يُعد مرض السكري عامل خطر للإصابة بمرض الشريان المحيطي، وتتضمن أعراضه تشجنات عضلية شديدة، والتئامًا بطيئًا للجروح، وغيرها من الأعراض.

يساعد العلاج الجيد لمرض السكري في منع الإصابة بمرض الشريان المحيطي.

قد يسبب مرض الشريان المحيطي آلامًا في القدمين، ويبطئ التئام الجروح، وقد يزيد من احتمالية إصابة المريض بالسكتة أو الذبحة القلبية.

يتحدث هذا المقال عن العلاقة بين مرض السكري ومرض الشريان المحيطي وبعض عوامل الخطر الأخرى، ويُلقي الضوء على أعراض مرض الشريان المحيطي، وطرق علاجه، وخطوات الوقاية منه.

كيف يزيد مرض السكري من احتمالية الإصابة بمرض الشريان المحيطي؟

يعاني مريض السكري من احتمالية كبيرة لحدوث التصلب العصيدي، ما يزيد من فرصة الإصابة بمرض الشريان المحيطي.

يُعبّر مصطلح «التصلب العصيدي» عن تراكم رواسب لويحية في الشرايين، مثل الكوليسترول، والشحوم، والفضلات الخلوية، وغيرها من المواد.

يُؤدي تراكم اللويحات إلى تصلب الأوعية وزيادة ثخانتها، ما يُنقص تدفق الدم، ويمنع الدم المحمل بالأكسجين من الوصول إلى مناطق الجسم المختلفة.

يُعد التصلب العصيدي أحد الأسباب الأساسية للإصابة بمرض الشريان المحيطي، وتؤثر هذه الحالة عادةً في شرايين اليدين والقدمين، وغيرها من الشرايين في مناطق أخرى من الجسم.

ما عوامل الخطر الأخرى المؤدية للإصابة بمرض الشريان المحيطي؟

يتعرض مريض السكري لاحتمالية أعلى للإصابة بمرض الشريان المحيطي، وتتضمن عوامل الخطر الأخرى ما يلي:

  •  ارتفاع ضغط الدم.
  •  التدخين.
  •  قلة النشاط الجسدي.
  •  وجود تاريخ طبي لإصابة المريض أو أحد أفراد عائلته بمرض الشريان المحيطي أو غيره من أمراض القلب والأوعية الأخرى.
  •  البدانة والوزن الزائد.
  •  ارتفاع مستوى كوليسترول البروتين الشحمي منخفض الكثافة (LDL).

أعراض مرض الشريان المحيطي:

يُسبب مرض الشريان المحيطي أعراضًا عدة، وتمثل الآلام العضلية في الطرف السفلي عند الحركة العرضَ الأشيع، وقد تظهر هذه الآلام أيضًا في الأفخاذ، وربلة الساق، والأوراك.

قد يخف الألم فور توقف المريض عن الحركة أو ممارسة الرياضة، لكن الأمر يختلف في كثير من الحالات.

يظهر الألم بسبب انخفاض كمية الدم الواصلة إلى العضلات نتيجة الانسداد في الشرايين المسؤولة عن ترويتها، ويمكن أن يُعاني المريض بالإضافة إلى آلام الطرف السفلي من كل مما يلي:

  •  الغرغرينة.
  •  بطء التئام جروح القدمين والأرجل وشفائها.
  •  بطء نمو الأظافر.
  •  بطء نمو شعر القدمين والأرجل.
  •  انخفاض درجة حرارة القدمين والأرجل.
  •  ضعف الانتصاب المرافق للسكري لدى الذكور.

وقد يصاب البعض بمرض الشريان المحيطي دون أن تظهر أي من هذه الأعراض.

ما الأدوية المفيدة في علاج مرض الشريان المحيطي؟

ينصح بعض الخبراء المرضى بتغيير نمط حياتهم، وتناول أدوية معينة، وممارسة الرياضة في سبيل علاج مرض الشريان المحيطي.

