في صباح 20 أغسطس 2023 أكد مسؤولو الفضاء الروس فقدان المركبة الفضائية لونا 25. حدث العطل صباح يوم السبت في أثناء تشغيل نظام الدفع لنقل المركبة إلى مدار ما قبل الهبوط، ونتيجة لمشكلة غير معروفة تسبب نظام الدفع بتحطم على سطح القمر بدل من دخولها إلى المدار.

هذه خسارة كبيرة لبرنامج الفضاء الروسي، إذ كانت هذه أول محاولة للعودة إلى القمر منذ عام 1976 حين أرسل الاتحاد السوفيتي مهمة روبوتية. وقد تحدثت شركة الفضاء الروسية روسكوزموس عن تشكيل لجنة إدارية مشتركة لدراسة هذا الحادث.

وبحسب تحديث نُشِر يوم السبت على شبكة تيليغرام، صرحت شركة الفضاء الروسية روسكوزموس عن إعلان حالة طوارئ على متن المركبة الفضائية لونا 25.

دخلت المركبة القمرية التي تزن 1.2 طنًا المدار حول القمر قبل الحادث بثلاثة أيام، ومنذ ذلك بدأ مهندسو الفضاء الروس بإرسال أوامر للتحكم بتشغيل محرك صغير بهدف تصحيح مدار المركبة الفضائية، وأرسلت وكالة روسكوزموس يوم السبت أمرًا آخر لوضع لونا 25 في مدار ما قبل الهبوط للتجهيز للهبوط الذي كان من المقرر أن يحدث يوم الاثنين.

لكن في أثناء هذه المناورة الساعة 14:10 بتوقيت موسكو من يوم السبت، حدثت مشكلة حالت دون إتمام هذه العملية بنجاح.

وفي بيان قصير صدر عن وكالة روسكوزموس، أشارت إلى أن فريق الإدارة يحلل الوضع حاليًا، ومنذ ذلك الحين انتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي في روسيا، مفادها أن المركبة الفضائية ربما قد فُقِدَت، بينما أفاد مراسل الفضاء الروسي أناتولي زاك أنه من المحتمل جدًا أن وكالة روسكوزموس قد فقدت الاتصال مع لونا 25، لكنها ستستمر في جهودها لإعادة التواصل مع المركبة الفضائية.

من المتوقع أن تواجه الجهود الروسية لإعادة الاتصال مع لونا 25 صعوبات بسبب عدم توفر شبكة اتصال في الفضاء العميق لدى روسيا. وأشار سكوت تيلي، متعقب الأقمار الصناعية، إلى أن قدرتها على التواصل مع لونا 25 ستكون محدودة فقط خلال فترات ظهور القمر فوق روسيا. ومن المتوقع أن تكون هذه الفرص محدودة نسبيًا في الأيام المقبلة.

إن خسارة لونا 25 تمثل نكسة وضربة كبيرة لصناعة الفضاء الروسية المترنح أساسًا، إذ انطلقت المهمة في 10 أغسطس 2023 في محاولة لإحياء الإرث السوفيتي العظيم في مجال استكشاف الفضاء في الستينيات والسبعينيات، وكان من المفترض أن تجعل مهمة القمر المتواضعة روسيا ذات شأن عظيم في الفضاء مرة أخرى.

كان انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 قد أدى إلى تدهور الاقتصاد الروسي، واستُخدم التمويل المحدود لبرنامج الفضاء الروسي للحفاظ على محطة مير في مدار أرضي منخفض، والانضمام إلى وكالة ناسا لبناء محطة الفضاء الدولية. وبالاعتماد على الأجهزة وقطع الغيار المتبقية من عملية تطوير مير، واصلت روسيا إرسال البشر إلى الفضاء على متن مركبة الفضاء سويوز التي تعود تقنيتها إلى أكثر من خمسة عقود.

كانت آخر مهمة سوفيتية إلى القمر عام 1976 وهدفها الاستكشاف الفضائي، أرسل الروس بعدها رحلتين إلى المريخ بين عامي 1996 و2011، لكن كلتيهما فشلتا في مغادرة المدار الأرضي المنخفض.

أُطلِقت كثير من البعثات الأوروبية إلى المريخ بنجاح على متن صواريخ روسية، لكنها اعتمدت على التكنولوجيا الأوروبية للوصول إلى المريخ والعمل هناك. ومنذ تفكك الاتحاد السوفيتي، لم تنجح روسيا في إرسال مسبار إلى القمر.

أعلنت روسيا أنها لا تنوي التوقف عند مهمة لونا 25، وتخطط لإطلاق مهمة لونا 26 المدارية المتوقعة في 2027، تليها بِعثتا هبوطٍ طموحتان للاستكشاف باستخدام الروبوتات. ولكن عمليات الإطلاق هذه ما تزال بعيدة جدًا، وبالنظر إلى المدة التي استغرقتها روسيا في تجهيز مهمة لونا 25، فمن المحتمل جدًا أن تتأخر مهمات لونا القادمة أكثر من ذلك، إذا أُطلِقت من الأساس، فالأسئلة والشكوك حول هذه البعثات المستقبلية ستزداد الآن.

اقرأ أيضًا:

أهم المهمات الفضائية لعام 2022

لمحة تاريخية عن استكشاف الفضاء

ترجمة: يوسف الشيخ

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر