أظهرت أبحاث جديدة أن الكثير من الآباء في الولايات المتحدة يعطون الميلاتونين بشكل منتظم لأطفالهم في عمر ما قبل المدرسة، مع عدم وجود أدلة كافية تدعم أمان وفاعلية الميلاتونين. وجدت إحصائيات أنّ نحو 20% من الأطفال في سن المدرسة وما قبل المراهقة يستخدمون مكملات الميلاتونين لتساعدهم على النوم، يشير هذا لزيادة كبيرة بالنسبة للأرقام المسجلة في الدراسات المُجراة منذ خمسة أعوام التي تناولت فئات عمرية أوسع، إذ كانت نحو 1.3%.

تقول الاختصاصية في علم النوم والتطور من جامعة بولدر في كولورادو، لورين هارتشتاين: «لا نقول أن الميلاتونين مؤذٍ بالضرورة، لكن مازلنا بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لكي نستطيع الجزم بأنّه آمن للأطفال عند أخذه على المدى الطويل».

في وقت سابق من العام، أجرت الاختصاصية هارتشتاين مع عدد من زملائها مسحًا بسؤال آباء 993 طفلًا ممن تتراوح أعمارهم بين عام واحد و 13 عامًا، عن تناول أولادهم للميلاتونين قبل شهر في الولايات المتحدة.

كانت النتائج مختلفة قليلًا عن نتائج الدراسات التي أُجريت في عامي 2017 و2018 التي تناولت عينات من عمر 19 عامًا وأقل.

نحو 5.6% من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين عام واحد و 4 أعوام كانوا من مستهلكي مكملات الميلاتونين خلال شهر ماضٍ.
وارتفعت النسبة إلى 18.5% في فئة الأطفال بين 5 و9 أعوام، و 19.4% في فئة الأطفال بين 10 و13 عامًا.

يُعطى الأطفال ذوي الأعمار الأقل من 5 أعوام نحو 2 ملغ من مكملات الميلاتونين، أما ذوي الأعمار بين 10 و 13 فكانت الكمية نحو 10 ملغ. تجاوزت مدة أخذ الميلاتونين غالبًا السنة.

تقول هارتشتاين: «أصبح الآباء يعطون الميلاتونين لأطفالهم في عمر صغير نسبيًا ولفترة طويلة. في أغلب دول العالم، لا يصرف الميلاتونين إلا بموجب وصفة طبية، بينما يُعد في الولايات المتحدة مكملًا غذائيًا بحسب إدارة الغذاء والدواء (FDA)، لذا فهناك تسامح فيما يتعلق بأخذه و لا يحتاج لوصفة طبية».

تقع الغدة الصنوبرية في مركز الدماغ، وتفرز هرمون الميلاتونين في نهاية اليوم، ليرسل بدوره إشارات للجسم ليحثه على النوم، فيساعد على الحفاظ على توازن ساعتنا البيولوجية.

غالبًا ما يستخدم الأشخاص الذين يعانون من صعوبة بالنوم، مكملات الميلاتونين لتساعدهم على الشعور بالنعاس، تشير الدلائل المتوفرة أنّه آمن بالنسبة للاستخدام على المدى القصير، لمدة شهر إلى ثلاثة أشهر وبجرعة تتراوح بين 0.5 و 1 ملغ. لكن لا معلومات عن استخدامه على المدى الطويل.

ارتفع عدد الحالات المُبلّغ عنها لمراكز مكافحة السموم بالنسبة للأطفال الذين يتناولون الميلاتونين بنحو 530% بين عامي 2012 و 2021، ومعظمهم من الأطفال دون سن 5 أعوام.

وُجد في دراسة حديثة لـ 25 من أقراص الميلاتونين القابلة للمضغ المُباعة في الولايات المتحدة؛ خطأٌ في التصريح عن الكمية الحقيقة للميلاتونين في 22 قرصًا، كان يحوي أحدها ثلاثة أضعاف الجرعة المكتوبة على الملصق.

تقول هارتشتاين: «لا يعلم الآباء حقيقةً ماهيّة المادة التي يقدمونها لأطفالهم».

يوجد دليل على أن مكملات الميلاتونين تساعد مرضى التوحد على الحصول على نوم أفضل، وكشفت الدراسات عن الاضطرابات في فيزيولوجية الميلاتونين والساعة البيولوجية لدى هؤلاء الأشخاص.

يقول الباحثون: «لم تُثبت بعد الفاعلية والجرعة وأمان الميلاتونين على المدى الطويل بالنسبة لباقي الفئات، ومن المحتمل أن تختلف هذه المعايير بحسب العمر».

يولي الباحثون اهتمامًا بأن ارتفاع معدلات أخذ الأطفال للميلاتونين قد يشير إلى مشكلة حقيقة في النوم تحتاج تشخيصًا وعلاجًا.

تضيف هارتشتاين: «إذا كان العديد من الأطفال يأخذون الميلاتونين، فهذا يشير إلى الكثير من مشكلات النوم الكامنة التي تحتاج إلى تحديد، لكن تحديد الأعراض لا يعني بالضرورة تحديد المسبب».

نأمل أن ترفع هذه المقالة من مستوى الوعي لدى الجميع.

اقرأ أيضًا:

ما الآثار الجانبية لمكملات الميلاتونين المساعدة على النوم؟

هل يساعد الميلاتونين على علاج القلق والاكتئاب؟

ترجمة: حنان احمد

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر