قدم فريق من الباحثين من جامعة ماكجيل وصالون للوشوم يسمى MTL في مونتريال بكندا؛ وصفًا لكيفية تغير الميكروبات التي تعيش على الجلد عند ثقب الأذن.

تُغطّى الأجسام بتريليونات الجراثيم والفطريات والفيروسات من أعلى الرأس حتى أصابع القدمين، التي لا يمكن التخلص منها ولن يستطيع أحد حتى القيام بذلك، وتشكل بمجموعها الميكروبات الجلدية، وهي مشابهة للميكروبات الموجودة بالأمعاء، إذ لها دور أساسي ومهم في الحماية ضد العوامل الممرضة، ومساعدة الجهاز المناعي.

وضحت مجلة نايتشر في مقال عام 2018، أن المرض الجلدي أو حتى المرض الجهازي ينتج حين يتأذى حاجز الدفاع بجرح أو قطع أو عندما يختل التوازن ما بين الميكروبات المتعايشة والعوامل الممرضة، إذ نعلم جميعًا أن الجلد هو خط الدفاع الأول ضد الميكروبات.

عند ثقب الأذن، يعقَّم الجلد الذي سيُثقب لإنشاء سطح معقم أو بمعنى أدق خالٍ من الميكروبات. وبهذه النقطة بالتحديد لدينا فرصة لمراقبة كيفية قدرة هذه الميكروبات على بناء نفسها مجددًا في الحيز الذي تلقى التعقيم.

ويضيف المقال أيضًا، إمكانية الملاحظة في هذه الممارسة البشرية الشائعة والفريدة من نوعها، أن ثقوب الجلد تمثل هندسة نظام بيئي ميكروبي يعيش على جسم الإنسان.

يخلق ثقب الأذن أو أي مكان آخر من الجلد، منبتًا أو بيئة ومجتمعات جديدة قد توفر رؤى عامة حول الاستجابة البيولوجية تجاه الإخلال في بيئة معينة، وتعطي فهمًا أكبر حول النظام البيئي الميكروبي وصحة الإنسان.

جمع الفريق بياناتهم من 28 متطوعًا، و باستخدام مسحات جلدية لمنطقة ثقب الأذن، قبل الثقب وبعده.

كانت المسحات بالشكل التالي: مسحة عند الثقب الجديد أول مرة، ثم مسحة بعد 12 ساعة، ثم بعد 24 ساعة، ثم 72 ساعة، ثم بعد أسبوع وأخيرًا بعد أسبوعين.

كانت النتائج مثيرة للاهتمام، إذ وجد الباحثون قضاء التعقيم الحاصل قبل الثقب على الكثير من الميكروبات الموجودة، وهو بمثابة اضطراب بيئي كبير لتلك الأحياء الدقيقة، لكن وبمرور الوقت، أدت هذه المنقطة المثقوبة إلى خلق تنوع بيولوجي أكبر وبيئة أكثر تعقيدًا، وغيّر كليًا من طبيعة التفاعلات الحيوية بالمقارنة مع البيئة السابقة التي هي شحمة الأذن غير المثقوبة.

تنبأ الباحثون وأكدوا أن الميكروبات التي تطورت حول ثقب الأذن الجديد ستكون مشابهةً لتلك الموجودة في المناطق الرطبة من الجسم؛ مثل الأنف أو الإبط أو مغبن الفخذ، وليست كالمكروبات التي تتطور على شحمة الأذن.

ما يدعم ذلك هو صعوبة تبخر الرطوبة حول الثقب، الأمر الذي يتيح نمو أنواع كثيرة من الكائنات الحية الدقيقة القادرة على العيش في البيئات الرطبة.

استطاع الباحثون عزل نوعين من الميكروبات حول ثقب الأذن وهما: المكورات العنقودية البشروية والبروبيونية العَدّية.
وجود هذين النوعين من الميكروبات حول الثقب قد يجعلنا نظن أنها عدوى أو التهاب نظرًا لأن النوعين مسؤولين عن الالتهابات الجلدية التي نكرهها جميعًا (حب الشباب).

لكن يوضح الفريق أن كلًا من المكورات العنقودية البشرية والبروبيونية العَدّية هي ميكروبات متعايشة على الجلد وتساهم في الحفاظ على توازنه، غالبًا لأنهما نوعان متعاديان فلا يطغى أحدهما على الآخر.

لم تقدم الدراسات شرحًا فعليًا لما يحدث عند ثقب الأذن حتى الآن، إلا أنه ليس مستبعدًا أن الثقب يغير البيئة الميكروبية حول الجلد.

كتب الباحثون عن هذه الدراسة الجديدة بأنها أول لمحة عن المجتمعات البكتيرية التي تعيش في ثقب الأذن البشرية. واختتموا مقالهم أن لعملية الثقب التي هي تعقيم الجلد، ومن ثم ثقبه، وإدخال مسمار معدني، تأثير واضح على بيئة ميكروبات المنطقة المثقوبة.

اقرأ أيضًا:

أسباب إصابة ثقب الأذن بعدوى وأعراضه وعلاجه

الختان يغير ميكروبيوم الغشاء المخاطي للقضيب، فما تأثير ذلك؟

ترجمة: حنان احمد

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر