هل التعليق رأسًا على عقب يجعلك تشعر بالذعر قليلًا، كأن رأسك قد ينفجر؟ لا داعي للقلق، لن يحدث شيء كهذا. ليست وضعية الرأس لأسفل ضارة تمامًا.

غالبًا، لن يؤدي تعليق الجسد رأسًا على عقب فترةً طويلة إلى خروج عينيك من محجريهما -مع أنه قد يؤدي أحيانًا إلى فقدان البصر مؤقتًا لدى بعض الأشخاص- لكنه قد يقتلك في النهاية!

متى تكون الوضعية المقلوبة قاتلة؟

عام 2009، توفي رجل من يوتا يُدعى جون جونز، بعد أن أمضى 28 ساعة معلقًا رأسًا على عقب في كهف. حاول عمال الإنقاذ التصرف، لكن جدران الممر كانت ضيقة جدًا، ولم يتمكنوا من إخراجه قبل أن يلقى حتفه، غالبًا بسبب الاختناق.

غالبًا ما كانت الممارسة الرومانية القديمة المتمثلة في الإعدام بالصلب تُنفذ رأسًا على عقب، إذ كان الهدف هو قتل الشخص بسرعة!

التأثير على الرئتين:

تطورت الرئتان لتصبح في موضع أعلى من أعضاء الجسم الأخرى لسبب ما. في الوضعية المقلوبة للجسم، نظرًا إلى أنها أعضاء حساسة، فإنها لا تلبث أن تنضغط بفعل الأعضاء الأكبر والأثقل مثل الكبد والأمعاء، التي تقع عادةً أسفل منها.

لا يمثل ذلك مشكلة كبيرة إذا استلقى الشخص على منحدر وقدماه مرتفعتان قليلًا فوق مستوى الرأس، لكن عندما يكون الرأس أسفل القدمين تمامًا، أي بوضعية الجسد مقلوبًا رأسًا على عقب، لن تتمكن الرئتان من الحصول على كمية كافية من الأكسجين، نظرًا إلى صغر المساحة المتاحة لذلك.

إضافةً إلى ذلك، فإن أجسامنا مهيأة لنقل الدم عبر الجسم عند الوقوف باستقامة، إذ إن الأوعية الدموية مصممة بحيث لا تسمح بتجمع الدم في القدمين. أما في حالة الوضعية المقلوبة للجسم، فإن أجسامنا تفتقر إلى القدرة على منع الدم من التجمع في الدماغ. إذا حدث ذلك، فقد يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية، ومن ثم نزف في الدماغ.

التأثير على القلب:

وفقًا للمختصين، فإن قصور القلب هو سبب الوفاة في معظم حالات الوفاة الناجمة عن الوضعية المقلوبة للجسد، لأسباب شبيهة بتلك التي تؤثر في الدماغ.

عندما يكون الرأس لأسفل، يتباطأ القلب في ضخ الدم ويبدأ بتلقي كمية من الدم أكثر من طاقته، ويجد صعوبة في الحفاظ على ضغط الدم، ويفقد في النهاية قدرته على ضخ كمية كافية من الدم للحفاظ على وظائف الجسم الأساسية.

فوائد الوضعية المقلوبة للجسم:

مع أن الوضعية المقلوبة قد تقتل أحيانًا، فإنها إذا طُبقت لفترات أقصر، قد تمنح الجسم بعض الفوائد الصحية.

تدعم الوضعيات المقلوبة تدفق الدم من القدمين والساقين والحوض إلى القلب والرئتين، حيث تتلقى الأكسجين النقي.

وفقًا للدراسات، يمكن للانقلابات القصيرة أن تقلل من معدل ضربات القلب في أثناء الراحة، وتزيد من القدرة على التحمل عمومًا، وتساعد الجسم على استخدام الأكسجين بشكل أكثر كفاءةً في أثناء التمرين.

في اليوغا، تُعد الانقلابات مفيدة بعدة طرق. تقول مدربة اليوغا جولي فيليبس: «إن الوقوف على الرأس من أهم الوضعيات، إذ يُنقى الجهاز اللمفي وتُحفز أجهزة الجسم عمومًا».

من المعروف أن ممارسي اليوغا يمارسون الانقلابات لفترات طويلة من الزمن، نحو 12 دقيقة، ويوجد من يمارسها لساعات. على هذا، فمع أن التعليق العكسي قد يكون خطيرًا، فإنه من النادر جدًا أن يسبب الوفاة.

هل تخشى أن تتعثر رأسًا على عقب في السفينة الدوارة؟ الأمر ليس مستحيلًا. عام 1997، وجد مجموعة من الأشخاص أنفسهم في هذا الوضع بالضبط لمدة ساعة ونصف، ونجا الجميع من المحنة.

كم من الوقت يمكن أن تبقى معقًا رأسًا على عقب؟

على ما يبدو، لا توجد قاعدة حول المدة الآمنة لوضع الجسد رأسًا على عقب. يُتوفى الأشخاص المصابون بأمراض القلب بشكل أسرع بكثير في مثل هذه الحالات، في حين يتمكن الشباب الأصحاء من البقاء على قيد الحياة فترةً أطول.

القاعدة العامة هي: إذا كنت مقلوبًا رأسًا على عقب وبدأت تشعر أنك بحاجة إلى التوقف، فلتتوقف!

تقول فيليبس: «في دروس اليوغا الهوائية، نستغرق خمس دقائق -أحيانًا أكثر- حيث يتدلى الطلاب في وضعية مقلوبة، لكن مع الأخذ في الحسبان أن بوسعهم التوقف ثم العودة إلى الوضعية المقلوبة في أي وقت، بل إن عليهم التوقف إذا شعروا أن الأمر ليس على ما يرام».

اقرأ أيضًا:

فرضية جديدة: القولون العصبي قد يكون أحد أشكال «عدم تحمل الجاذبية»!

شكل البراز ولونه ورائحته: ما هو صحي؟ وما هو غير صحي؟

ترجمة: زينب عبد الكريم

تدقيق: يوسف صلاح صابوني

المصدر