أنجزت الهند مهمتها ووصلت المركبة تشانداريان-3 إلى سطح القمر وهبطت كما كان متوقعًا يوم الأربعاء الموافق لـ 23 أغسطس 2023. وبهذا أصبحت الهند رابع دولةٍ تهبط بنجاحٍ على القمر بعد الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والصين.

هبطت تشانداريان-3 عند 70 درجةٍ تقريبًا من خط العرض جنوبًا، وهي أول رحلةٍ تهبط في القطب الجنوبي القمري المثير للاهتمام.

تعود اهتمامات وكالات الفضاء بهذه المنطقة إلى وجود الفوهات دائمة الظلمة حيث اكتُشِف الماء الجليديّ من المدار. فبسبب ميلان القمر قليلًا، توجد مناطق باردةً لا يصل إليها الضوء أبدًا، و 60% منها وُجِد بعد الدرجة 80 من خط العرض للقطب الجنوبي. وهذا أحد الأسباب الذي جعل رحلة أرتيمس-3 تهدف إلى هبوط البشر بعد بضع سنوات، ولكن ستحظى الهند بفرصةٍ أبكر لاكتشاف ذلك أولًا.

ما يزال الهبوط على القمر إنجازًا كبيرًا، ووجود كثير من المهام الناجحة لا يعني أنها ليست مقامرة. وقد أظهرت حادثة سقوط مهمة لونا 25 الروسية ذلك بالضبط. وكانت إسرائيل قد أجرت محاولات سابقة، وكذلك شراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، وحتى مهمة تشاندرايان-2 الهندية التي لم تصل إلى السطح بأمان.

مع أن القمر الصناعي لمهمة تشاندرايان-2 ما زال يجري مراقبات علمية مهمة حول القمر، بما في ذلك التقاط بعض الصور عالية الدقة من سطح القمر حتى الآن.

كان الهبوط عقبةً كبيرة، ولكنها ليست العقبة الوحيدة فقط، فأن تكون الأول في هذه المنطقة هو مخاطرة، إذ إنها بيئة صعبة، في ظروف قمرية غير ملائمة. إضافةً إلى أن التضاريس هناك وعرة جدًا، ووفرة ضوء الشمس قليلة، والحرارة يمكن أن تكون منخفضة للغاية. ولكن فريق المهمة متحمس لمواجهة هذه التحديات بقوة.

سيُظهِرون قدرة المركبة على البقاء في القمر في مهمة، ثم ستُجري مركبة الهبوط والمركبة الجوالة تجارب على التربة القمرية. الهدف هو العمل مدةً لا تقل عن 14 يومًا أرضيًا (يوم قمري كامل)، مع استمرار عمل المركبة المدارية مدةً لا تقل عن ستة أشهر. وإذا سارت الأمور على ما يرام، فإن من السهل تجاوز هذه الأرقام.

من بين التجارب، سيُقاس تركيب سطح القمر، وتحديد كمية الجليد في التربة القمرية، ومحاولة فهم أفضل لكيفية تطور الغلاف الجوي الهش للقمر.

اقرأ أيضًا:

في مهمة فضائية غير مسبوقة: الهند أول دولة تهبط في القطب الجنوبي للقمر

الهند تستعد للهبوط على سطح القمر للمرة الأولى في تاريخ البلاد

ترجمة: محمد فواز السيد

تدقيق: باسل حميدي

المصدر