب السريرية.

استخدم خيار ثالث شكلًا مختلفًا من الكيتامين في صورة بخاخ للأنف، وهو معتمد للاستخدام في أستراليا ونيوزيلندا. تُقدم كل هذه الخيارات الكيتامين بجرعات مختلفة، وتوجد أبحاث قائمة عن كيفية عملها على المدى الطويل، ومقارنة هذه الخيارات ببعضها.

توجد أيضًا خيارات أخرى دوائية وغير دوائية. تشمل التدابير ما يلي:

  •  التحفيز المغناطيسي للدماغ، ما يحفز أجزاءً من الدماغ لتحسين المزاج.
  •  السيلوسيبين، وهو عقار مخدر آخر اعتُمد تحت شروط صارمة في أستراليا جزءًا من آليات علاج الذهان.
  •  العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالتقبل والالتزام والعلاج السلوكي الجدلي.
  •  تغيير بعض أنماط الحياة، مثل الحمية والرياضة أو ممارسة التأمل.

ملخص:

تشمل العواقب الوخيمة للاكتئاب الانتحار أو الأسى مدى الحياة. تُظهر التجربة السابقة نتائج واعدة لمن لديهم أعراض صعبة العلاج. لكن هذا الخيار غير مستخدم بشكل واسع خارج نطاق التجربة السريرية. وقد سُمح باستخدام الكيتامين فقط على شكل بخاخ للأنف في أستراليا ونيوزيلندا. توجد العديد من الأدوية الأخرى، وعند عدم ملاحظة تحسن مع استخدام الدواء، تجب مراجعة الطبيب، الذي سيشرح الخيارات المتاحة الأخرى.

اقرأ أيضًا:

الكيتامين والعلاج النفسي ساعدا مدمني الكحول على الإقلاع عن شرب الكحول

ما نجاعة الكيتامين في علاج الاكتئاب؟

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: بشير حمادة

المصدر