 تغيير نمط الحياة:

تتضمن آليات تغيير المريض لنمط حياته كلًا مما يلي:

  •  الإقلاع عن التدخين عند الإمكان.
  •  ممارسة النشاطات البدنية والتمارين الرياضية بانتظام.
  •  الخضوع للمعالجة بالتمرين تحت الإشراف الطبي (SET).
  •  تناول الأطعمة الحاوية على مستويات منخفضة من الدهون المحولة والمشبعة، والإكثار من تناول الخضار والفواكه والحبوب الكاملة.
  •  اتباع تعليمات الطبيب وخطته العلاجية بالنسبة إلى مرض السكري.

 الأدوية:

قد يصف الطبيب أدوية مختلفة لضمان جريان الدم بشكل طبيعي ضمن الأوعية، ومن بينها:

  •  الأدوية المضادة للصفيحات.
  •  مضادات التخثر الفموية.
  •  خافضات الشحوم.
  •  خافضات الضغط الشرياني.

 بعض طرق العلاج الأخرى:

قد ينصح الطبيب بما يلي في حال عدم تحسن حالة المريض على الرغم من تنفيذ ما سبق:

  •  إجراء عمليات القسطرة أو تركيب الشبكات، ما يساعد في استعادة جريان الدم الطبيعي.
  •  جراحة المجازات باستخدام جزء من وريد آخر من الجسم لإعادة الجريان الدموي السليم.
  •  استئصال العصيدة، وهو إجراء خفيف الرض يهدف إلى إزالة الكوليسترول من الشرايين.

يُؤدي العلاج المبكر لمرض الشريان المحيطي إلى نتائج أفضل، ولذلك يُنصح بالتواصل مباشرة مع الطبيب عند ظهور أحد الأعراض.

هل يمكن منع الإصابة بمرض الشريان المحيطي؟

يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الشريان المحيطي عن طريق اتخاذ بعض الإجراءات، إذ تنصح جمعية القلب الأمريكية مرضى السكري باتباع الخطوات التالية:

 تناول حمية غذائية متوازنة تعتمد على:

  •  الخضار.
  •  الفواكه.
  •  البروتينات الكاملة.
  •  الحبوب الكاملة.
  •  الدهون الصحية.
  •  الحفاظ على الفعالية الفيزيائية عن طريق ممارسة الرياضة والنشاطات البدنية.
  •  اتباع تعليمات الطبيب فيما يخص السيطرة على مرض السكري.
  •  الإقلاع عن التدخين إذا كان المريض مدخنًا.

متى يجب التواصل مع الطبيب؟

يُنصح بالتواصل مع الطبيب عند ظهور أي أعراض أو علامات تدل على الإصابة بمرض الشريان المحيطي، خاصة عند مرضى السكري أو غيره من عوامل الخطر الأخرى.

يُشخص الطبيب عادةً مرض الشريان المحيطي بالاعتماد على التاريخ الطبي للمريض وعائلته، والفحص السريري، وإجراء عدة تحاليل منها:

  •  اختبار المشعر الكاحلي العضدي، وهو فحص يتضمن المقارنة بين ضغط الدم في كل من الكاحل والساعد.
  •  التحاليل الدموية.
  •  اختبارات المشي وغيرها من الفحوصات الجسدية.
  •  تصوير دوبلر بالأمواج فوق الصوتية لقياس جريان الدم.
  •  التصوير الطبي.

الخلاصة:

قد يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بمرض الشريان المحيطي، وقد يؤدي أيضًا إلى الإصابة بالتصلب العصيدي الذي يسبب بدوره مرض الشريان المحيطي، الذي يتظاهر بآلام الساقين وبطء التئام الجروح وشفائها وغيرها من الأعراض.

تتضمن طرق العلاج والوقاية من مرض الشريان المحيطي كلًا من الأدوية وتغيير نمط الحياة، بما في ذلك الالتزام بالحمية الغذائية والنشاط البدني.

قد ينصح الأطباء أيضًا بإجراء عمليات جراحية تفيد في إعادة جريان الدم الطبيعي ومنع أي أضرار أو مضاعفات مستقبلية.

اقرأ أيضًا:

ما العلاقة بين الإصابة بمرض السكري وألزهايمر؟

مرض الشريان المحيطي PAD: اعتلال الأوعية المحيطي

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: أنس الرعيدي

المصدر